أعربت سلطة ضبط السمعي-البصري, يوم الأربعاء في بيان لها, عن استهجانها ل"التلاعب بالصورة" الذي تضمنه محتوى الربورتاج الذي بثته القناة الفرنسية "6M" تحت عنوان "الجزائر بلد كل الثورات", معتبرة ذلك "ممارسات غير مقبولة مهنيا" وتشكل "خرقا صارخا لأخلاقيات المهنة بإجماع دولي". وسجلت السلطة "استهجانها للتلاعب بالصورة" الذي تضمنه هذا الربورتاج, مؤكدة على أنه "من باب واجبها استنكار استهداف ميثاق حماية الطفولة والمراهقين الذي يعتبر المعيار الأخلاقي الذي يحكم نشاط السمعي-البصري, وهو ما تم اختراقه من طرف هذه القناة باستخدامها لصور من الحراك الشعبي ومن مختلف مظاهر الحياة اليومية". ولفتت إلى أن "هذا التلاعب مجّرم طبقا لميثاق مبرم ومصادق عليه مع المجلس الأعلى السمعي-البصري الفرنسي ومتعلق بتدخل القصر في إطار الحصص التلفزيونية في مداولة بتاريخ 17 أبريل 2007 من قبل هذه القناة إلى جانب قنوات فرنسية أخرى". وبعد أن أشارت إلى أن "هذه الممارسات ومثلها, غير المقبولة مهنيا, وتشكل في كل الأحوال خرقا صارخا وبإجماع دولي", أكدت سلطة ضبط السمعي-البصري على أن هذه البرامج "يجب أن تخضع لأخلاقيات المهنة ومتطلبات العمل في إطار احترام الخدمة العمومية". اقرأ أيضا : وزارة الاتصال ترفع دعوى ضد القناة الفرنسية "M6" (أم 6) وأضافت في ذات الإطار بأن هذه المبادئ الأساسية "لا يمكن بأي حال من الأحوال خرقها باسم حرية التعبير", لكونها قد "كرسها القانون الدولي والقانون الأوروبي, لاسيما التعليمة الأخيرة للبرلمان والمجلس الأوروبي, بالإضافة إلى التشريع الداخلي لكلا البلدين". كما توقفت أيضا عند ردود الفعل المتواصلة حول هذا الربورتاج والتي "تترجم أساسا الامتعاض العام الجزائري", يضاف إليها "الانتقاد الشديد من طرف النقاد والمختصين الفرنسيين في مجال السمعي البصري لمحتوى الربورتاج المجانب لأخلاقيات المهنة و المحرف للحقيقة والمروج لنظرة غير موضوعية صممها معدو الربورتاج, ولعل أبرزهم منشط برنامج "touche pas à mon poste " الذي يبث برنامجه على قناة C8", مثلما جاء في ذات البيان. وخلصت سلطة ضبط السمعي-البصري إلى التأكيد على أن المؤسسات تبقى "ساهرة على ضمان هذه المبادئ واتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الظروف".