خرج مئات الالاف من الموطنين في مسيرات سلمية حاشدة، للجمعة العاشرة على التوالي، للمطالبة برحيل النظام "بكامله" و بعدالة "حرة و نزيهة" في قراراتها حسبما لاحظه مراسلو وأج. فبوسط البلاد خرج الالاف من المواطنين في مسيرات سلمية جابت الشوارع الرئيسية مؤكدين تمسكهم بمطلب تغيير النظام و رحيل "جميع" رموزه على رأسهم "الباءات الثلاث" (بن صالح-بدوي و بوشارب) و محاكمة كل من ثبت تورطه في قضايا الفساد. ففي عاشر جمعة على التوالي خرج الآلاف من المواطنين عقب أداء صلاة الجمعة عبر كل من ولايات البليدة و تيبازة و عين الدفلى و الشلف و المدية في مسيرات سلمية مؤكدين مواصلتهم لهذا الحراك الشعبي إلى غاية تلبية جميع مطالبهم كاملة مستنكرين كل محاولات "التحايل على الشعب من خلال تقليد شخصيات محسوبة على النظام مناصب في الدولة". كما عبر المتظاهرون عن مساندتهم للجيش الوطني الشعبي التي عكستها الشعارات المرفوعة على غرار " الجيش والشعب خاوة-خاوة" داعين الى تطبيق في أرض الواقع وعود "القضاء على العصابة" فيما سجل خلال هذه الجمعة بولاية الشلف ظهور أصحاب السترات البرتقالية وهي مبادرة أطلقتها مجموعة من الشباب لحماية المسيرات السلمية من أي انزلاقات وأعمال عنف محتملة. و بدورها سجلت كل من ولايات بومرداس و تيزي وزو و البويرة و بجاية مسيرات سلمية جابت الشوارع الرئيسية لهذه المدن رافعين لافتات تتضمن شعارات تدعو إلى رحيل جميع رموز النظام الحالي تمهيدا لاقامة ديمقراطية حقيقية و تجسيد دولة القانون. ففي ولاية تيزي وزو جسد عدد من المتظاهرين مشهدا تمثيليا لتوقيف أحد رموز النظام فيما ردد نظراءهم بولاية البويرة "وطني وطني غالي الثمن". و بشرق البلاد خرج آلاف المواطنين في عاشر جمعة من الحراك الشعبي إلى شوارع للمطالبة برحيل النظام ب"أكمله" و بالحرية و العدالة. و في تلمسان سجلت مشاركة أكبر من المسيرات السابقة حيث انطلقت من ساحة الجامع الكبير بوسط المدينة و جابت الشوارع الرئيسية إلى غاية حي "إمامة" ردد خلالها المتظاهرون نفس الشعارات قبل أن يتفرقوا في هدوء تام. و في سيدي بلعباس تجمع المتظاهرون بساحة أول نوفمبر من مختلف الفئات العمرية وهم يحملون الرايات الوطنية و يرددون أغاني و أهازيج خاصة بالحراك الشعبي فضلا عن حمل تيفوهات كبيرة تجسد مختلف المطالب وتؤكد ارتباط الشعب بالجيش من أجل خدمة مصلحة الوطن. والجديد في هذه المسيرة ظهور مجموعة من الشباب للسترات البرتقالية التي تعمل على الحفاظ على سلمية الحراك إلى أن تتحقق جميع المطالب و منها رحيل جميع رموز النظام و استقلالية القضاء لمحاسبة جميع من كانوا سببا في نهب المال العام. و بولايات غليزان و سعيدة و عين تموشنت و تيارت و تيسمسيلت و البيض و النعامة نظمت مسيرات حاشدة مماثلة بكبريات المدن مطالبة برحيل كل رموز النظام و محاسبة المتورطين في قضايا الفساد وتبديد المال العام و"بناء دولة ديمقراطية و تعديل الدستور و قانون الانتخابات. و بجنوب البلاد نزل المواطنون الى الشارع للمطالبة مجددا بتغيير سياسي"عميق". و خرج المتظاهرون بعد صلاة العصر و نظموا مسيراتهم السلمية عبر الشوارع الرئيسية للمدن الكبرى لهذه المنطقة على غرار ورقلة و توقرت و أدرار و الوادي و تندوف للمطالبة بالتغيير "الجذري" و تنحي كل وجوه النظام و على رأسهم رئيس الدولة و الوزير الاول. و طالب المتظاهرون بالحاح بمحاربة الفساد المتفشي و صون الامة و الوحدة الوطنية مشددين على ضرورة احترام سيادة الشعب. و بالرغم من حرارة الطقس خرج سكان الجنوب لتجديد ندائهم المتعلق بالحفاظ على سلمية الحراك الذي تعرفه البلاد منذ 22 فبراير الماضي و كذا التنديد بكل تدخل في الشؤون الداخلية للدولة. و جرت هذه المسيرات في جو من السلمية وسط حضور أمني عبر مختلف النقاط الحساسة للمدن لتجنب كل انفلات محتمل.