يعد تكوين كفاءات مؤهلة في مهن صناعة السيارات على مستوى مركز التكوين المهني بواد تليلات و كذا معهد التكوين بالسانية (وهران) بمثابة خطوة أولى في مجال التخصص. و يرى المسؤولون المحليون لقطاع التكوين المهني أنها "بالفعل بداية صعبة لكنها واعدة"، مطالبين بتكييف التخصصات مع المقتضيات الاقتصادية و الاجتماعية للولاية التي تعتبر قطبا مستقبليا لصناعة السيارات و كذا التفكير في إنشاء مراكز امتياز بهدف جعل هذه المهن اكثر استقطابا. و أكد المدير العام لتطوير التمهين و التكوين المتواصل عبد القادر طويل "ان الأرضية خصبة لذا يجب انشاء مراكز امتياز لفرع صناعة السيارات"، داعيا إلى تكوين التقنيين السامين و المهندسين لاسيما من خلال إشراك مخابر البحث. و قال أن "نتائجها لا يمكن ان تكون سوى ايجابية". و اعتبر المدير الجهوي للتكوين المهني عبد القادر بلبكوش ان "صناعة السيارات تعد احدى ركائز الاقتصاد كونها توفر عدد معتبر من مناصب العمل المباشرة لا سيما من خلال تعدد المصنعين و استقرار مجهزي قطاع السيارات بالوطن و كذا بروز المناولين". و تسمح اجهزة تكوين الكفاءات المهنية على مستوى مركز التكوين المهني لواد تليلات و المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بالسانية بتكوين يد عاملة مؤهلة. وإلى جانب هذا المعهدي هناك أيضا معهد التكوين المهني لوادي تليلات وهو مركز نموذجي في مرحلة التخصص في مهن السيارات كالميكانيك وكهرباء السيارات والكهرباء الضوئية والتكنولوجيات الجديدة. و في هذا الصددي قال مدير مركز وادي تليلات، السيد هواري رايس "نقدم نمطين للتكويني الأول مبدئي والأخر عن طريق التمهين أي 70 بالمائة تكوين نظري و 30 بالمائة تطبيقي"، مستشهدا بتنصيب 43 متربصا على مستوى موقع انتاج شركة رونو الجزائر للإنتاج في تخصصات المطالة وإصلاح الهياكل الخارجية للمركبات والطلاء والتلحيم، مضيفا أنه يرتقب ادماج الشباب المتربص مستقبلا في سلسلة التركيب بشركة رونو في إطار مشروع توسعة مصنع تركيب السيارات. كما أشار رئيس المصلحة البيداغوجية على مستوى ذات المركز، السيد رشيد بلعقون أن "الهدف من ذلك هو إثراء عروض التكوين في المهن مكيفة مع محيطنا في ظل تضاعف عدد المصنعين"، مضيفا أن مركز التكوين لوادي تليلات يعمل بتعاون وثيق مع المصنع رونو من أجل إثراء برامج التكوين على الصعيد البيداغوجي وفيما يخص التعليم في مجالات الهياكل الخارجية للمركبات والمطالة والطلاء. وأوضح المدير الولائي للتكوين، السيد عبد القادر بلبكوش أن هذا الهدف الذي تمليه استراتيجية التكوين في مهن صناعة السيارات، موضحا أن مشاركة المصنّع رونو سمح بتكوين موارد بشرية على مستوى مركز وادي تليلات وحوالي ستون عاملا (أعوان مراقبة) في مجال تركيب السيارات و 22 مكونا لدراسة البرامج (في الهندسة البيداغوجية) وهذا في إطار اتفاقية شراكة وُقّعت في 2016 بين مديرية التكوين المهني لوهران و رونو الجزائر للإنتاج. - نموذج رونو وأكد ذات المسؤول أنه يرتقب عما قريب تنظيم تكوين لفائدة المكونين في أربع تخصصات وهي المطالة و الهياكل الخارجية للمركبات و التلحيم و كهرباء السيارات و ذلك على مستوى مركز التكوين المهني والتمهين بوادي تليلات، معلنا عن تكوين آخر لصالح المكونين بهدف تأطير المهنيين والمتربصين. وأبرز السيد بلبكوش أنه مع استقرار مصنعّين آخرين بالمنطقة على غرار مصنع بيجو الذي يرتقب أن يقيم مصنعه بمنطقة الحامول جنوب بلدية الكرمة (السانية)، ستساهم ترقية التمهين والتكوين المتنوع للكفاءات في مهن السيارات وكذا توفير شروط إنشاء نسيج وطني للسيارات في تطوير سلسلة مولدة للقيمة في هذا القطاع. وكمؤشر واعد للقطاع من شأنه خلق الآلاف من مناصب الشغل التزم مصنع بيجو بإنشاء مركز للتكوين المهني من أجل تطوير كفاءات فروع مهن صناعة السيارات وفقا للمعايير الدولية بغية مرافقة هذا القطب الصناعي بوهران مستقبلا. وسيضمن هذا الالتزام ادماجا مهنيا مثاليا للموارد البشرية من تقنيين ومهندسين واعوان مراقبة، حسب نفس السؤول.