يواصل المتظاهرون في السودان ضغطهم من أجل انتقال سريع للسلطة إلى حكومة مدنية غداة تعهد الفريق الركن عبد الفتاح البرهان اجتثاث نظام عمر البشير المخلوع ورموزه، و تقدم المجلس العسكري الانتقالي بطلب من القوى السياسية، تقديم مقترحات ورؤى حول المرحلة المقبلة. و تأتي هذه الضغوطات تزامنا مع طلب المجلس العسكري الانتقالي تقديم مقترحات ورؤى حول المرحلة المقبلة خلال فترة أقصاها سبعة أيام، تشتمل على شروط ومواصفات رئيس مجلس الوزراء، وما إذا كانت الفترة الانتقالية المحددة بعامين كافية أم لا، وشروطهم حول الحكومة المدنية. و أعلن عدد من قادة الأحزاب السياسية اتفاقهم على التواصل مع المجلس العسكري الانتقالي وبقية القوى السياسية الأخرى لتقديم مقترحات عملية لعبور هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، معربين على "ضرورة نبذ الخلافات بين اليمين واليسار منادين بأهمية التركيز على حل المشاكل الأساسية التي أدت لهذه الأوضاع المتمثلة في الضائقة المعيشية"، مؤكدين أن "السودان يمر بمرحلة صعبة جدا تستوجب الحكمة وتجاوز المصالح الحزبية الضيقة". و كانت الجزائر السباقة في إعلانها لتتبعها ب"اهتمام بالغ" التطورات الحاصلة في السودان ودعت إلى "انتقال سلمي وسلس للسلطة بما تقتضيه إرادة الشعب السوداني و تطلعاته المشروعة"، موضحة أنها إذ تعبر عن ثقتها في قدرة هذا البلد الشقيق على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة بما يحفظ أمنه وسلامته فإنها تبقى على يقين من أن الشعب السوداني سيتمكن من تحقيق آماله في مستقبل أفضل في كنف الحرية والديمقراطية". كما دعت جامعة الدول العربية مختلف الأطراف في السودان للتحلي بالحكمة المطلوبة في هذا الظرف الدقيق الذي تجتازه البلاد، والتمسك بالحوار السياسي لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحياة الكريمة والحرة والمنة والمستقرة التي يستحقها. أما الاتحاد الأوروبي، فقد طالب الجيش السوداني ل"نقل سريع للسلطة" إلى حكومة إنتقالية مدنية، مطالبا الجميع بممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس، قائلا"وحدها عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبي تطلعات الشعب السوداني وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد". من جهتها، دعت الولاياتالمتحدة إلى مرحلة انتقالية في السودان بقيادة مدنية، قائلة "يجب على الشعب السوداني تحديد من يقودهم ومستقبلهم لقد كان الشعب السوداني واضحا، إنهم يطالبون بمرحلة انتقالية بقيادة مدنية". و أكدت تركيا وقوفها إلى جانب الشعب السوداني ودعمها له من أجل ضمان الأمن والاستقرار في بلاده مشيرة إلى أن الشعب السوداني ينتظر إرساء السكينة والاستقرار في البلاد دون تأخير واتخاذ التدابير الكفيلة بتجاوز المصاعب الاقتصادية".