ارتفعت معدلات العنف في الملاعب والمحيط الدائر بهذه المنشآت الرياضية بصفة محسوسة سنة 2018, لتنخر جسد كرة القدم وباقي الرياضات الجماعية كذلك, حيث نصبت أعمال العنف نفسها كظاهرة عجزت على معالجتها كل الآليات التي تم استعمالها. وأصبح الملعب المكان المفضل لأغلب المناصرين الشباب لتفريغ غضبهم وجميع شحناتهم السلبية, بداية بالشتائم المهينة تجاه الجميع ودون احترام للحضور, لتتحول الوضعية عموما إلى تجاوزات أخطر. في كرة القدم, السنوات تمضي وتتشابه بخصوص هذا الشغب المتكرر في مختلف الملاعب والذي أضحى طريقة تعبير للمشجع في ظل عدم توصله لوسائل أخرى تثبت وجوده كطرف هام في الحدث, إلا بواسطة هذه الأفعال المشينة التي لا تمت بصلة مع الجانب الرياضي. كما شابت مختلف المواجهات بين المجمع البترولي وشباب براقي أحداث عنف في عديد المرات, من طرف أشخاص مصممين على تحطيم كل شيء. ومؤخرا, تعرضت الحافلة الخاصة بفريق شبيبة الساورة للرشق بالحجارة خلال تنقلها إلى مدينة أرزيو (وهران). أما في كرة السلة, فقد تميز لقاء القمة ضمن ثمن نهائي كأس الجزائر 2017-2018 بين المجمع البترولي و وداد بوفاريك بعدة اضطرابات إثر الرمي بالمقذوفات على ميدان قاعة حرشة حسان (الجزائر). وبعدما تأخرت المباراة لساعة كاملة بسبب تصرفات الأنصار فوق المدرجات, توقفت هذه المواجهة لعدة مرات قبل أن يتم تأجيلها ليوم آخر, لكنها لم تنته أبدا جراء رفض الوداد خوض باقي فترات اللقاء. و أثناء هذا الموسم, تميزت مقابلة شباب الدار البيضاء - وداد بوفاريك, لحساب الجولة الرابعة من بطولة القسم الوطني الأول, بأحداث شغب كذلك, ما جعل المواجهة تتوقف لساعة كاملة قبل أن تستأنف بعدها. ولمواجهة هذه الآفة الخطيرة, اجتمع وزير الشباب والرياضة محمد حطاب, مطلع شهر ديسمبر الحالي مع رؤساء اتحاديات كرة القدم, كرة السلة, كرة اليد والكرة الطائرة, بحضور رئيس وأعضاء اللجنة الوطنية التنفيذية للتوعية ومحاربة العنف في المنشآت الرياضية. خلال هذا اللقاء, قدم الوزير, الذي سبق وأن تكلم عن "أجواء حرب" في الملاعب الجزائرية, تعليمات إلى أعضاء هذه اللجنة التي تم تنصيبها شهر ديسمبر 2017, بضرورة تنظيم اجتماعات دورية مع جميع الفيدراليات الرياضية والرابطات الجهوية, من أجل السعي للقضاء على هذه الأعمال الهمجية.