كانت الساعة تشير إلى تمام الثامنة صباحا عندما التحقت "وأج" بالحاجز الأمني المكثف بتمزقيدة بالعفرون (غرب البليدة) على مستوى الطريق السيار شرق-غرب باتجاه العاصمة حيث كان تتواجد العشرات من عناصر الدرك و الأمن الوطنيين و براعم الكشافة وكلهم نشاط وعزم على توعية و تحسيس مستعملي الطريق بضرورة احترام قانون المرور لتفادي وقوع حوادث . سيارات بمختلف أنواعها للدرك و الشرطة ي دراجات نارية ي ضباط و أعوان الدرك والأمن الوطنيين وعناصر من فرقة التدخل و البحث التابعة للأمن الولائي و براعم وقادة قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية ي الكل جاء للمشاركة في الحملة التحسيسية الواسعة " معا من اجل صيف بدون حوادث" التي بادرت بتنظيمها المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالبليدة والتي انطلقت الأربعاء الفارط بالتنسيق مع المديرية الولائية للأمن الوطني . الكل كان منهمكا في التحدث مع السائقين من عائلات و أفراد لإسداء لهم النصائح و الإرشادات من اجل سياقة وقائية سليمة لا سيما في موسم الاصطياف الذي تكثر فيه حركة المرور من و إلى الولايات الساحلية . ولقيت هذه الحملة التحسيسية تجاوبا كبيرا من طرف مستعملي الطريق السيار شرق-غرب الذين استحسنوا هذه المبادرة حيث قال رب عائلة قادمة من مكان اصطيافها بغرب البلاد أن هذا عمل "رائع و حبذا لو يتكرر بانتظام" مضيفا "يجب التركيز على التوعية و التحسيس و تلقين مستعملي السيارات ضرورة احترام قانون المرور لسلامة أرواحهم". كما تعالت أصوات أبنائه الثلاثة من المقاعد الخلفية للسيارة قائلين أن "احترام قانون المرور و وضع حزام الأمن و تخفيض السرعة يجنبنا حوادث المرور لان هذا ما تعلمناه في المدرسة ". نفس درجة الوعي التمست لدى شابين اثنين تم توقيفهما في هذا الحاجز من طرف عناصر الدرك من أجل تفتيش روتيني للوثائق وذكر أحدهما بالقول "بلادنا تشهد ارتفاعا محسوسا في حوادث المرور وهو أمر مؤسف و لهذا أنصح جميع السائقين بتوخي الحذر أثناء السياقة و مراقبة سياراتهم و فحصها جيدا قبل سياقتها لتفادي وقوع حوادث". غير أن هذا الطريق لم يخلو من بعض المخالفين الذين ترصدتهم عناصر الأمن المشتركة أثناء قيامهم بهذه الحملة التحسيسية و كانت العينة لشاب و مراهق كانا على متن دراجة نارية تم توقيفها مبدئيا بسبب عدم ارتدائهما لخوذة الأمن غير أن المخالفة كانت اكبر من ذلك فعند طلب وثائق الدراجة النارية تبين أن السائق لا يحمل رخصة سياقة و لا شهادة تأمين. وفي هذا الصدد قال محافظ الشرطة سعيد عبد الصمد محمد أن جميع هذه المخالفات عقوبتها توقيف الدراجة النارية و سحب الوثائق و اقتياد المخالفين إلى أقرب فرقة للدرك الوطني (بما أن مكان التوقيف من اختصاص إقليم الدرك الوطني) لاستكمال الإجراءات القانونية. غير أن الشابين لم يعترضا و اعترفا بالخطأ المرتكب و بأن رجال الأمن يعملون لصالحهم و للمحافظة على سلامة أرو احم و ممتلكاتهم متعهدين بعدم تكرار المخالفات من هنا فصاعدا و باحترام قانون المرور . ومن جهته كشف نائب قائد سرية الدرك الوطني النقيب سكراني منصوري أنه في غضون حوالي ساعتين من الزمن من عمر هذه الحملة تم تسجيل 10 مخالفات فيما يخص قانون المرور و 5 مخالفات فيما يخص تنسيق النقل مشيرا إلى أن معظم المخالفات المرتكبة تتعلق بعدم تقديم الوثائق و عدم مطابقة لوحات الترقيم و عدم استعمال حزام الأمن. أما فيما يخص تنسيق النقل فغالبا ما سجلت رداءة الأطر المطاطية للشاحنات مما يتسبب في حوادث مرور مميتة . الكشافة دائما حاضرة في الحملات التحسيسية ... وكعادتها لم تتردد عناصر قدماء الكشافة الإسلامية في المشاركة في هذه المبادرة حيث حضر بعين المكان حوالي 40 كشافا من الجنسين (أشبال، كشاف، متقدم وجوالة) من فوج الفلاح بسيدي الكبير و فوج الإخلاص لبلدية شفة بالإضافة إلى عدد من قادة المكتب الولائي. وفي هذا السياق صرح المحافظ الولائي لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية أحمد خطاف أن الكشافة دائما حاضرة في مختلف النشاطات التوعوية و التحسيسية مضيفا أن مشاركتهم اليوم جاءت للدعوة إلى "تجنب مسببات حوادث المرور لأنها تحصد أرواحا بشرية و تكلف الدولة ميزانية كبيرة" داعيا المواطنين إلى احترام قانون المرور لقضاء عطلة بدون حوادث . كما قالت الشبلة رقية كلثوم بن علي خوجة (10سنوات) و التي كانت تتحدث مع سائقي السيارات بكل نشاط و ثقة و توزع عليهم مطويات تحتوي نصائح و إرشادات أنها "سعيدة بمشاركتها لأول مرة في حملة تحسيسية كهذه " معربة عن رغبتها في القضاء نهائيا عن هذه الظاهرة مناشدة السائقين بتوخي الحذر لان، كما قالت- "عائلاتهم و أبنائهم في انتظارهم". بدوره ذكر الكشاف فيصل مدبوغة (15 سنة) أنه ينصح مستعملي الطريق بتخفيض السرعة و الانتباه أثناء السياقة لان "في التأني السلامة". وتهدف هذه الحملة التي نظمت تنفيذا لتعليمات قيادة الدرك الوطني و التي تهدف لتحسيس السائقين حول مخاطر حوادث المرور و تذكيرهم بقواعد السلامة المرورية وضرورة احترام قانون المرور لتفادي أي خسائر مادية أو بشرية، ستتواصل إلى غاية 20 أغسطس المقبل حيث ستجوب مختلف المحاور الطرقية الرئيسية لولاية البليدة، وفقا لما ذكرته رئيسة خلية الإعلام و الاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني الملازم الأول مريم مديني.