أكد السفير الصحراوي المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي, أبي بشراي البشير, أن استمرار "الرهان الخاطئ على الاحتلال المغربي, يظهر أن بعض الدول الأوروبية لم تتمكن حتى الآن من قراءة تاريخها الاستعماري بشكل صحيح", مبرزا أن جبهة البوليساريو هي حركة تحرير وطني بدون أي توجه أيديولوجي معين، هدفها المقدس تحرير الصحراء الغربية. وأوضح أبي بشراي البشير في بيان صحفي بمناسبة الذكرى ال 47 لتأسيس جبهة البوليساريو, نقلته وكالة الأنباء الصحراوية (واص), أن تمديد الاتفاقات الاقتصادية في عام 2019 و التي تشمل موارد الصحراء الغربية ضد قرارات محكمة العدل الأوروبية, وكذلك الدعم غير المشروط للعديد من البلدان الأوروبية في المغرب في سياسته لعرقلة جهود الأممالمتحدة, هو دليل قاطع على عدم استلهام بعض الدول الاوروبية من تاريخها الاستعماري. وأضاف المسؤول الصحراوي, انه "لا يمكن لأوروبا أن تدعي أنها أسست اتحادها على أساس تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والحرية, وفي الوقت نفسه نسيانها عندما يتعلق الأمر بأرض مثل الصحراء الغربية, الإقليم المحتل عسكريا منذ 45 عامًا, حيث يشارك الاتحاد الأوروبي في نهب موارده, ويساهم في تأخير حل النزاع بتلك الطريقة, في الوقت الذي ترتكز إمكانيته حله بشكل دقيق وأساسي على تطبيق القانون الدولي على النحو الذي أوصت به الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والمحكمة العدل الدولية ومحكمة العدل الأوروبية". وشدد -عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو- على انه أمام العقبات المتعددة التي تقف في طريق السلام في الصحراء الغربية, وبالتالي في منطقة شمال إفريقيا, فان جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي "لن يتنازلا أبداً عن الحقوق المعترف بها دولياً والمؤكدة تاريخيا و غير قابلة للتصرف أو للتقادم". وأضاف في هذا الصدد, أن جبهة البوليساريو- التي شهدت حربا- "تعرف قيمة السلام وستراهن عليها طالما كان ذلك ممكنا. كما تظل على يقظة واستعداد لاتخاذ أي قرار ضروري للحفاظ على حق شعبها في العيش بسلام على أرض أسلافه". و أشار البيان, إلى أنه "وبعد مرور 47 عاما على تأسيس جبهة البوليساريو, الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي الذي أوكل إليها في عام 1973 التفويض التاريخي لقيادة كفاحها التحرري, كحركة تحرير وطني بدون أي توجه أيديولوجي معين باستثناء هدف تحرير الصحراء الغربية المقدس والمشترك لشعب بأكمله, فإن شعبنا لديه اليوم كل الأسباب للاحتفال وتقدير الإنجازات والفتوحات التي تتم تحت رعاية البوليساريو, والمعارك التي تخوضها بعزم على عدة جبهات لدعم اختيار الصحراويين وتعلقهم بالحرية والاستقلال". كما لفت أبي بشراي إلى أن جبهة البوليساريو, "وفي الوقت الذي انخرطت فيه في المعركة الدبلوماسية, حيث تواجه خصمًا يتجاهل القانون والشرعية الدولية, وينتهك أبسط حقوق الإنسان للصحراويين على مرأى ومسمع من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ككل, نجحت في خلق الاستثناء بين جميع حركات التحرير, من خلال إرساء الأسس الراسخة للدولة الصحراوية في المنفى". و استطرد, "على الرغم من الظروف الصعبة, تواصل جبهة البوليساريو تقديم جميع الخدمات لمواطنيها بكفاءة في كافة الأمور المتعلقة بالتعليم والصحة وتعزيز حرية ومكانة المرأة والفصل بين السلطات, وإضفاء الطابع الديمقراطي على الحياة السياسية في مخيمات اللاجئين وفي المناطق المحررة. كما أصبحت من جهة لاعباً إقليمياً أساسياً في أمن و استقرار منطقة شمال غرب إفريقيا في مواجهة سياسة المغرب، لاسيما ممارساته المزعزعة للاستقرار المرتبطة بتهريب الممنوعات، ودعم إرهاب المخدرات في المنطقة". و جدد السفير الصحراوي المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي في بيانه، احترام جبهة البوليساريو لالتزاماتها الدولية، محذرة من تداعيات توقف عملية السلام منذ استقالة هورست كولر (المبعوث الاممي), و تخلي مجلس الأمن عن الديناميكية التي سجلت عام 2018 و عام 2019 منذ قراره الأخير 2494 (2019), و التي قادت الصحراء الغربية إلى "مفترق طرق تاريخي أكثر من أي وقت مضى بين السلام الدائم، من خلال الممارسة الديمقراطية للحق في تقرير المصير، أو منزلق التصعيد والمواجهة.