أبيدجان (كوت ديفوار) – ركز علماء و أئمة و دعاة دول الساحل, امس الأربعاء بأبيجان (كوت ديفوار), على ضرورة اقتراح ميكانيزمات عملية و أدوات اقتصادية فعالة التي من شأنها مرافقة السياسات العامة المتبعة من طرف دول المنطقة من أجل القضاء على الفقر وتشجيع التنمية المحلية لتجفيف منابع التطرف والتطرف العنيف. وأجمع المشاركون في أشغال الورشة الإقليمية ال9 حول دور العلماء والدعاة والائمة في التنمية المحلية من أجل محاربة التطرف والتطرف العنيف على أن ظاهرة التطرف العنيف التي تمس بقوة منطقة الساحل الافريقي تستمد قوتها من انتشار الفقر والبطالة خاصة في صفوف الشباب الذي يمثل أعلى النسب في مجتمعات هذه المنطقة. وتطرق ممثل الجزائر, كمال شكاط, إلى ضرورة تطوير الخطاب الديني قصد بث روح المبادرة والمقاولاتية في أوساط الشباب والابتعاد عن الاتكالية. وأشار في سياق حديثة عن الأعمال الخيرية ودورها في التنمية إلى أن العمل الخيري لا يقتصر فقط على بناء المساجد والمدارس القرآنية. مشيرا إلى أن انشاء مشروع تنموي, وان اقتصر على بناء محلات تجارية يستفيد منها يعض الشباب أو تجهيز حرفي ببعض المعدات لتمكينه من عمل يسترزق به, فإن ذلك لا يقل شأنا –استنادا إلى النصوص- عن أي عمل خيري آخر أو تعبدي يقوم به الفرد المسلم. ومن جهته، أشاد ممثل كوت ديفوار في الرابطة بالتجربة الجزائرية في مجال تفعيل الزكاة كأحد الموارد التنموية عبر صندوق الزكاة, مشيرا إلى أن كوت ديفوار تطوير منظومتها ارتكازا على التجربة الجزائرية. وقال ممثل دولة النيجر، محمد حسيني ناما دينا، ان الزكاة التي أصبحت من العادات في المجتمع النيجيري يجب أن تنظم وتؤسس من أجل الاستفادة القصوى من مداخيلها, مضيفا أنه من الضروري اليوم النظر في كيفية توظيف التنظيم العرفي بما يخدم التنمية المحلية, من أجل تحصين المواطنين من آفة التطرف العنيف. وقال في سياق حديثه عن ما يتم تداوله اليوم من مصطلحات جديدة تنسب للإسلام, كالصيرفة الاسلامية مثلا, قال أن "ما يعرف من مصطلحات ومفاهيم جديدة, هو في الحقيقة موجود في مجتمعاتنا لكن عندما يراد تنظيمه يتم رفضه كما هو ويستوجب علينا أن نصبه بصبغة الإسلام لنضفي عليه شيئا من الشرعية". كما تطرق ممثل موريتانيا إلى العوامل التي يجب تفعيلها قصد إنشاء منظومة تنموية من شأنها أن تقضي على جل الآفات التي تعرفها مجتمعات بلدان الساحل كالفقر والبطالة والتي من شأنها أيضا أن تقلل من الهجرة وتنقل الجماعات سواء من الأرياف إلى المدن أو من دولة إلى أخرى بحثا عن الرزق. انطلقت في وقت سابق اليوم أشغال الورشة الإقليمية ال9 حول دور العلماء والدعاة والائمة في التنمية المحلية من أجل محاربة التطرف والتطرف العنيف، بحضور أكثر من 60 إماما وممثلين عن حكومة البلد المضيف. وتم الاعلان عن انطلاق أشغال هذه الورشة باسم وزير الداخلية والأمن الافواري, صديكي دياكيتى, من طرف المنسق الوطني للاستعلام والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية, فاسيريكي تراوري. رابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل: تسعة ورشات تحسيسية منذ 2013 (مؤطر) وقامت رابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل منذ تأسيسها في 2013 بعدة نشاطات للوقاية من الراديكالية و التطرف العنيف، من بين هذه الأعمال مجموعة من الورشات التحسيسية بتواريخها و مكان انعقادها و مواضيعها. – الورشة الأولى نظمت في يناير 2013 بالجزائر من أجل انشاء الرابطة و تمت خلال هذا اللقاء المصادقة على القوانين الاساسية و التنظيم الداخلي للرابطة. – الورشة الثانية التي انعقدت يومي 7 و 8 أبريل 2013 بالجزائر العاصمة و سمحت بالمصادقة على بيان ختامي بعنوان "نداء العلماء" تضمن أيضا الدعوة لإصدار فتوى تمنع دفع الفديات. – الورشة الثالثة التي انعقدت يومي 3 و 4 نوفمبر 2015 بالجزائر العاصمة و التي تناولت موضوع " افريقيا و تهديد التطرف العنيف" و خلال هذا اللقاء عرض المشاركون تجارب بلدانهم في مجال مكافحة التطرف العنيف. – الورشة الرابعة التي انعقدت يومي 30 و 31 مايو 2016 بداكار و تطرقت الى موضوع " قيم المشاركة و السلم في مكافحة التطرف العنيف ببلدان الساحل". و قد توجت أشغال هذه الورشة ببيان ختامي تم فيه التأكيد على أهمية الجهود من أجل ترسيخ القيم الاسلامية النبيلة الداعية للتسامح و الانسانية و تلقينهما لجميع الأمة الاسلامية خاصة في هذا الظرف الاقليمي و الدولي الخاص. – الورشة الخامسة التي نظمت يومي 24 و 25 يناير 2017 بنجامينا بالتشاد تحت شعار "دور أئمة دول الساحل في حماية الشباب من الراديكالية و التطرف العنيف". و خلال هذه الورشة أجمع المشاركون على أن فئة الشباب هدف سهل وحساس و يجب الاعتناء بها من طرف زعماء الدين بالمنطقة حتى لا يسقطوا في فخ الراديكالية و التطرف. – الورشة السادسة نظمت يومي 6 و 7 يوليو 2017 بنواكشط (موريتانيا) حول موضوع "طرق تدعيم كتب تدريس التربية الدينية في مدارس بلدان الساحل". و خلال هذه الورشة التي أثارت اهتمام المشاركين تم التأكيد على أهمية تفضيل محتوى يسعى الى ترقية قيم السلوك الايجابي في الدين الاسلامي. – الورشة السابعة التي تجري يومي 7 و 8 مايو 2018 بكوناكري (غينيا) حول موضوع "قيم و مبادئ الاسلام في مكافحة الراديكالية و التطرف العنيف". -الورشة الثامنة نظمت من 12 إلى 14 سبتمبر 2018 بأغاديس بالنيجر حول "دور القيم والأخلاق الإسلامية في مكافحة الغلو و التطرف العنيف" وتم دعوة كل الفاعلين في المجال الديني إلى الانخراط بشكل أكبر في عملية تعزيز قيم السلم و المصالحة باعتبارها "قاعدة وثيقة لحماية الشباب من التطرف". - الورشة التاسعة نظمت يومي 13 و14 مارس 2019 بأبيدجان (كوت ديفوار) وتناولت موضوع "دور العلماء والدعاة والائمة في التنمية المحلية من أجل محاربة التطرف والتطرف العنيف". كما تم تنظيم ورشة استثنائية يوم 6 ديسمبر 2017 بالجزائر بالتنسيق مع المركز الافريقي للدراسات و الابحاث حول الارهاب حول "أهمية التربية الدينية في المدارس و ترقية تدريسها بهدف التصدي للأفكار التحريضية و المتطرفة الدخيلة على مجتمعات دول الساحل". وتضم رابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل المدعمة من طرف وحدة الدمج و الاتصال الأعضاء الدائمين المتمثلين في الجزائر و بوركينا فاسو و ليبيا و موريتانيا و مالي و النيجر و نيجيريا و التشاد. و قد التحقت كل من غينيا و كوت دي فوار و السينغال.