يواصل الصحراويون على المستويين الرسمي والشعبي والعديد من المنظمات والجهات الحقوقية عبر العالم، هبتهم التضامنية مع الاسرى المدنيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي منادين بضرورة وقف المغرب لممارساته التي ولدت معاناة عميقة لهؤلاء الأسرى خاصة في ظل تفشي فيروس "كورونا المستجد" بالمملكة ومطالبين في نفس الوقت بتدخل عاجل للمجتمع الدولي. وأمام تزايد المخاطر على وضع وحياة الأسري الصحراويين في ظل عالم كورونا ووسط لامبالاة تامة من قبل الاحتلال المغربي واستخدامه لأسلوب التمييز العنصري بحقهم، نظمت رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية ندوة اختارت لها عنونا -"جميعا من أجل إطلاق سراح أسرانا وحمايتهم من تهديد جائحة كورونا"- . وأبرزت الندوة، الحالة الكارثية والمأساوية التي يعيشها الأسرى المدنيين الصحراويين البالغ عددهم 45 أسيرا مدني في مراكز احتجاز مختلفة داخل المغرب، و بالأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، في غياب الشروط والواجبات الأساسية التي ينص عليها القانون الدولي. جائحة كورونا ..تزايد المخاطر ولا مبالاة الاحتلال وأصدرت الندوة صرخة إلى العالم للتحرك عاجلا والضغط على الدولة المغربية لوقف سياسة الاعتقال السياسي الممنهج ضد النشطاء الصحراويين، والعمل على إيجاد آليات دولية مستقلة كفيلة بضمان حقهم في المحاكمة العادلة. كما تم التأكيد على أن هذه الممارسات المتواصلة للاحتلال المغربي "تعرقل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وخاصة الحق في التعبير الحر عن مواقفه السياسية والحقوقية". الندوة تناولت مجموعة من التجاوزات القانونية الأخرى ضد الأسرى المدنيين الصحراويين بمراكز الاحتجاز"بإيعاز من الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والعسكرية للنظام الاحتلال المغربي"، مثل سوء المعاملة واستخدام القوة المفرطة من قبل موظفي مراكز الاحتجاز والعزل في الزنازن الانفرادية، ومنع ومصادرة الحاجيات الخاصة بالأسرى خارج نطاق القانون، وكذا الحرمان والمنع من الحق في الاتصال والتواصل مع العالم الخارجي ومن الحق في الدراسة والتحصيل العلمي. وفي صورة أخرى للدعم والمساندة الأسرى المدنيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي نظمت اليوم الثلاثاء جمعية "طموح" وقفة تضامنية بدائرة امكالا بولاية العيون المحتلة، عبرت من خلالها عن تضامنها مع المعتقلين وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على النظام المغربي لاطلاق سراحهم خاصة بعد الحديث عن انتشار وباء كورونا في السجون المغربية. إلى ذلك تتواصل حملة الفريق الإعلامي الصحراوي "ايكيب ميديا" الدولية للإفراج عن الأسرى المدنيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي التي يعيشون بها ظروفا جد صعبة مع خطر إصابتهم بعدوى فيروس كورونا الذي ولج سجونا مغربية عدة ويهدد أخرى. وفي تصريح مصور بثته مؤخرا بالتزامن مع بثه في الحساب الرسمي "ايكيب ميديا"، قالت النائبة في البرلمان الأوربي ايدويا بيانويبا رويث، أن العالم وهو يواجه وباءا قاتلا دفع الأممالمتحدة إلى التحرك ومطالبة أعضاءها بالإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وهو ما يدفعني للانضمام إلى حملة ايكيب ميديا الدولية للإفراج عن الأسرى الصحراويين. من جهتها عبرت الأمينة العامة لبوديموس في الأرخبيل الكناري والنائبة في البرلمان الجهوي نويمي سانتانا عن دعمها المطلق للشعب الصحراوي وإدانة ما يتعرض له المعتقلين السياسيين الصحراويين و دعت المحتل المغربي الإفراج الفوري والغير مشروط عنهم. للإشارة لا زالت العديد من الشخصيات في عالم السياسة والأدب والفن تنظم إلى حملة يكيبيديا. تنديد بالقمع المغربي في الأراضي الصحراوية المحتلة وضمن المحاولات الرامية إلى الاستجابة لاستغاثة الأسري الصحراويين من داخل زنازن الاحتلال، قامت النائبة في البرلمان الأوروبي عن مجموعة اليسار الموحد، ساندرا بيريرا، بإستوقاف المفوضية الأوروبية بشأن الإجراءات التي تعتزم اتخاذها لحماية المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة من جائحة "كورونا" في ضوء الانتشار الرهيب للفيروس داخل المغرب. كما طالبت، عضو الحزب الشيوعي البرتغالي، بمعرفة التدابير المزمع إتخاذها من قبل المفوضية الأوروبية كدعم مباشر للشعب الصحراوي وعما إذا كانت قد باشرت الاتصال مع جبهة البوليساريو بصفتها ممثل للشعب الصحراوي وكذا مع ممثلي بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، لضمان حقوق الصحراويين في جميع الأراضي وبالسجون المغربية. وحذرت بيريرا من خطر تطور الجائحة، بالنظر إلى "قلة الموارد المادية والبنية التحتية والاقتصادية وكذا الأجهزة الطبية والتقنية للتصدي لعواقب هذا الفيروس"، ما من شأنه أن يهدد حياة المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة وداخل السجون المغربية. وفي معرض سؤال مكتوب، أوضحت عضو الحزب الشيوعي البرتغالي، أن "طبيعة المنطقة ومناخها ومحدودية فرص حصول السكان المحليين على الموارد وحقوق الإنسان تعني أن تدابير النظافة والتباعد الاجتماعي والتدخلات الصحية ليست مجدية، مما يخلق الظروف المؤدية للإصابة بهذا الفيروس الذي لا يمكن التنبؤ بآثاره في أراضي مشحونة على نحو متزايد بالقمع والاحتلال الاستعماري من قبل المملكة المغربية التي أصبحت أشد قسوة".