يشهد الوضع منعرجا خطيرا في ظل سلسلة الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ يومين على مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ما اسفر عن مقتل تسعة فلسطينيين لحد الآن ، فيما طالبت القيادة الفلسطينية الأممالمتحدة بالتدخل الفوري والعاجل لوقف انتهاكات الاحتلال وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. وفي أحدث التطورات، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء قيام طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافهم بعدد من الصواريخ في مخيم البريج (وسط قطاع غزة). ومن بين ضحايا القصف الإسرائيلي البري و البحري و الجوي ، امرة حامل وطفلة سقطتا في قصف على حي الزيتون (شرق مدينة غزة)، حيث دمرت طائرات الاحتلال سبعة أبنية سكنية في مناطق متفرقة من القطاع، في حين أعلنت وزارة الصحة بالقطاع ، عن إصابة حوالي 60 فلسطينيا بجروح مختلفة، من بينهم حالات وصفت بالخطيرة. وأدان المجلس الوطني الفلسطيني، الإرهاب الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مطالبا دول العالم ومؤسساته، وفي مقدمتها الأممالمتحدة، بالتوقف عن سياسة "الصمت المخزي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين ويدمر البنايات السكنية والبنية التحتية، ويبث الرعب والإرهاب بين المواطنين"، مشيرا الى أن تلك الانتهاكات هي "جرائم حرب وانتهاك جسيم لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة". وأكد المجلس أن العدوان الإسرائيلي وتصريحات أركان إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترمب -شريكة الاحتلال في إرهابه- حول تسوية الصراع (صفقة القرن)،"يهدفان لفرض الحلول المنقوصة على شعبنا وقيادته والقبول باتفاقيات لا تعتمد على قرارات الشرعية الدولية التي كفلت حقوقنا في تقرير المصير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس". من جهته، حذر الاردن من تبعات التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، مطالبا بوقفه فورا واحترام القانون الدولي الإنساني. وشددت الخارجية الأردنية في بيان على "ضرورة وقف كل العمليات العسكرية المدانة والمرفوضة على القطاع الذي يعاني أهله أزمة إنسانية لا يمكن القبول بها جراء الحصار الجائر، والعقوبات الجماعية التي تفرضها إسرائيل خرقا للقانون الدولي". بدوره، أوضح المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، إن الأممالمتحدة "تعمل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع في غزة"، داعيا إلى وقف التصعيد الفوري والعودة إلى تفاهمات الأشهر القليلة الماضية، قائلا ان "اولئك الذين يسعون إلى تدميرها (التفاهمات) سيتحملون مسؤولية الصراع الذي ستكون له عواقب وخيمة على الجميع". ويتزامن هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وسط استمرار عمليات الهدم وتدمير لممتلكات الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة من جهة و مع الترويج الامريكي لصفقة القرن، حيث اعلن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي ومبعوثه للشرق الأوسط، ان خطة سلام مقبلة في الشرق الأوسط صاغها فريقه، تتجنب الإشارة إلى حل الدولتين، مشيرا الى ان الخطة ستصدر قريبا.