دعا المجلس العسكري الانتقالي في السودان كافة القوى السياسية لتقديم أسماء مرشحيهم لتشكيل لجنة تنسيقية تهتم بسرعة الاتصال والتفاوض لتسريع العملية السياسية في البلاد وصولا لتنفيذ متطلبات الفترة الانتقالية. وأعلن الفريق ياسر العطا، عضو المجلس العسكري الانتقالي، خلال مؤتمر صحفي يوم الاربعاء، إمهال القوى السياسية مدة 24 ساعة لتقديم أسماء مرشحيهم في هذه اللجنة التنسيقية. و اشار الى أنهم تسلموا 177 رؤية سياسية مكتوبة للمرحلة الانتقالية أقرت معظمها أن يكون عدد ولايات السودان 18 ولاية على أن يكون عدد الوزراء في كل ولاية 5 وزراء، مضيفا أن جميع قوى الحراك الشعبي ستشارك في الجمعية التشريعية المقبلة عدا حزب المؤتمر الوطني. وشدد على أهمية التوافق السياسي والاجتماعي للوصول بالبلاد إلى بر الامان بجانب المضي قدما في تنفيذ مهام ومتطلبات الفترة الانتقالية وتجهيز البلاد لانتخابات حرة ونزيهة مع تأمين شامل وكامل لها من قبل المؤسسة العسكرية. وأكد العطا استمرار الحوار والتشاور مع قوى "الحرية والتغيير" وتقدير الدور الذي تقوم به،وقال ان "المبادئ التي رفعتها ثورة التغيير والشباب ستكون خارطة الطريق التي سينفذها المجلس وفي مقدمتها تحقيق الحرية والسلام والعدالة والسلمية وبناء وطن يسع الجميع" داعيا لتوحيد الجهود وتضافرها لمواجهة التحديات الراهنة التي تمر بها البلاد. من جانبها، أعلنت قوى "الحرية والتغيير" خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم ،رفضها إجراء انتخابات مبكرة خلال ستة اشهر في حال استمرار حالة الاختلاف وعدم التوافق التي يتسم بها المشهد السياسي في البلاد،وحذرت من عواقب وخيمة في حال تمت "شرعنة" النظام القديم. وشددت علي مواصلة الاعتصام والحراك الشعبي والاضراب الشامل والعصيان المدني مع تأكيد سلمية الثورة التي تعتبر سلاحها القوي للوصول إلي الحكومة المدنية. و كان المجلس العسكري الانتقالي في السودان قد أعلن أمس الثلاثاء حرصه الشديد على تجاوز الخلافات والتوصل إلى توافق سياسي جامع "ينقل البلاد إلى فترة انتقالية آمنة ومستقرة"،وأشار إلى أن كافة اللقاءات التي أجراها مع القوى السياسية قد بلورت رؤية جديدة. و كان المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي بالسودان الفريق شمس الدين كباشي، قال امس ان، المجلس "يثمن وثيقة رؤية (قوى إعلان الحرية والتغيير)، و ان نقاط عدة بها تجمع بيننا وبينهم مقابل نقاط اختلاف". و ذكر كباشي ان المجلس " قبل وساطة من بعض الشخصيات الحريصة على أمن السودان واستقراره"، لافتا الى أن الوساطة ترى أن "يتشكل مجلس السيادة الانتقالي من 10 شخصيات". وأكد أن "مجلس الأمن والدفاع يهدف الى حماية البلاد وتأمين المصلحة الوطنية"، وقال "ليس هناك خلافات كبيرة تستدعي الوساطة لكننا قبلناها من أجل الحوار واستقرار السودان". ويتولى المجلس العسكري الانتقالي الذي يترأسه الفريق اول عبدالفتاح البرهان مسؤولية إدارة البلاد عقب الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في 11 إبريل الماضي.