أعرب العديد من المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في مجال النقل واللوجيستيك اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة عن احتياجهم لدعم إضافي من طرف الدولة يمكنهم من تقديم خدمات افضل و بتكلفة اقل. وأوضح بعض ممثلي الشركات الحاضرة في الطبعة الرابعة للصالون الدولي للنقل واللوجيستيك الذي تتواصل فعاليته بقصر المعارض بالصنوبر البحري، أن الأعباء و الضرائب تثقل كاهل هذه المؤسسات و تعرقل توسيع نشاطاتها و تتسبب في رفع السعر النهائي للسلع التي تعرض على المستهلك. وفي تصريح لواج على هامش الصالون، أكد السيد فؤاد بلعايش، مهندس بمؤسسة "بيتروجال"، المختصة في نقل وتخزين المنتجات البترولية، أن عمل الشركة يتأثر بعدد من المتغيرات ذات العلاقة بتراجع كميات الواردات وضعف الصادرات الجزائرية نحو الخارج إلى جانب المتغيرات ذات العلاقة بتذبذب أسعار المواد الطاقوية، والمشاكل البيروقراطية المتعلقة بالمعاملات الإدارية. من جانبه تطرق السيد عزوق حسين رئيس القسم التجاري لمؤسسة " بجاية لوجيستيك" إلى الصعوبات الميدانية التي تواجهها شركات النقل واللوجيستيك والتي تتأثر بنوعية الطرقات و ضعف النقل بالسكك الحديدية. وتعتمد الشركة المنشأة منذ سنة 2008 على حظيرة تزيد عن 350 شاحنة لا يتعدى مدة تشغيلها السنتين، إلا أنها تتعرض للعديد من الخسائر بالنظر إلى الوضع العام للطرقات سيما بالنسبة الوجهات البعيدة كولايات الجنوب، مضيفا ان الشركة تؤدي 70 ألف رحلة سنويا لنقل 7ر1 مليون طن من السلع عبر 30 مليون كم. من جانبها، أفادت صابرين عجال مسؤولة التسويق بشركة "ترانسمكس"، فرع مجمع سونلغاز لنقل ومعالجة المعدات الصناعية والكهربائية، أن خدمات النقل في حد ذاتها تتأثر بالظروف المستجدة في الميدان، وذلك حسب مجال النشاط، مشيرة إلى أن الخبرة التي تحصدها مؤسسات النقل بمرور السنوات ومع مختلف الجهات التي تتعامل معها، يمكن أن تحدد وحدها مدى كفاءة هذه المؤسسة. وذهبت السيدة عجال إلى أن مؤسسات النقل عليها أن تبحث عن الحلول التي تمكنها من الاستمرار في السوق بالارتكاز على قدراتها الخاصة والدعم الذي تتحصل عليه من طرف السلطات العمومية وفق حالة كل مؤسسة. من جهته يرى المنسق التجاري للشركة اللوجيستيك (تي.أم.اف) السيد ايكني سليم أن النقل بالشاحنات في الجزائر يعتبر سوق واضح يتطلب ضمان المزيد من العقود مع الزبائن لمدة محددة يفضل أن تزيد عن 3 سنوات. ووفق السيد ايكني فإن التعاقدات تكون العامل الوحيد المساهم في استمرارية الشركة في الميدان، من حيث مدى النجاح في التفاوض وإقناع الزبون بأهمية هذه العقود والخدمات التي توفر. وحسب ذات المسؤول فإنه توجد بعض الخدمات في النقل واللوجستيك تفرض نفسها على الزبون مهما كانت التسعيرة المحددة. وتعمل (تي.أم.اف) التي تؤطر أزيد من 4000 رحلة نقل سنويا على توسيع خدماتها نحو الدول الجارة على غرار تونس وليبيا وموريتانيا، وفقا لنفس المصدر. من جانبه، اشار المدير العام لمجمع نقل البضائع والامدادات " لوجيترانس" إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الدولة لمؤسسات النقل واللوجستيك والتي تمكنها من التموقع والاستمرار في النشاط. وتشاطر "لوجيترانس" بحسب نفس المسؤول الخبرة التي تملكها في مجال النقل نحو الدول الإفريقية، على غرار مالي والنيجر والسنغال وتونس وغيرهم مع المتعاملين الاقتصاديين في مجال النقل الحاضرين بهذا المعرض. وتنقل الشركة أكثر من 18 مليون طن من السلع سنويا، بالاعتماد على أزيد من 3000 سائق يملكون خبرة تزيد طويلة في النقل عبر الصحراء. وحسب ذات المتحدث فإن مؤسسات النقل واللوجستيك مطالبة بالاعتماد على مخططات تتضمن كل الاحتياطات اللازمة لمواجهة التحديات في مجال التسيير والصعوبات في الميدان.