أدانت عدة دول ومنظمات دولية وإقليمية محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك اليوم الاثنين باستهداف موكبه بالخرطوم. وتعرض موكب رئيس الوزراء السوداني في وقت سابق اليوم لمحاولة اغتيال فاشلة عند مدخل جسر القوات المسلحة من جانب ضاحية كوبر بالخرطوم. وذكرت وسائل إعلام سودانية أن محاولة الاغتيال تمت عبر سيارة مفخخة استهدفت موكبه المكون من سيارتين في منطقة "كبري كوبري" شمال شرق العاصمة السودانية. وعلى اثر ذلك، كتب حمدوك في تغريدة على موقع (تويتر) أن محاولة اغتياله "لن توقف مسيرة التغيير ولن تكون إلا دفعة إضافية في موج الثورة العاتي". وطمأن الشعب السوداني أنه بخير وبصحة تامة. إدانة سودانية وتمسك بمواصلة مسيرة الثورة سارعت قوى سياسية سودانية إلى إدانة محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك. واعتبر تحالف قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم)، الهجوم الإرهابي بأنه "يشكل امتدادا لمحاولات قوى الردة للانقضاض على الثورة السودانية وإجهاضها، وهي محاولات ظلت تتكسر واحدة تلو الأخرى على سد قوة شعبنا العظيم الذي لا يقهر". وأكد التحالف أن قوة الشعب وحدها هي التي ستجهض محاولات الانقضاض على الثورة داعيا، الشعب السوداني إلى الخروج في مواكب والتوجه إلى ساحة الحرية بالخرطوم لإظهار الوحدة والتماسك. وأعرب حزب الأمة الفيدرالي، عن عميق أسفه لما وصفه ب"الحادث الوحشي والبربري" الدخيل على المجتمع السوداني، وطالب الأجهزة الأمنية بالإسراع في القبض على الجناة والمجرمين وتقديمهم لمحاكمات رادعة، معلنا في الوقت ذاته كامل تضامنه مع رئيس الوزراء. من جهته حزب المؤتمر الوطني (المحلول) أدان حادثة استهداف موكب رئيس الوزراء وقال على لسان رئيسه، ابراهيم غندور أن "ما تعرض له رئيس الوزراء اليوم من محاولة اغتيال بغض النظر عن من يقف وراءها أو من يحاول الاستفادة منها هي حادثة دخيلة على المجتمع السوداني وقيم تسامحه وتماسكه المجتمعي"، داعيا الجهات المختصة إلى التعجيل بالكشف عن خيوط "المؤامرة التي تريد جر ما السودان إلى مستنقع الدماء والفتن". أما مجلس الوزراء السوداني الذي وصف التفجير ب"العمل الإرهابي" فقد تعهد بالتعامل الحاسم معه. وأدان مجلس السيادة الانتقالي بالسودان محاولة الاغتيال . وصرح عضو المجلس، شمس الدين كباشي أن "محاولة استهداف رئيس الوزراء هي عملية إرهابية مكتملة الأركان وسنواجهها متحدين" مضيفا قوله "لا مكان للإرهاب في السودان لا في السابق ولا في المستقبل وهذا مستمد من قيم شعبنا وأخلاقه وأديانه وتراثه، وما ثورة ديسمبر المجيدة إلا ثورة لوضع نهاية للإرهاب". واتهمت الحكومة السودانية، جهات لم تسمها باستهداف ثورة ديسمبر الماضي التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير، و"المكاسب التي حققها الشعب بنضالاته ودماء شهدائه". جاء ذلك في بيان لفيصل محمد صالح الناطق باسم مجلس الوزراء السوداني وزير الثقافة والإعلام، الذي أكد فيه أن "إرادة الثورة باقية وأن مسيرتها مستمرة ولن تتوقف أبدا" وسيتم التعامل بالحسم اللازم مع كل المحاولات الإرهابية والتخريبية، والمضي قدما في تنفيذ مهام الثورة ". كما جوبهت محاولة الاغتيال الفاشلة التي نجا منها رئيس الوزراء السوداني، إلى إدانة دولية واسعة. فقد عبرت جامعة الدول العربية، عن صدمتها من وقوع محاولة الاغتيال وجددت التزامها بالوقوف مع السودان في عملية الانتقال الديمقراطي التي تمر بها البلاد وفي كل ما يتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنه واستقراره ومواجهة كل تهديد يمس سلامة أراضيه ورفاهية شعبه. من جانبه قال رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، أن هذا العمل الإرهابي "لن ينال من جهود حكومة السودان وعزيمة الشعب السوداني في استكمال مسار العملية السياسية السلمية التي تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في السودان". وأكد تضامن البرلمان العربي ووقوفه التام مع جمهورية السودان ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات للتصدي للإرهاب والجماعات الإرهابية ولكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار، وتعطيل مسار الانتقال السلمي للسلطة. أيضا أعربت منظمة التعاون الإسلامي وهي تدين بأشد العبارات محاولة اغتيال عبد الله حمدوك، رفضها لهذا العمل الإرهابي الذي يستهدف الأمن والاستقرار خلال الفترة الإنتقالية في جمهورية السودان، وأكدت وقوفها إلى جانب حكومة السودان ودعمها في اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان أمن السودان واستقراره ووحدته الوطنية. ردة فعل أخرى لمحاولة الإغتيال الفاشلة أصدرها الاتحاد الأوروبي الذي تأسف إزاء هذا العمل وأكد مواصلة الاتحاد دعمه للحكومة السودانية. دول عدة أيضا أصدرت بيانات التشجيب والاستنكار من بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأثيوبيا. وقالت السفارة الأمريكية في السودان أنها تشعر بالصدمة والحزن إزاء الهجوم على موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة ستواصل دعم الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، معلنة تضامنها معه الشعب السوداني . من جانبه أدان السفير البريطاني بالخرطوم، عرفان صديق، محاولة الاغتيال. كما أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم اتصالا هاتفيا اطمأن خلاله على نظيره عبدالله حمدوك بعد تعرضه لمحاولة اغتيال. وعين حمدوك (65 سنة) رئيسا لوزراء السودان في أغسطس من العام الماضي، بعد أن أدت احتجاجات إلى عزل الرئيس عمر البشير في أبريل الماضي واستبداله بحكومة يقودها مدنيون. وتولى عبد الله حمدوك رئاسة مجلس الوزراء بمقتضى اتفاق بين "قوى إعلان الحرية والتغيير" في السودان. وعمل قبل ذلك أمينا عاما للجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة وخبيرا اقتصاديا وخبيرا في مجال إصلاح القطاع العام و الحوكمة و الإندماج الإقليمي وإدارة الموارد وإدارة الأنظمة الديمقراطية والمساعدة الانتخابية .