للحفاظ على الذاكرة ورمزية المكان التاريخية دعا الباحث في تاريخ الثورة التحريرية والحركة الوطنية الدكتور محمد لحسن الزغيدي أول أمس إلى تحويل منزل المجاهد الراحل الياس دريش الذي عقدت فيها مجموعة ال22 اجتماعهم التاريخي لإعلان اندلاع الثورة في الفاتح نوفمبر 1954 إلى متحف وطني من أجل الحفاظ على الذاكرة ورمزية المكان التاريخية. واسترجع الباحث زغيدي في شهاداته خلال احتفالية تكريم عائلة المجاهد الراحل إلياس دريش عضو مجموعة ال22 التاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد أول أمس بمنتدى يومية المجاهد شذرات من معرفته الشخصية بفقيد إلياس دريش مشيدا بخصاله النضالية والإنسانية العالية كونه تربى في أحضان الكشافة الإسلامية وتشبع بقيم الوطنية والهوية، وذكر المحاضر بمناقب المجاهد دريش المعروف بالتواضع والطيبة وكرم الضيافة وحب الوطن وأوضح أنه كان عضوا أساسيا في مجموعة 22 وحضي بثقة كبار قادة الثورة كونه خريج مدرسة حزب الشعب والحركة الوطنية وعرف بإخلاصه ووفائه لقيم النضال. وأشار المحاضر إلى دور المناضل في احتضان الاجتماع التاريخي باعتباره مقربا من الشهيد ديدوش مراد وهو دليل الثقة الكبيرة التي وضعها فيه مفجري الثورة، وأضاف في سياقها أن المجاهد إلياس دريش معروف أيضا بمساره الرياضي حيث كان عضوا في فريق مولودية الجزائر لكرة القدم، من جهته تناول صديق درب نضال المجاهد إلياس دريش المجاهد الطاهر حسين مواقف من حياة الرجل و ركز على تواضعه وصمته وجوانب إنسانية تعكس قيمة الرجل النضالية وعمق فكره السياسي، وبالمناسبة هذا التكريم الرمزي الذي حضره نخبة من الوجوه التاريخية والثورية ممن عايشوا مختلف مراحل نضال الفقيد وشح القائد العام للكشافة الإسلامية محمد بوعلاق زوجة المجاهد بوسام مجموعة ال22، كما تم عرض شريط وثائقي يتضمن شهادات حية حول مسار ونضال المجاهد إلياس دريش الذي توفي يوم 28 ديسمبر 2001 قدمتها رموز الحركة الكشفية في الجزائر على غرار المجاهد رضا بسطنجي وصالح بوحارة. وقد ثمنت أرملة المجاهد إلياس دريش المبادرة التي تعكس ثقافة العرفان والإعتراف بمن قدموا شبابهم للجزائر وضحوا من أجل إسترجاع الكرامة والإستقلال وتقديمهم كنماذج للجيل الجديد كقدوة ورموز لحماية الذاكرة.