اتسع نطاق تفشي فيروس كورنا المتجدد إلى خارج حدود الصين, بعد تأكيد ظهوره في خمس دول جديدة بينها دول خليجية, فيما ساءت الأوضاع في كوريا الجنوبيةوإيطاليا بعد تسجيل المزيد من الحالات ما أثار مخاوف لدى منظمة الصحة العالمية التي دعت للاستعداد لوباء محتمل. وطالبت منظمة الصحة العالمية, في هذا السياق, دول العالم لبذل المزيد من الجهد والاستعداد لوباء محتمل بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا, الذي سجلت حالات الإصابة به في أربع دول خليجية. وأوضحت أنه من المبكر إعلان الوباء حاليا, ولكن لابد أن تكون دول العالم في مرحلة الاستعداد لهذا الاحتمال الوارد, حيث يعلن الوباء عندما ينتقل المرض بسهولة من شخص لشخص آخر في العديد من مناطق العالم. وتبلغ نسبة الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا بين واحد واثنين في المائة, لكن منظمة الصحة العالمية تحذر من أن النسبة الحقيقية للوفيات جراء الفيروس لم تعرف بعد. وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية , تيدروس أدهانوم غيبريسوس, قد حذر من أن فرصة السيطرة على الفيروس "تتضاءل". وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية, مارغريت هاريس, "إن الوضع لم يكن ينظر إليه باعتباره وباء عالميا, لأن الدول كانت تتخذ تدابير لمنع انتشار الفيروس", مؤكدة أنه "لو أن هذه الدول لم تتخذ أي تدابير على الإطلاق, لكنا رأينا مزيدا ومزيدا من الحالات, وهذا ما نعنيه بالقدرة على الاحتواء". المزيد من الإجراءات الإحترازية لوقف انتشار الوباء المؤثر على الاقتصاد العالمي جاء تحذير منظمة الصحة من احتمال تحول المرض الى وباء عالمي اثر انتشار الفيروس القاتل في العديد من دول العالم ما أثار مخاوف من أن يصبح الفيروس وباء عالميا مما دفع بالعديد من الدول الى اتخاذ العديد من الاجراءات الاحترازية للتصدي له في ظل تضرر الاقتصاد العالمي من تفشي الفيروس. وأعلنت كل من أفغانستان والبحرين والكويت والعراق وسلطنة عمان عن أولى حالات الإصابة بالفيروس لديها, بينما إرتفع مجموع عدد الوفيات في إيران إلى 12, وهو الأعلى خارج الصين. وتقول السلطات الصينية من جهتها أنها تحقق تقدما في السيطرة على الفيروس, مشيرة إلى تراجع معدلات الإصابات بفضل إجراءات منع السفر التي اتّخذتها وإجراءات الحجر الصحي في بؤرة تفشي المرض ومحيطها. لكن إرتفاع عدد الإصابات والوفيات الجديدة في أجزاء أخرى من العالم عزز المخاوف بشأن إحتمال تحوله إلى وباء مع بروز كوريا الجنوبيةوإيطالياوإيران, خلال الأسبوع الماضي, في واجهة إنتشار المرض. وشهدت كوريا الجنوبية ارتفاعا سريعا في عدد الإصابات منذ ظهرت مجموعة من الإصابات وسط طائفة دينية في مدينة دايغو (جنوب) الأسبوع الماضي. وتم تسجيل أكثر من مائتي إصابة وحالتي وفاة إضافيتين في البلاد الاسيوي , أمس الاثنين, ما رفع إجمالي عدد الإصابات إلى أكثر من 830, وهو أكبر عدد حتى الآن يتم تسجيله خارج الأراضي الصينية. وتوفي 8 أشخاص بالفيروس في كوريا الجنوبية, حيث أعلن الرئيس مون جاي إن, في عطلة نهاية الأسبوع, رفع درجة التأهب من الفيروس إلى أعلى درجة (أحمر). وفي إطار جهود احتواء الفيروس, تم تمديد عطل روضات الأطفال والمدارس, بينما تأجل انطلاق موسم دوري المحترفين الكوري الجنوبي لكرة القدم, الذي كان مقررا في عطلة نهاية الأسبوع. أما في إيطاليا, فتم تأكيد 6 وفيات بالفيروس, ما عمق المخاوف بشأن تفشي الفيروس في أنحاء أوروبا, وأصيب أكثر من 150 شخصا في إيطاليا, حيث تم تأجيل عدة مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي, وتم كذلك تعليق مهرجان البندقية الشهير, فيما ألغيت عدة عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو. وصدرت أوامر لأكثر من 50 ألف شخص في نحو 10 بلدات في شمال إيطاليا بالتزام منازلهم, بينما أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتطبيق الحظر. وفي إيران, أمرت السلطات بإغلاق المدارس والجامعات والمراكز الثقافية في نحو 14 محافظة, وهذا بعد ان ظهر الفيروس في إيران الأربعاء الماضي ليتفشى بشكل متسارع مع تأكيد 467 إصابة ما دفع الدول المجاورة لإغلاق حدودها. كما أعلن كل من العراقوأفغانستان والكويت والبحرين, أمس, عن أولى حالات الإصابة لديها بفيروس كورونا وكانت جميع الحالات قادمة من إيران. وأعلنت السلطات عن ثلاثة مصابين بالفيروس قادمين من مدينة مشهد الإيرانية, مبرزة أن المصابين بينهم سعودي يبلغ من العمر 61 عاما, وآخر كويتي يبلغ من العمر 53 عاما, والثالث لا يحمل جنسية ممن يعرفون في البلاد باسم "البدون", ويبلغ من العمر 21 عاما. وسجل وفاة أكثر من 30 شخصا خارج الصين حاليا بعد إصابتهم بالفيروس, بينما أعلنت نحو 30 دولة تسجيل إصابات. وفي الصين, بلغ عدد الوفيات المؤكدة جراء الفيروس 2592, أمس بعدما تم تسجيل 150 وفاة جديدة بالفيروس, وتراجع عدد الحالات الجديدة المؤكدة مقارنة باليوم السابق ليبلغ 409, ما يرفع إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى أكثر من 77 ألفا. ويؤثر الفيروس بشكل متزايد على الاقتصاد العالمي, مع إغلاق كثير من المصانع في الصين أو انخفاض عدد العاملين فيها بسبب إجراءات الحجر الصحي, بينما تأثر السفر عالميا بشكل كبير. وتراجعت أسواق الأسهم في آسيا أمس بعد ازدياد عدد الإصابات في كوريا الجنوبية والتطورات التي شهدتها أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع. وحذر صندوق النقد الدولي, من أن الفيروس يشكل تهديدا للتعافي "الهش" أصلا للاقتصاد العالمي, بينما أعرب وزراء مالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين عن قلقهم حيال تداعيات الفيروس عالميا. وأفاد مسؤول بأن نحو 30 في المائة فقط من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الصين استأنفت عملها.