أكد قادة دول الساحل الافريقي الثلاثاء, تمسكهم بتعزيز التعاون في مواجهة الإرهاب ومواصلة تبادل المعلومات الاستخباراتية لدعم القوة العسكرية المشتركة, و شددوا على أهمية دمج إفريقيا في صلب عملية البحث عن حل للأزمة الليبية. جاء ذلك في البيان الختامي للقمة السادسة لدول الساحل الإفريقي التي احتضنتها العاصمة الموريتانية, نواكشوط, بمشاركة رؤساء: موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني و مالي إبراهيم أبوبكر كيتا, والنيجر محمد يوسفو, وتشاد إدريس ديبي, وبوركينافاسو مارك كابوري. ولفت البيان الختامي إلى أن قادة الساحل أكدوا على طلبهم السابق لمجلس الأمن الدولي بوضع القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة, واحتفوا في الوقت ذاته بالتوقيع على اتفاق دعم فني بين مجموعة دول الساحل والمجموعة الأوروبية ومنظمة الأممالمتحدة يهدف إلى توفير دعم عملياتي ولوجستي لصالح القوة العسكرية المشتركة للدول الخمس. وتضمن البيان دعوة رؤساء دول الساحل للشركاء بالوفاء بالتزاماتهم المالية تجاه هذه القوة العسكرية والتي تعهدوا بها في قمة بروكسل عام 2018. وعبروا عن قلقهم حيال الأزمة الليبية قبل أن يتوجهوا بالتحية إلى الجهود المبذولة من طرف المجموعة الدولية من أجل استعادة السلام في هذا البلد, مذكرين بما سموه "الآثار الكارثية للأزمة الليبية على الأمن والاستقرار في فضاء مجموعة دول الساحل الخمس", مشددين على أهمية دمج إفريقيا في صلب عملية البحث عن حل للأزمة الليبية. ووجه البيان التحية لجهود الاتحاد الإفريقي في إطار محاربة الإرهاب, لافتا إلى دعم قادة دول الساحل لعقد قمة استئنائية إفريقية في أقرب فرصة حول الإرهاب. و كان الرئيس الموريتاني حذر في كلمته خلال افتتاح أشغال قمة رؤساء مجموعة دول الساحل الإفريقي في وقت سابق اليوم من أن " التدخلات الأجنبية في ليبيا تؤجج الوضع الأمني في ليبيا وتعقد جهود استعادة هذا البلد لاستقراره وأمنه", و أكد دعم الساحل الأفريقي للجهود الأفريقية لحل الأزمة الليبية. وقال الرئيس الموريتاني في كلمته "أن الفوضى السياسية والأمنية في ليبيا عقدت الوضع في الساحل بسبب تهريب السلاح والاتجار بالمخدرات والبشر", مضيفا أن الأزمة الليبية "تغذى الإرهاب وتشكل مصدر قلق كبير لدول الساحل" و مشددًا على ضرورة إيجاد حل سريع لها. وأعلن الرئيس الغزواني, دعم دول الساحل للجنة الإفريقية لحل الأزمة الليبية وجهودها الرامية إلى عقد مؤتمر حول ليبيا يشارك فيه الاتحاد الإفريقي. وأكد على "تصميم دول الساحل على التخلص من الإرهاب وانعدام الأمن من أجل تحقيق التنمية بدعم من الشركاء والأصدقاء", كما قال. وأشار إلى تضافر الجهود بين دول الساحل وتنسيق العمل "من أجل الخلاص من التحديات الأمنية المتمثلة في الإرهاب وتحديات الفقر والتهميش والحرمان وانعدام التنمية". وهدفت القمة, وفق وكالة الأنباء الموريتانية, إلى وضع خطة عمل متعددة الأبعاد لمواجهة تزايد العمليات الإرهابية مؤخرًا في منطقة الساحل الافريقي و تفعيل الآليات المالية والأمنية والعسكرية للتصدي لهذه الآفة. كما عكفت القمة على تقييم أداء القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس و المكلفة بمحاربة الإرهاب في المنطقة وكذلك تقييم الوفاء بالالتزامات المادية للشركاء. و هذه هي القمة الأولى التي استضافتها موريتانيا منذ القمة التأسيسية في ديسمبر 2014.