ترك رحيل عالم الاجتماع و المؤرخ عبد المجيد مرداسي مساء الخميس حالة من الأسى و الحزن وسط العديد من الشخصيات و المواطنين بمدينة قسنطينة التي يعد أحد أبنائها البارزين بعد أن وافته المنية عن عمر ناهز 75 عاما على إثر مرض عضال. وبرأي بعض أصدقائه و أقاربه, فإن "الفقيد كان يحمل قسنطينة في قلبه و أن الجزائر كانت تسكن دائما جسده" و ذلك من خلال ارتباط عميق كان يظهره بقوة في الكثير من أعماله و مساهماته في مجالات التاريخ و الأدب و المسرح و الموسيقى و السينما و حتى في الرياضة. وقال البروفيسور عبد الحميد أبركان في تصريح ل/وأج و هو جد متأثر بعد سماعه خبر رحيل عبد المجيد مرداسي الذي يعتبره "أخا و رجلا بمعنى الكلمة و الملتزم و الشجاع" : "إنها خسارة كبيرة لمدينة قسنطينة و للجزائر." وأضاف البروفيسور أبركان في شهادته عن الفقيد : "إنه رجل ذي ثقافة واسعة", مذكرا كذلك بأخلاق فقيد قسنطينة الذي كان "شخصية تحظى بالاحترام و التقدير و المحب كثيرا للثقافة و الموسيقى و الكريم و المتواضع." وقال أيضا : "كان عبد المجيد مرداسي وطنيا يحب مدينته و بلاده. كما كان ينظم بلا هوادة لقاءات و يبادر من أجل تنشيط المشهد الثقافي." وبحسرة كبيرة وصف, من جهته, مولود بن سعيد الشخصية الثقافية المعروفة بقسنطينة و المقرب من الفقيد بأن عبد المجيد مرداسي "شخصية لامعة و مولع بالفن و الثقافة و لا يكف عن معرفة ما أمكن عن التراث الثقافي القسنطيني و الوطني." وأضاف : "كان الراحل مثقف من طراز رفيع و دافع بلا هوادة عن الثقافة و الموسيقى القسنطينية و كذلك عن تاريخها". اقرأ أيضا : وفاة المؤرخ والبروفسور عبد المجيد مرداسي: قوجيل يعزي عائلة الفقيد من جانبه, أبرز توفيق بن زقوطة رئيس جمعية أصدقاء قسنطينة الأخلاق و الثقافة العالية التي كان يتمتع بها الفقيد و ذلك بإجماع أصدقائه و أقاربه الذين يشهدون كذلك بأن "زوجته كانت دائما حاضرة بجانبه و في كل الظروف." للتذكير, فإن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد بعث برقية تعزية و مواساة إلى عائلة الفقيد عبد المجيد مرداسي الذي وافته المنية يوم الخميس نوه فيها بإسهاماته في إثراء عالم الفكر والتاريخ. كما نوه فيها ب"إسهامات البروفيسور الراحل والأستاذ الجامعي المرموق في إثراء عالم الفكر والتاريخ, متضرعا إلى العلي القدير أن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله جميل الصبر والسلوان." بدوره, نشر الوزير الأول عبد العزيز جراد رسالة تعزية على حسابه "تويتر" عبر فيها عن تأثره العميق أمام هذا المصاب الجلل. كما عبر المؤرخ بن يامين سطورا, المقرب من الفقيد على حسابه على "الفايسبوك", عن "بالغ حزنه" لرحيل "أخيه و و صديقه المؤرخ القدير عبد المجيد مرداسي." وقد ترك الكاتب و عالم الاجتماع و المؤرخ البروفيسور عبد المجيد مرداسي عديد الأعمال التي ألفها حول تاريخ مدينة قسنطينة و حرب التحرير الوطنية, من بينها "قاموس الموسيقى و الموسيقيين بقسنطينة" "و "الوظيفة الرئاسية في الجزائر" و "الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية, عهدة تاريخية (19 سبتمبر 1958- 3 أغسطس 1962)" و "نوفمبر 1954 من التمرد إلى حرب الاستقلال" و غيرها. ومن بين مؤلفات الراحل عبد المجيد مرداسي كذلك "العثور على المفاتيح" (2015) و هو عمل يحكي فيه عن طفولته بقسنطينة. وقد ووري جثمان الفقيد الثرى بعد ظهر يوم الجمعة بقسنطينة بالمقبرة المركزية للمدينة.