أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين, يوم الاثنين بجنيف, أن الجزائر "تؤمن" بالعمل المتعدد الأطراف في العلاقات الدولية وتدعو إلى "ضرورة" تفعليه. وأفاد بيان للمجلس أن السيد شنين أكد, أمام المشاركين في اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي الخامس لرؤساء برلمانات العالم المنعقد بالعاصمة السويسرية جنيف, على ضرورة "اشراك" الدول الكبرى في جهود التنمية في البلدان الفقيرة لاسيما منها تلك التي تشكل حاضنة لآفة الإرهاب. وشدد على أن التفكير "يجب أن يتوجه الآن نحو توظيف ما توصل إليه الإنسان, لاسيما على المستوى التكنولوجي, في تحقيق الغايات والأهداف النبيلة", مؤكدا أن الجزائر "تؤمن بالعمل المتعدد الأطراف وتدعو إلى ضرورة تفعليه في العلاقات الدولية". واضاف قائلا :" الجميع يريد أن يجد حلا لظاهرة التطرف والكثير من الآفات, بينما جل هذه الآفات نابع من عدم التوازن في طرح المطالب التي يتم ,في الغالب, إهمال ما تتصف به مصادرها من فئوية (نساء, شباب)", داعيا إلى "مراعاة خصوصيتها وإلحاح أصحابها على مبدأ المساواة رغم اعترافه بأن الاستجابة للكثير منها تتطلب بعض التدرج". كما أكد خلال الاجتماع أن كل ما هو مطروح أمام العالم من مشكلات وآفات "يمكن اختصاره في كلمة مفتاحية واحدة هي التوازن بين مقتضيات الدولة الوطنية والحوكمة بمعناها العام". وتوقف رئيس المجلس, بعد ذلك عند اشكالية "اهتزاز مصداقية" بعض الهيئات العالمية "لاسيما في عيون مواطني بعض الدول الذين يرون بأن الشرعية الدولية لم تستطع أن تكفل حقوقهم", مستعرضا في هذا السياق حالة شعب الصحراء الغربية الذي "يتوق إلى تمكينه من الحق في تقرير المصير". وذكر بيان المجلس بأن السيد شنين تساءل بالمناسبة عما اذا يمكن للأمم المتحدة أن "تنال ثقة الدول إذا كانت هناك شعوب مفتقرة إلى الحد الأدنى ومتطلبات العيش الكريم بل وأن بعضها لا تتمتع حتى بحق الحصول على دولة ووطن", مشددا على ان الشرعية الدولية "بحاجة إلى مزيد من العدالة". وعلى مستوى آخر, قال رئيس المجلس أن هناك دولا "تطالب بتمثيل أكثر عدلا في الهيئات الأممية", معلقا على العناوين المهمة التي تقدم بها ممثلو الدول الحاضرة في هذا الاجتماع, حيث أكد بانه بالإمكان اختصار هذه العناوين في عنوان واحد هو "عالم أكثر عدلا وتوازنا وتنمية". وفي هذا السياق, دعا السيد شنين إلى "مراجعة" التشريعات لاسيما على مستوى الأممالمتحدة "بما يفيد اصلاحا هيكليا ووظيفيا" لهذه الهيئة, معتبرا أن مرور 75 سنة على انشاء الأممالمتحدة "فترة كافية لمراجعة الكثير من الأشياء". وعلى صعيد اخر, رحب السيد شنين بالآليات "التي يمكن أن تتيح مزيدا من الإصغاء لشعوب الدول النامية وعبر عن تفاؤله بأن مخرجات هذا الإجتماع "ستكون عملية وذات مصداقية". وابدى رئيس الغرفة السفلى للبرلمان في المقابل, "عدم ارتياحه لعزوف مواطني الكثير من الدول عن الثقة في هيئاتهم التمثيلية سواء على المستويين الوطني والعالمي".