أبرز المشاركون في منتدى الذاكرة يوم الأربعاء "دور" الكشافة الاسلامية الجزائرية في التحضير لاندلاع الثورة التحريرية, ومساهمتها "الفعالة" في تعبئة المجتمع وتوعيته بالمخططات الحقيقية للمستعمر. واوضح عدد من المتدخلين في هذا المنتدى المنظم بمبادرة من جمعية "مشعل الشهيد", احياء للذكرى ال63 لاستشهاد البطل الشهيد محمد العربي بن مهيدي بمقر جريدة "المجاهد", أن دور الكشافة الاسلامية الجزائرية قبل وإبان الثورة التحريرية كان "بارزا وفي الطليعة اثناء كل مسارات هذه الثورة خاصة من خلال القيام بالعمل التحسيسي لدى مختلف فئات المجتمع الجزائري أنذاك". وفي هذا الصدد, قال القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية, عبد الرحمن حمزاوي بان الكشافة الجزائرية "هي إرث متبقي من الحركة باعتبارها تؤدي دورا هاما بين اوساط الناشئة للحفاظ على الذاكرة الوطنية", مؤكدا أن مكانة الشهيد العربي بن مهيدي "كبيرة لأنه كان وسيظل من بين أحد القادة العظام في تاريخ الثورة ". واعتبر السيد حمزاوي أن تاريخ الشهيد بن مهيدي ومن ورائه تاريخ كل الجزائر "لا يتوقف عند الزمان ولا المكان لان هذا البطل حافظ على وحدة وثوابت ومبادئ الثورة وهو ما نعمل --حسبه-- على القيام به داخل مؤسستنا من خلال ترسيخ قيم الشهداء ونضالاتهم بين صفوف كل الكشافة". كما اكد بان الكشافة الاسلامية الجزائرية "كانت الشعلة الاولى لاندلاع الثورة التحريرية لما قدمته من خيرة أبنائها دفاعا عن الجزائر واستقلالها ومن هم العربي بن مهيدي الذي كان كشافا و تربى وترعرع في فوج النجاح ببسكرة ", مشيرا الى أن 18 عضوا من مجموعة ال 22 (النواة الاولى للثورة التحريرية) كانوا ينتمون الى الكشافة الاسلامية وهو ما يعكس مدة مساهمة هذه المؤسسة في اندلاع الثورة . واستعرض الباحث في التاريخ محمد لحسن الزغيدي من جهته تاريخ ودور الكشافة الإسلامية الجزائرية قبل اندلاع ثورة التحرير باعتبارها "المحرك الأساسي لجيل نوفمبر الذي دافع على الشخصية الوطنية الجزائرية الإسلامية وذلك برعاية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب الشعب فيما بعد". كما أبان في تدخله امام جمع غفير من قدامى الكشافة الاسلامية وعدد من المهتمين بتاريخ الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر, ما قامت به الكشافة من دور في رص صفوف الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي باعتبارها "مدرسة كبيرة في الالتزام و التضحية" وما شكلته كقاعدة لجيش التحرير الوطني . وأكد الاستاذ الزغيدي بالمناسبة ان الكشافة الاسلامية الجزائرية تواصل اليوم مهمتها النبيلة في تحسيس و تربية الأجيال الصاعدة على حب الوطن وعلى أواصر التضامن والاخاء , داعيا الى تأسيس مركز يعنى بالحركة الكشفية حفاظا على الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري. وركزت مداخلات بعض الحاضرين في هذا المنتدى خلال نقاش مفتوح على ابراز خصال ونضال العربي بن مهيدي , الرجل ذو الابتسامة الهادئة والذي يظل بعد 63 عاما من استشهاده, مصدر إلهام في الشجاعة والرصانة والتفاني في حب الوطن.