غرداية– تم تسجيل ما لا يقل عن 209 حالة لداء الحمى المالطية لدى الإنسان (البريسيلوز) عبر مختلف مناطق ولاية غرداية منذ بداية السنة الجارية، حسب حصيلة لمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات . وعرفت حالات الحمى المالطية (داء ينتقل إلى الإنسان عن طريق الإتصال بالمواشي أو استهلاك الحليب الطازج و مشتقاته) المسجلة والتي تم التكفل بها على مستوى مختلف المرافق الصحية بالولاية، تراجعا "محسوسا" بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الفارط (145 حالة)، حسب ذات المصدر. وسجلت 104 حالة, أي نحو 50 بالمائة من إجمالي الإصابات, منطقة القرارة، ثم بريان (32) ومتليلي (23) والمنيعة (21) ، و23 بسهل وادي ميزاب التي يضم أربعة بلديات. ويشكل التزايد في عدد الإصابات بالحمى المالطية لدى الإنسان "مصدر قلق" بغرداية، ما دفع بمصالح الصحة بالولاية إلى تعزيز عمليات مراقبة قطعان الأبقار والماعز وشروط تسويق مختلف منتجات الحليب بهدف التصدي لهذا الداء لتجنب انتشاره، يضيف المصدر ذاته. وفي هذا الشأن، قامت المصالح البيطرية بتلقيح وقائي للمواشي، تبعتها عملية الذبح الصحي لرؤوس الماشية المصابة. و فيما يخص الحمى المالطية لدى المواشي, فقد قامت مصالح البيطرة بتشخيص 65 حالة منذ مطلع السنة الحالية على مستوى نحو عشر بؤر بكل من بريان والقرارة والمنيعة وزلفانة وغرداية ومتليلي، كما ذكرت حصيلة لمديرية المصالح الفلاحية . يذكر أن الحمى المالطية تعد نوع من الأمراض التي تصيب الماشية، تتسبب فيها بكتيريا من نوع البروسيلات، حيث ترتكز في دم ولحوم الحيوانات وتتسبب في إجهاض الحيوان المصاب أو فشل حدوث الحمل سيما لدى الأبقار. وينتقل المرض للإنسان غالبا عن طريق استهلاك الحليب الطازج ومشتقاته التي يتم استخلاصها من مواشي مصابة, وتتنقل العدوى بواسطة التماس والإتصال المباشر عن طريق لمس إفرازات الحيوان الحامل للمرض، كما يمكن أن تدخل جرثومة البروسيلات عن طريق الجهاز التنفسي وغشاء ملتحمة العين، حيث يعتبر المربين والأطباء البيطريين والجزارين والعاملين في المسالخ، الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. تجدر الإشارة أن علاج الحمى المالطية يشكل عبئا على الخزينة العمومية، إذ تقدر نفقات التكفل الصحي بشخص مصاب بنحو 200 ألف دج يوميا.