أكد مختصون مشاركون في الندوة الجهوية التي احتضنتها يوم الخميس المدرسة الوطنية للغابات بمدينة باتنة حول "آليات تنظيم تسويق منتجات الصيد القاري وتربية المائيات" على الإقبال المتزايد على التكوين في مجال تربية المائيات بأحواض السقي الفلاحي في السنوات القليلة الماضية بالبلاد . وتم في هذا السياق , وفقا لما أكده ل"وأج" مدير المعهد التكنولوجي للصيد البحري وتربية المائيات بالقل (سكيكدة) المشرف على التظاهرة نور الدين رميتة إحصاء 1200 متكون في تربية المائيات المدمجة منذ بداية سنة 2018 عبر مختلف الولايات لاسيما بالجهة الشرقية والجنوبية الشرقية للوطن بزيادة تقدر بحوالي 100 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية . وبلغ في هذا السياق عدد المكونين على مستوى إقليم الغرفة المشتركة ما بين الولايات للصيد البحري وتربية المائيات بسطيف التي تضم ولايات سطيفوباتنة وبرج بوعريريج والمسيلة 300 متكون من الفلاحين وفقا لنفس المتحدث الذي أكد بأن المعهد يسجل طلبات متتالية وملحة لتنظيم دورات تكوينية في هذا الميدان وسيلي ورشة باتنة تنظيم ورشة أخرى مماثلة بولاية إيليزي يوم 16 ديسمبر الجاري . أما بباتنة وحدها فتم وفق ماصرح به رئيس محطة الصيد البحري بالتكليف السيد العمري جندي, تكوين 160 فلاحا منذ سنة 2016 والعملية ستتواصل في سنة 2019 . من جهته كشف الأمين العام لولاية باتنة يوسف بشلاوي الذي أشرف على افتتاح الورشة الجهوية عن أن باتنة تحصي حاليا أزيد من 23 حوضا لاستزراع السمك من إجمالي 24011 حوضا مدعما تم تمويله في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي ضمن الإستراتيجية التنموية لتنويع النظام الإنتاجي . وأضاف المتحدث أن هذه الإمكانات ستسمح لولاية باتنة بالمساهمة الفعلية في التنمية وضمان توفير الأمن الغذائي من خلال رفع منتوج الأسماك بكل أنواعه وجعله في متناول المواطن انطلاقا من التكوين الدائم والمستمر للفلاحين في مجال دمج تربية الأسماك مع القطاع الفلاحي . و تأتي هذه الورشة كما أكده المدير الجهوي للغرفة المشتركة ما بين الولايات للصيد البحري وتربية المائيات بسطيف أحمد بن جدو بهدف إبراز أهمية منتجات الصيد القاري وتربية المائيات في الاقتصاد الوطني و توعية المستهلك بالمواصفات الصحية والقيمة الغذائية لأسماك المياه العذبة و نشر ثقافة استهلاك منتجات الصيد القاري وتربية المائيات إلى جانب تنظيم تسويق منتجات الصيد البحري وتربية المائيات وإبراز التحفيزات البنكية لفائدة المستثمرين في هذا المجال. وأوضح المصدر أن الغرفة بناحية سطيف سجلت إلى حد الآن 10 مستثمرين في مجال تربية المائيات بالمناطق الداخلية مؤكدا بأن هناك "ثروة سمكية معتبرة" على مستوى السدود ومنها سد كدية المدور بتيمقاد (باتنة) يتوجب استغلالها بطريقة جيدة لفائدة الاقتصاد المحلي والوطني. و ركزت مداخلات هذا اللقاء الجهوي على عديد المحاور منها المواصفات الصحية والقيمة الغذائية لأسماك المياه العذبة و أهمية تنظيم سوق الأسماك ودورها في حفظ الصحة العامة إلى جانب دور المؤسسات البنكية في ترقية الاستثمار في الصيد البحري وتربية المائيات وكذا رسالة الإعلام المحلي في ترقية الاستثمار في المجال. بدورها شددت المكونة والمهتمة بتربية المائيات خضراء بكاري من ولاية ورقلة على أنه في ظل الاهتمام المتزايد بهذه الشعبة من "الضروري مرافقة مربي الأسماك" الذي يحتاج-حسبها- إلى عدة نصائح تقنية من أجل التحكم في جودة المياه وكيفية تغذية الأسماك وتحقيق التكاثر الاصطناعي وكذا ديمومة نشاطه الذي يحقق له دخلا إضافيا و يساهم أيضا في جودة منتوجه من خلال استغلال فضلات الأسماك في تخصيب التربة بمواد طبيعية . للإشارة فإن هذه الورشة الجهوية التي اختتمت بتذوق أطباق من أسماك المياه العذبة من سد كدية المدور كانت تتويجا لدورة تكوينية نظمت لفائدة 70 فلاحا من مختلف أنحاء الوطن في مجال تربية المائيات.