سجلت المفاوضات الجارية يوم الأحد, بين السلطات العسكرية السورية و فصائل المعارضة المسلحة من أجل تمكين خروج آمن للمسلحين وعائلاتهم و كذا باقي المدنيين من مدينة الغوطة الشرقية, الخاضعة لسيطرة عدة فصائل سورية مسلحة منذ 2012 تقدما, في الوقت الذي يواصل فيه الجيش السوري تحقيق اختراقا ميدانيا على عدة جبهات قتال في المنطقة التي تمكن من استعادة أزيد 50 بالمائة من أراضيها حتى الان. و أعلن المتحدث باسم مركز المصالحة الروسي في سوريا, اللواء فلاديمير زولوتوخين اليوم, أن المفاوضات حول إخراج المدنيين من الغوطة الشرقية متواصلة بين العسكريين السوريين ومركز المصالحة الروسي في سوريا, مع أعضاء الفصائل المسلحة في المنطقة أبرزها "جيش الإسلام" وفصائل ارهابية أخرى تنضوي ضمن تحالف (جبهة فتح الشام)" النصرة سابقا", " تسجل تقدما". وقال المسؤول الروسي في تصريحات صحفية " إن قسما من الفصائل المسلحة يبحث إمكانية إخراج عشرات المدنيين من المنطقة مقابل إمكانية خروج المسلحين مع عائلاتهم بشكل آمن". كما اشار المصدر نفسه إلى أن العمل جار حاليا في محور بلدة مديرة إلى الشمال الغربي من قرية (بيت سوا) بهدف قطع خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية بين شمال الغوطة وجنوبها تمهيدا للقضاء على المجموعات الإرهابية. الى ذلك أقر المركز السوري لحقوق الانسان (معارض) و مقره لندن بأن الجيش السوري تمكن خلال هجوم بري من تجزئة مناطق سيطرة الفصائل. وقال المرصد السوري الحقوقي إن " القوات النظامية تمكنت من تحقيق تقدم جديد تمثل بالسيطرة على بلدة بيت سوى ومزارعها وعلى بلدة الأشعري ومزارعها واصبحت بهذا التقدم على تخوم بلدة مديرا ومدينة حمورية. كما تقدمت عبر الخط الجنوبي من مناطق سيطرة الفصائل ووصلت لأطراف بلدة جسرين لتوسع بذلك سيطرتها في غوطة دمشق الشرقية" المتصلة مع العاصمة دمشق. وأشار المرصد السوري إلى أن القوات الحكومية " بهذا التقدم تكون قد سيطرت على 52% من مساحة سيطرة الفصائل في غوطة دمشق الشرقية"ي مؤكدا أن الجيش تمكن من تقسيم غوطة دمشق الشرقية إلى شطرين : أحدهما شمالي ويضم مدينتي دوما وحرستا ومزارع الريحان مع مسرابا -علما أن حرستا كانت واحدة من أقدم المدن التي يسيطر عليها المسلحون في سوريا منذ العام 2012 -و الاخر جنوبي ويضم مدن وبلدات عربين وزملكا وحمورية وسقبا وحزة وكفربطنا وعين ترما والأفتريس". و ذكرت تقارير اعلامية أن جبهات الغوطة المختلفة هي اليوم مسرحا لمعارك ضارية, في محاولات يومية من قبل الطرفين: الجيش السوري و المسلحين لفرض السيطرة على المنطقة, التي باتت أقرب لتحريريها من قبل القوات الحكومية ليزول بذلك التهديد الذي كانت تشكله الغوطة الشرقية بالنسبة للعامة دمشق, حسب المراقبين للمشهد السوري.