تراهن ولاية سكيكدة التي تمتلك مساحة تقدر ب80 ألف هكتار من أشجار البلوط المنتجة للفلين و تحتل المرتبة الثالثة وطنيا في إنتاج الفلين على التحسيس كاستراتيجية لحماية ثورتها الغابية المحلية من الحرائق و عمليات السرقة و النهب. وقامت محافظة الغابات بضبط برنامج واسع من أجل القيام بعمليات التحسيس على جميع المستويات بغية المحافظة على منتج الفلين. و بالنظر لارتفاع عدد الحرائق في صائفة 2017 حيث أتت ألسنة اللهب على 2731 هكتار من أشجار البلوط المنتجة للفلين اختارت محافظة الغابات لسكيكدة التحسيس كوسيلة لحماية الثروة الفلينية "بروسيكادا"، حسب ما أكده لوأج محافظ الغابات، المنصف بن جديد. و أضاف أنه من خلال متوسط إنتاج سنوي يقدر بحوالي 12 ألف هكتار تولي ولاية سكيكدة "أهمية كبيرة" لهذه الثروة الغابية و "تعمل جاهدة من خلال القائمين على قطاع الغابات لحمايتها من جميع الأخطار سواء كانت حرائق أو عمليات نهب". و استنادا للسيد بن جديد، فإن "حماية منتج الفلين هي مهمة الجميع" معتبرا حماية هذا المنتج عبر تراب ولاية سكيكدة "ضروري و أكيد" وهي "مهمة الجميع و ليس فقط مصالح الغابات". ومنذ فترة، قد باشرت مصالح الغابات، كما قال، "عمليات تحسيس واسعة النطاق لا تزال متواصلة لحد الساعة من خلال خرجات يقوم بها أعوان الغابات للعديد من المناطق عبر الولاية لتحسيس المواطنين القاطنين بالقرب من غابات الفلين بضرورة حماية هذه الثروة لما لها من أهمية كبيرة في الرفع من الاقتصاد الوطني". و يتم تخزين مادة الفلين التي ينتج أغلبها بالجهة الغربية للولاية، بمخازن تلزة بالقل والدمنية بتمالوس، وفق التوضيحات المقدمة، كما توجد 3 مصانع بولاية سكيكدة أحدهم عمومي و الاثنان الآخران خاصان، تقوم بتحويل مادة الفلين إلى مواد جاهزة و نصف جاهزة و من ثمة تصديرها بالدرجة الأولى إلى الصين، حيث سجلت مديرية التجارة خلال 2018 تصدير ما قيمته 497 ألف و 144 أورو خلال 3 عمليات. للاشارة فان الفلين يعتبر من المواد التي يكثر الطلب عليها لما لها من قيمة تجارية فهي تستخدم في عدة مجالات على غرار البناء، مما جعلها عرضة للسرقة و النهب. و قد شهدت السنوات الأخيرة تكوين شبكات إجرامية متخصصة في سرقة الفلين خصوصا بالجهة الغربية من الولاية حيث تتعرض أشجار الفلين للقطع. وعثر مؤخرا أعوان الغابة إثر دورية عادية بخناق مايون داخل الأملاك الغابية الوطنية بمنطقة سيوان ببلدية أولاد عطية، على كمية معتبرة من الفلين معبأة في أكياس ومخبأة داخل الغابة حيث تم حجز واسترجاع هذه الكمية وفتح تحقيق لمعرفة الجناة. و في هذا الصدد أكد السيد بن جديد بأن "التوعية تظل الوسيلة الأنجع للتصدي لهذه الظاهرة كون المواطنين هم الذين بإمكانهم بالدرجة الأولى الوقوف في وجه هذه السلوكيات و التفطن لها و من هذا المنطلق ترتكز إستراتيجية المحافظة الولائية للغابات على التحسيس".