أكد الوزير الأول, عبد العزيز جراد, أن مشروع تعديل الدستور هو "استجابة لإرادة الشعب" التي عبر عنها في 22 فبراير 2019 من خلال حراكه المبارك الأصيل الذي "وضع حدا لأخطاء وانحرافات خطيرة". ولدى تقديمه لمشروع القانون المتضمن تعديل الدستور أمام نواب المجلس الشعبي الوطني في جلسة علنية قال السيد جراد أن "هذا الدستور هو استجابة لإرادة الشعب التي عبر عنها في 22 فبراير 2019 من خلال حراكه المبارك الأصيل الذي وضع حدا لأخطاء وانحرافات خطيرة التي كادت أن تقوض أركان الدولة الوطنية ومؤسساتها وتزعزع التماسك الوطني". كما شدد الوزير الأول على أن هذا الدستور هو "قطيعة تامة مع ممارسات الماضي, ينسجم مع متطلبات بناء الدولة العصرية ويلبي مطالب الحراك الشعبي", مطمئنا في هذا الشأن بحرص رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, على أن يكون هذا النص في صيغته الجديدة "توافقيا" في مرحلة إعداده على أوسع نطاق من خلال تمكين مختلف الأطياف الشعبية وصناع الرأي العام, كما قال, من "مناقشته طيلة أكثر من أربعة أشهر بالرغم من القيود التي فرضتها الأزمة الصحية" نتيجة تفشي فيروس كورونا. ولفت الوزير الأول النظر الى ان مشروع التعديل الدستوري يرمي إلى بناء "دولة ديمقراطية وعصرية, قوامها التداول على السلطة والعدالة والاحترام التام للحقوق والحريات", و هي الدولة التي حلم بها, كما ذكر, "شهداؤنا الأبرار ومجاهدونا الأخيار الذين ضحوا لأجلها بالغالي والنفيس". وقال السيد جراد أن اختيار التاريخ الرمز للفاتح من نوفمبر لإجراء الاستفتاء حول هذا الدستور يعد مناسبة أخرى "للم شمل الشعب بكل أطيافه وتوجهاته ورسم معلم جديد لبناء مستقبله". اقرأ أيضا : جراد: مشروع تعديل الدستور يجسد التزامات رئيس الجمهورية في بناء "جمهورية جديدة" كما أكد الوزير الأول أن هذا المشروع يأتي استجابة لتطلعات الشعب الجزائري في "بناء دولة ديمقراطية حقيقية, تجعل الجزائر في منأى عن الانحرافات الاستبدادية والتسلطية وتكون قادرة على رفع التحديات الكبيرة" التي يفرضها الواقع الوطني والتطورات الملحوظة على المستوى الدولي, والتي أصبحت "لا ترحم الدول الضعيفة". وأشار السيد جراد الى أن نص الدستور المعدل يكرس كذلك تمسك الجزائر بانتمائها الحضاري الإسلامي والعربي والأمازيغي وبتاريخها وتراثها ومكتسباتها التي شيدت عبر العصور, لافتا الى أنه سيشكل, في نفس الوقت, "محطة جديدة في الانطلاق في مسار بناء دولة عصرية في خدمة المواطن, تستمد قوتها من إرادة الشعب". وبعدما أوضح بأن هذا النص الذي تمت المصادقة عليه بالأغلبية من طرف نواب المجلس الشعبي الوطني يؤسس لفصل حقيقي بين السلطات, قال السيد جراد أنه سيسمح للشعب أن يلتف حوله ويحرص مباشرة وعبر مؤسسات جمهوريته الجديدة على "تنفيذ أحكامه واحترامها, (....), بل إحداث نقلة نوعية على الحكامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد", فضلا عن تعزيزه "للوحدة الوطنية وجعلها في منأى عن أي مناورات".