أكد نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح, يوم الخميس, أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي "لا طموح لها سوى الحفاظ على سكينة وطمأنينة الجزائريين وعلى أمن البلاد واستقرارها", حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني. وقال الفريق قايد صالح في كلمة توجيهية ألقاها خلال زيارة العمل والتفتيش لقيادة الحرس الجمهوري: "أعيد التأكيد مرة أخرى أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي, التي تعهدت أمام الله والوطن والتاريخ, لا طموح لها سوى الحفاظ على سكينة وطمأنينة الجزائريين وعلى الجزائر آمنة, مستقرة وشامخة أمام كيد الأعداء والمتآمرين". وجدد بالمناسبة التأكيد على أن "الشعب الجزائري في هذه المرحلة الخاصة, يواصل مساره التاريخي البطولي بفضل ارتباطه الوثيق بالوطن وتلاحمه مع جيشه الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني", مبرزا أن "بشائر تجاوز بلادنا المرحلة الراهنة تلوح في الأفق ومخططات إسقاطها فشلت وشوكة أعداءها ومن يضمرون لها الحقد الدفين ويتربصون شرا بشعبها سيكون مآلها الانكسار وستلاحق أصحابها وصمة العار التي ستبقى شاهدة على خذلانهم للوطن والشعب لتقرأها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل". من جهة أخرى, أكد نائب وزير الدفاع الوطني أن "المسيرات الشعبية التي تشهدها كافة ربوع وطننا، تُتَرجِم درجة النضج العالية لأبناء الجزائر ووعيهم بما يحاك ضد بلدنا من مكائد ودسائس ومؤامرات, كما تعكس ترسخ قيم الإخلاص والوفاء لديهم وروحهم الوطنية الفياضة". وأضاف بأن هذا اللقاء "يندرج في إطار رعايتنا المتواصلة والشديدة لكل ما له علاقة بترقية القدرات العملياتية والقتالية لقواتنا المسلحة, لاسيما وأنه يأتي بعد أيام من إحياء الجزائر لأمجد عيد وطني لديها، ألا وهو أول نوفمبر 1954 في ذكراه الخامسة والستين, هذه الذكرى الخالدة التي يقف عندها شعبنا سنويا في ليلتها المباركة وقفة تذكر واحترام وإجلال لهذه الثورة العظيمة". وتابع قائلا بأن "المسيرات الشعبية التي تشهدها كافة ربوع وطننا, والتي وقف خلالها أبناء الشعب المخلصين صفا واحدا دعما للمسار الانتخابي ومساندةً للجيش الوطني الشعبي في مواقفه, ملتفين حول مقاربته البنّاءة لتجاوز المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد, إنما تترجِم درجة النضج العالية لأبناء الجزائر ووعيهم بما يحاك ضد بلدنا من مكائد ودسائس ومؤامرات, لعرقلة مسيرة الجزائر والجزائريين". كما تعكس من جانب آخر "ترسخ قيم الإخلاص والوفاء لديهم وروحهم الوطنية الفياضة, المعتزة بالانتماء لجزائر التضحيات والبطولات والمبادئ الوطنية الحقَّة التي لن تحيد عنها أبدا مهما عظمت التحديات وتعددت الرهانات". وأبرز الفريق قايد صالح أن "'هذا الموقف الذي يزيد شعبنا شموخا ورفعة هو موقف راقٍ ونبيل يعكس أصالته ومعدنه النقي, الذي يقدس الوطن واستعداده ليهيبه أغلى ما يملك, إنه التفاف شعبي صادق ومخلص تجلى من خلاله التلاحم والتضامن, الذي لم ولن تنقطع عراه وأوصاله أبد الدهر مع جيشه, وأكد أيضا عظيم الولاء لِتراب بلدنا الطاهر الذي ارتوى بِدِماء زكية وغزيرة عبر تاريخ الجزائر الحافل بالأمجاد والتضحيات". وأوضح في ذات السياق أن "هذا الموقف كذلك أثبت أن هذا الشعب باقٍ على العهد والوعد لأسلافنا الميامين, الذين بذلوا الغالي والنفيس فحرروا الأرض و دافعوا عن العِرض, كما يعد تكريما لشهدائنا الأبرار و مجاهدينا الأخيار, وهل هناك تكريم أعظم من الوفاء لتضحياتهم وصون أمانتهم بالحفاظ على سيادة بلادنا وحرمة أرضها, والالتفاف مع الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, وكل الوطنيين الخيرين حول المصلحة العليا للوطن". =الشعب الجزائري قطع أشواطا كبيرة في مسار تجسيد إرادته= واستطرد الفريق قايد صالح قائلا أن "الشعب الجزائري المسنود بجيشه الذي رافقه مرافقة صادقة وثابتة في هبته السلمية لتحقيق تطلعاته المشروعة, قطع أشواطاً كبيرة في مسار تجسيد الإرادة الشعبية", مشيدا في هذا السياق ب"الجهود التي يبذُلها كافة المخلصين في مختلف مؤسسات الدولة, وفي طليعتها الجيش الوطني الشعبي, والتي تستحق من الجميع كل التنويه". وقال في هذا الشأن أن الشعب الجزائري "المسنود بجيشه الذي رافقه مرافقة صادقة وثابتة في هبته السلمية لتحقيق تطلعاته المشروعة, والملتزم بمهامه في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الحدود الوطنية والوحدة الترابية والشعبية للبلاد, قطع أشواطاً كبيرة في مسار تجسيد الإرادة الشعبية التي ستتحقق بحول الله تعالى وقوته في الاستحق اق الرئاسي المقبل, يوم 12 ديسمبر واختيار الرئيس القادم للجزائر بكل حرية ونزاهة". وفي هذا الصدد بالذات --يضيف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي-- فإن "الجهود التي يبذُلها كافة المخلصين في مختلف مؤسسات الدولة, وفي طليعتها الجيش الوطني الشعبي, تستحق من الجميع كل التنويه", مبرزا أن هذه الجهود "التي ستساهم دون شك في تجسيد المشروع الوطني النوفمبري الذي سَيَضع الجزائر حتما على دربها الصحيح لِتَحتل مكانتها الرائدة والمستحقة بين الدول, وليعيش أبناؤها الحياة الكريمة التي يستحقونها في وطنهم الذي يزخر بكل الثروات والخيرات والنعم". كما ذكر ب"المخطط الدنيء الذي كان يستهدف الجزائر وتم كشف خيوطه بفضل إدراك الجيش الوطني الشعبي لأبعاد هذه المخططات الخبيثة وإدراك الشعب الجزائري لخطورتها". وقال في هذا الموضوع : "لقد سَبق لي وأن حذرت في مداخلات سابقة أنه كان هناك مخطط دنيء يستهدف الجزائر, وقد تمكنا, بعون الله, من كَشفه وفَك خيوطه وإفشال المؤامرة التي كانت تحيكها العصابة وأعداء الجزائر, فبفضل إدراكنا في الجيش الوطني الشعبي لأبعاد هذه المخططات الخبيثة وإدراك الشعب الجزائري لخطورتها, تم إحباطها بفضل حرصنا على مصلحة الوطن التي التزمنا وتعهدنا بحمايتها والدفاع عنها مهما كانت الظروف والأحوال". وأشار في هذا الإطار الى أن "الموقف التاريخي للجيش الوطني الشعبي الذي وقف إلى جانب الشعب وحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها وقدم حلولا موضوعية وعقلانية لتجاوز المرحلة, لم يرضِ أعداء الجزائر في الخارج وأذنابهم في الداخل", لافتا الى أن "هؤلاء الأعداء الذين يعلمون جيدا أن الوحدة بين الشعب والجيش وتماسكهما هي صمام أمان بلادنا, ولهذا ترتكز مخططاتهم على محاولة ضرب أسس هذهالوحدة من خلال مغالطات وأكاذيب ثبت زيفها وبطلانها للشعب الجزائري, الذي سيبقى دائما يفتخر ويعتز بجيشه الذي قدم دروسا في الولاء للوطن والوفاء لعهد الشهداء". وفي ختام اللقاء, تم فسح المجال للنقاش, حيث استمع الفريق قايد صالح إلى انشغالات الأفراد واقتراحاتهم, الذين عبروا عن "استعدادهم الدائم وفي كل الظروف لأداء مهامهم بكل عزم واقتدار". بعد ذلك, قام الفريق قايد صالح بتدشين مدرسة الموسيقى لقيادة الحرس الجمهوري, حيث طاف بمختلف القاعات الدراسية ومخابر اللغات الأجنبية, وتابع عن كثب دروسا نموذجية, كما اطلع على الإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها هذه المدرسة, ليعقد على إثرها اجتماعا ضم إطارات قيادة الحرس الجمهوري تابع خلاله عرضا قدمه رئيس أركان الحرس الجمهوري شمل مختلف مجالات النشاطات. وبخصوص فعاليات الزيارة, المندرجة في إطار متابعة مدى تنفيذ مخطط تطوير القوات, ومواصلة للزيارات الميدانية إلى النواحي العسكرية وقيادات القوات, أشار بيان وزارة الدفاع الوطني الى أن الفريق قايد صالح استهلها بعد مراسم الاستقبال, رفقة الفريق بن علي بن علي, قائد الحرس الجمهوري, بوقفة ترحم وخشوع على روح الشهيد محمد بلوزداد, حيث وضع باقة من الزهور عند النصب التذكاري للشهيد وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة وعلى أرواح قوافل الشهداء الأبرار.