تغييرات متعددة وحركة كبيرة عاشتها مختلف الأندية الجزائرية التي تمتلك أهدافا متباينة, بين فرق مرشحة فوق الورق للظفر ببطاقات الصعود وأخرى تسعى للمزاحمة, قبيل عودة عجلة بطولة الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم للدوران مجددا بمناسبة الموسم الرياضي الجديد 2018-2019, يوم الجمعة. ومن المتوقع أن تشهد الطبعة التاسعة من عهد الاحتراف في الجزائر تنافسا رياضيا "شرسا", في ظل تطلعات محبي الكرة المستديرة مشاهدة مستوى أرقى, فرجة عالية و خصوصا روح رياضية مثلى. واختارت الأندية الميسورة الحال ماديا التربص في الجارة الشرقية تونس, نظرا للمرافق التي تتوفر عليها من أجل إعادة شحن البطاريات تحسبا للموسم الجديد, على غرار أولمبي الشلف, مولودية العلمة والصاعد الجديد نجم مقرة, أما وداد تلمسان فقد فضل الوجهة التركية لضمان أحسن فترة اعدادية ممكنة, بغرض الحفاظ على النفس الطويل خلال مباريات الموسم الكروي الشاق. ويبدو أن نقص الموارد المالية قد دفع بباقي فرق المحترف الثاني لإجراء تربصاتها التحضيرية بأرض الوطن, كما كان عليه الحال بالنسبة لرائد القبة وشبيبة سكيكدة بالعاصمة وكذا اتحاد الحراش الذي اختارت إدارته مدينة وهران, مع أمل أن تظهر ثمار العمل المنجز خلال هذه الصائفة عند اشتداد التنافس في غمار البطولة. وعملت إدارة نادي اتحاد الحراش بقيادة رئيسها "القديم-الجديد" محمد العايب على توفير أحسن الظروف أثناء الفترة التحضيرية الموسمية, عبر تنصيب سالم العوفي كمدرب جديد لتشكيلة "الصفراء" واستقدام بعض العناصر الجديدة -رغم تواجد اسم الفريق في قائمة الممنوعين من الاستقدامات بسبب الديون-. وطمأن العايب عشاق اللونين الأصفر والأسود بخصوص تأهيل المستقدمين الجدد ولعب الأدوار الأولى. واستقدم اتحاد البليدة, المدرب عبد الكريم لطرش "المختص" في "خبايا" الرابطة الثانية, بهدف العودة سريعا إلى حظيرة الكبار رغم عدم انتدابه لأسماء ثقيلة. من جانبه, اختار نادي اتحاد بسكرة عامل الاستقرار على مستوى الجهاز الفني وذلك بتجديد الثقة في مدربه نذير لكناوي, رغم السقوط من المحترف الأول, وهو قرار رئيس مجلس الإدارة الجديد فارس بن عيسى, بمساعدة العائد أيمن عبد النور, الذي يطمح من خلاله في تكوين فريق تنافسي عبر استقدام بعض لاعبي الخبرة أمثال صحبي (شبيبة سكيكدة), بنية مغادرة القسم الثاني في أقرب وقت. وتسعى شبيبة بجاية إلى بلوغ هدف الصعود بعدما كانت قاب قوسين أو أدنى من افتكاك تأشيرته الموسم الماضي, حينما ضيعته في الجولة الأخيرة لفائدة أهلي برج بوعريريج. ولهذا الغرض انتدبت التقني "المتجول" بين الأندية الوطنية, مصطفى بسكري, الذي بدأ الموسم الماضي رفقة الجارة مولودية بجاية دون تكملته لمشوار الصعود. واختار الطاقم الفني التربص بتونس للاستعداد "الأنسب" لرهان الصعود فوق المنصة الشرفية. ويعول أولمبي الشلف بدوره على الدخول بقوة في سباق المراكز الثلاثة المؤهلة لقسم الأضواء, وهو الذي احتل الصف الخامس الموسم الفارط, عبر مواصلة الاعتماد على ابن الفريق المدرب سمير زاوي, لقيادة تشكيلة "الشلفاوة" التي تدعمت بثمانية لاعبين جدد, مع التحضير للموسم الجديد بتونس وكذا بمركز تحضير المواهب الشابة بالشلف. ورغم تأخرها, مرت إدارة شبيبة سكيكدة إلى السرعة القصوى بقيادة الرئيس الجديد جمال قيطاري, والبداية كانت بتعيين طاقم فني جديد بقيادة الحارس الدولي السابق ليامين بوغرارة, واستقدام مجموعة من اللاعبين المخضرمين يتقدمهم ثلاثي رائد القبة حسين مترف, رضا بطروني والقناص فارس عمران, حيث استفاد "السكيكدية" من تحضيرات مكثفة بالعاصمة, بهدف تحقيق حلم الأنصار في العودة إلى مصاف الكبار بعد غياب طويل. --عودة اتحاد عنابة وترجي مستغانم .. ونجم مقرة يكتشف أجواء الرابطة الثانية لأول مرة-- وعاد اتحاد عنابة من الباب الواسع إلى بطولة الرابطة الثانية, منصبا نفسه رقما هاما في "معادلة" المحترف الثاني, بالنظر إلى "التجنيد" الكبير الذي يعرفه محيط النادي بمدينة "بونة", بداية بالسلطات المحلية التي توفر الدعم لإدارة الفريق التي أبقت على المدرب كمال مواسة, "مهندس" إنجاز الصعود من أجل مواصلة المغامرة, معتمدة كذلك على الدعم الجماهيري الواسع لمحبي الاتحاد والمُتعطشين لرؤية فريقهم في أعلى هرم الكرة الجزائرية. وعاد ترجي مستغانم بعد غياب طويل إلى حظيرة الرابطة الثانية, حيث تسعى إدارة فريق الغرب الجزائري لتحقيق مشوار مشرف عبر الاستعانة بالتفاف السلطات المحلية والممولين ومحبي الفريق, وأوكلت مهمة قيادة الطاقم الفني إلى المدرب الفلسطيني المخضرم في الكرة الجزائرية منصور حاج سعيد, غير أن الأخير استقال احتجاجا على ظروف العمل. وستشهد حظيرة الرابطة الثانية دخول نجم مقرة لأول مرة في المنافسة, بعد تحقيقه لصعود تاريخي من قسم الهواة. ويبدو أن القائمين على الفريق الممثل لولاية المسيلة, مصممون على المواصلة في نفس الديناميكية, بانتداب المدرب أمين غيموز وخوض تربص إعدادي بتونس. وتوجد بقية فرق الرابطة الثانية أمام حتمية تحقيق مشوار أفضل من الموسم الكروي المنصرم, لتفادي المفاجآت غير السارة في نهاية البطولة. ويبدو أن مولودية العلمة بقيادة رئيسها العائد هرادة عراس, قد استوعبت درس الموسم المنصرم حينما تفادت السقوط بصعوبة, حيث أبقت على المدرب خالد لونيسي الذي برمج تربصا تحضيريا في تونس واستقدم بعض عناصر الخبرة, أبرزها بطل الجزائر رفقة شباب قسنطينة ياسين بزاز (37 سنة), من أجل تقديم الإضافة للتشكيلة "العلمية". نفس الأمر بالنسبة لسريع غليزان, المُدرك لضرورة تحقيق انطلاقة جيدة قد تسمح له بالمزاحمة على المراتب الأولى بواسطة الاعتماد على المدرب شريف حجار, الذي قاد خلال الموسم المُنقضي 2017-2018 فريق جمعية أمل عين مليلة للصعود إلى الرابطة الأولى وذلك في أول موسم لها بالقسم الثاني. واستقدمت جمعية وهران التي احتلت المركز السادس في النسخة الماضية من البطولة, المدرب منير زغدود الذي ضيع الصعود في الجولة الأخيرة مع شبيبة بجاية, وذلك في محاولة منها لتكوين فريق تنافسي من شأنه أن يقول كلمته. وعرف بيت وداد تلمسان تغييرات على جميع الأصعدة, أبرزها جلب 14 لاعبا جديدا وعودة الابن "الضال" فؤاد بوعلي, الذي صال وجال في تدريب عديد الأندية الجزائرية, وذلك ضمن استراتيجية للنهوض بفريق مدينة "الزيانيين" الذي أجرى تربصا تحضيريا في تركيا بهدف الدخول بقوة في المنافسة, عكس الموسم المنصرم. وأخيرا, يبدو أن الأمور لا تبشر بالخير في كل من بيت رائد القبة, مولودية سعيدة وأمل بوسعادة, فالرائد أعلن في وقت متأخر جدا (22 يوليو) عن اسم المدرب يونس إفتيسان لقيادة السفينة "القباوية", قبل التخلي عنه في ظرف 72 ساعة والاستنجاد ب سيد احمد سليماني. أما مولودية سعيدة فشهدت استقالة مصطفى سبع قبل تراجعه, كما أن الأمور تبقى غامضة في بيت أمل بوسعادة.