طلبت الجزائر من الصندوق الأخضر للمناخ, وهوهيئة مالية تابعة للأمم المتحدة, تجنيد 50 مليون دولار لتمويل مشروع يهدف لإصلاح الاراضي بالمناطق الجافة و شبه الجافة للسد الأخضر, حسبما أعلنه يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, المدير العام للغابات, عز الدين سكران. و قال السيد سكران خلال ورشة عمل وطنية حول تهيئة و تأهيل السد الاخضر أن المديرية العامة للغابات "قدمت مشروع فكرة حول السد الأخضر تطلب التمويل في إطار الصندوق الأخضر للمناخ". و تقدر مدة المشروع بخمس سنوات حيث يهدف الى التقليص من التصحر و تدهور الأراضي و كذا تعزيز مناعة الانظمة الإنسانية و الطبيعية لمناطق السد الأخضر عن طريق تسيير دائم و تهيئة الغابات و المزارع. و من اصل 50 مليون دولار المطلوبة من قبل المديرية العامة للغابات, 20 منها ستخصص لتطبيق نشاطات إصلاح الانظمة الطبيعية المتأثرة و هذا بتفضيل الانواع المحلية المقاومة, و 20 مليون دولار لتحسين المناطق الحساسة من اجل التنبؤ بالتصحر, و 5 ملايين دولار لوضع جهاز مراقبة آثار التغيرات المناخية و المساعدة على اتخاذ القرار. اما 5 ملايين دولار المتبقية فستخصص لتعزيز البحث و تطوير نشاطات المستغلين الصغار و دعم المؤسسات الخضراء و الزرقاء, و هذا لضمان أجوبة دائمة للتغيرات المناخية. و تغطي منطقة المشروع 10 ولايات السد الأخضر, اي اهم المناطق الجافة و الشبه الجافة للبلد. و ترتقب مجموعة تقنية تابعة لمنظمة الأممالمتحدة للتغذية و الزراعة (فاو) القيام في غضون الأسبوع الجاري ,بزيارة الى المسيلة التي تم اختيارها كولاية نموذجية, لتقييم النشاطات المرتقب إطلاقها في ظل هذا البرنامج, و هذا قبل أبريل المقبل, حسب السيد سكران, مشيرا ان قرار الصندوق الأخضر للمناخ سيتمخض عن نتائج هذا التقييم. "في الغالب, التغيرات المناخية تتسبب في تدهور السد الأخضر. و من هذا المنطلق, طلبنا تمويل (من قبل الصندوق الأخضر) و الذي سيساعد كذلك على التكوين و البحث العلمي لمحاربة فعالة لهذه الظاهرة", يقول السيد سكران. و ارتكزت المديرية العامة للغابات, في هذا الصدد, على نتائج دراسة قام بها في 2017 المكتب الوطني لدراسات التنمية الريفية حول تهيئة و تأهيل و توسيع السد الأخضر الى اكثر من 7ر4 مليون هكتار. و انبثق عن هذه الدراسة, التي اثبتت تدهور 50 بالمائة من منطقة السد الأخضر, مخطط عمل يشدد على إصلاح و تطوير الانواع الحية بالمناطق الجافة و الصحراوية و هذا بأخذ بعين الاعتبار مقاومة و حماية التنوع البيولوجي. و يشمل المخطط المقترح المناطق الغابية و الكثبية و الرعوية و كذا الطرق, و هذا بإدماج الخاصيات الإجتماعية والاقتصادية. من جهته, أظهر ممثل منظمة الأممالمتحدة للتغذية و الزراعة بالجزائر, نبيل عساف, قابلية هذه المنظمة الأممية لمرافقة المديرية العامة للغابات و تقديم التمويلات اللازمة. "كعضو معتمد في الصندوق الأخضر للمناخ, سنساند جهود الجزائر لتجسيد هذا المشروع. لن تكتفي منظمة الأممالمتحدة للتغذية و الزراعة بمرافقة الجزائر لتجنيد الاموال اللازمة فقط, بل تسعى كذلك الى الاستفادة من خبرتها في محاربة التصحر و تطبيقها على المستوى العالمي", حسبه. و دعا من جهة اخرى الى تبني مقاربة تساهمية في تطبيق برامج تأهيل السد الأخضر و تطوير الابتكار في مجال محاربة التصحر لتجاوز الصعوبات المنبثقة عن الأحوال المناخية. و يعتبر الصندوق الأخضر للمناخ التابع لاتفاق الاممالمتحدة حول التغيرات المناخية جهازا ماليا امميا يهدف الى تحويل اموال البلدان المتقدمة إلى البلدان الضعيفة لوضع مشاريع تحارب التغيرات المناخية. و كانت الجزائر قد شددت خلال ندوة باريس حول المناخ على إنخراطها في محاربة التغيرات المناخية و هذا بتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ب 7 بالمائة في آفاق 2030. هذه النسبة يمكن ان تبلغ 22 بالمائة في حال ما تحصلت الجزائر على الدعم المالي الدولي و التكنولوجيا اللازمة. و للتمكن من تحقيق هذا الهدف ترتكز الجزائر على القطاعات الهامة و هي الطاقة و الصناعة و السكن و الغابات. و يهدف السد الأخضر, المطلق في 1970, الى وضع حاجز أخضر بربط بين الحدود الجزائرية من الشرق الى الغرب على مسافة 1.500 كم و عرض يبلغ 20 كم, أي مساحة تبلغ 3 ملايين هكتار.