عرض يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة خبراء أجانب من مختلف الجنسيات تجاربهم و خبراتهم الميدانية في مجال المدن الذكية مؤكدين أن الاعتماد على الطاقات البشرية المؤهلة و المدعمة بتكنولوجيات الجديدة للاعلام مفتاح لإنشاء مثل هذه المدن. و أبرز المحاضرون الأجانب الذين تداولوا على منصة قاعة المركز الدولي للمؤتمرات "رحال عبد اللطيف" أن الاعتماد على تكنولوجيات الجديدة على غرار وبوتيك و الذكاء الاصطناعي "أمر ضروري" من أجل خلق المدينة الذكية مع الاستعانة بالطاقات البشرية ذات الخبرة العالية في هذا المجال. و بعد أن اعتبر خبراء من الولاياتالمتحدةالأمريكية و كندا و بريطانيا و إيطاليا و من جنسيات أخرى من المشاركين في القمة، "أن الجزائر تزخر بطاقات بشرية مؤهلة في مجال التكنولوجيات الجديدة"، دعوا إلى "توفير التسهيلات الضرورية لإنشاء مؤسسات ناشئة التي تطور حلولا ذكية في جميع المجالات من أجل الاسهام في خلق المدينة الذكية". و قال في هذا الصدد الخبير فارنك ريال (كندا) أن المؤسسات الناشئة استطاعت في ظرف سنوات بمدينة تورونتو بكندا ان تخلق العديد من مناصب العمل الدائمة. و كشف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تحتل المرتبة الأولى في العالم في عدد المؤسسات الناشئة التي تحقق رقم أعمال يفوق واحد (1) مليار دولار تليها الصين فالهند فألماني. وتوجد أكثر من 120 مؤسسة ناشئة بالولاياتالمتحدةالأمريكية تحقق رقم أعمال يفوق كل سنة 1 مليار دولار و "ذلك بفضل التشجيع المستمر للقطاع الخاص"، يقول نفس الخبير. و قال الخبير مروان دباح (فرنسا) بدوره أنه لابد من تطوير المؤسسات الناشئة لخلق مدن ذكية و ذلك عن طريق تدعيم شبكة الأنترنت حيث يكون التدفق بصفة عالية بما يسمح بتطوير الحلول الذكية. و أضاف في هذا الشأن أن اعطاء الأولوية للقطاع الخاص المدعم بالتكنولوجيات الجديدة كفيل بتسريع وتيرة إنشاء المدينة الذكية. و قال البروفيسور رياض حرطاني مستشار والي الجزائر في مجال المدينة الذكية و المؤسسات الناشئة من جهته أن تبادل الخبرات و التجارب في مجال المؤسسات الناشئة على غرار ما يجري في قمة العاصمة كفيل بتسريع وتيرة خلق المدينة الذكية. و كان والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ قد أكد في مداخلة له بمناسبة انعقاد هذه القمة أنه سيتم تسهيل إجراءات إنشاء المؤسسات الناشئة المسيرة من قبل الشباب المؤهل الذي لديه القدرة على خلق مناصب الشغل و تحقيق الرفاهية. و أكد أنه سيتم تشجيع المقاولين الشباب على الولوج في عالم التكنولوجيات الجديدة للاعلام مع تنسيق الجهود ما بين المؤسسات العمومية و الخاصة و المؤسسات الناشئة لتحقيق التنمية و الرفاهية في إطار الاقتصاد الرقمي. و قال أن تشجيع الاستثمار في مجال الاقتصاد الرقمي أضحى "ضرورة ملحة" من أجل دفع عجلة التنمية المحلية لتحقيق ثروة اقتصادية بديلة عن المحروقات. و أبرز أنه من أجل تطوير المؤسسات الناشئة لابد من خلق بيئة تكنولوجية و مناخ مناسب لتطورها بالاضافة إلى حث الشباب المتخرج من الجامعات على الابداع و الاستثمار في بلاده . و اعتبر في نفس الوقت ان استقطاب الأدمغة الجزائرية المغتربة للاستثمار في بلدهم الأصلي للاستفادة من معارفهم أصبح "أمرا ضروريا" لخلق مدينة ذكية. و قد انطلقت أشغال القمة الدولية للمدن الذكية صبيحة اليوم الأربعاء بالعصمة بمشاركة أزيد من 4000 مشارك من مختلف الجنسيات و بحضور الوزير الأول أحمد أويحي و عدد من أعضاء الحكومة.