جدد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالمجتمع المدني و الجالية بالخارج السيد نزيه برمضان اليوم الخميس من تيبازة التأكيد على توفر إرادة سياسية قوية لترقية أداء المجتمع المدني و مرافقتها و جعلها شريك أساسي لإحداث التغيير المنشود في إطار شراكة مسؤولة و فعالة. وأوضح مستشار رئيس الجمهورية في لقاء جمعه اليوم بأعضاء المجتمع المدني بقاعة المحاضرات لولاية تيبازة، أن التعبير عن عزم الدولة و إرادتها القوية في إشراك المجتمع المدني و ترقيته و مرافقته كفاعل جوهري-- اي المجتمع المدني-- في أي إقلاع إقتصادي و اجتماعي و تنموي هي حقيقة و ليست شعار. إقرأ أيضا: برمضان: الجزائر الجديدة تبنى بالشراكة مع المجتمع المدني و يتعلق الأمر --حسب السيد برمضان-- بضرورة تحقيق هدف أساسي يتمثل في الانتقال من عمل جمعوي كلاسيكي من خلال تلقي الإعانات و تنظيم نشاطات غير مجدية إلى عمل جمعوي إحترافي و مؤسساتي. و قال في هذا السياق، ان دعم الدولة للمجتمع المدني من خلال تقديم الإعانات المالية لن يتوقف شرط أن يتم من منطلق مدى جدية و نجاعة المشاريع التي تقدمها الجمعيات و المنظمات في خدمة المواطن و الوطن و ليس على أساس المحاباة و المحسوبية. و لن يتسنى تحقيق الانتقال المذكور سابقا--يتابع السيد برمضان-- إلا بإستحداث منصة رقمية تضم عدة محاور و منها مدى إعتماد المجتمع المدني على الأدوات الحديثة في العمل على غرار التسويق لمشاريعها و كذا الاهتمام بمحور التكوين على أن يتم تجميع كل تلك المعطيات و تكون على شكل لوحة قيادة تسمح بإجراء تقييم شامل و موضوعي لأداء المجتمع المدني و تاتي من ثمة مرافقة الدولة من خلال ذلك التقييم الدوري للنشاطات. كما دعا السيد برمضان أعضاء المجتمع المدني الذين شاركوا في اللقاء إلى ضرورة العمل على تنظيم أنفسهم و تكتلهم في شكل هيئة ولائية تضم جميع الفاعلين في المجتمع المدني محليا تجسيدا للتواصل و تنسيق الجهود حتى يتسنى لهم رفع الانشغالات للمسؤولين بأكثر قوة و بعث مشاريع مشتركة تكون أكثر نجاعة و فعالية. و رافع في هذا الصدد من اجل مسودة المشروع التي أولت للمجتمع المدني أهمية خاصة خلافا للدساتير السابقة و هي "سابقة تترجم قناعة رئيس الجمهورية بأهمية الدور المحوري الذي يمكن للمجتمع المدني أن يلعبه لتحقيق الرفاهية و الازدهار في شتى مجالات الحياة"-- يقول السيد برمضان. إقرأ أيضا: المجتمع المدني هو "المدافع الأول" عن مشروع تعديل الدستور ولذلك، مطلوب من المجتمع المدني، المرشح مستقبلا لتبوء مكانة اساسية للتجنيد اكثر-- حسب السيد برمضان، مستدلا في هذا الشأن بتأكيد رئيس الجمهورية خلال آخر لقاء له بالولاة على أن المجتمع المدني يعد حليف أول للاستقرار و هي رؤية تعبر عن النظرة المستقبلية لرئيس الجمهورية. و دعا في هذا الصدد إلى التجند أكثر و تقديم التضحيات على اعتبار أن العمل الجمعوي هو في آخر المطاف "قناعة" تتطلب الكثير من الجهد. وأضاف أن، الديمقراطية التشاركية التي تعمل الجزائر على بنائها--و هي في مراحلها الأولى-- تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، ليست شعارات رنانة مثلما كانت سابقا بل هي رؤية مبنية على أسس علمية سيتم تدعيمها بأدوات قانونية تسمح بمرافقة المجتمع المدني بنجاعة من جهة، و تسمح للمجتمع المدني من جهته، بمساهمة فعالة لبناء اقتصاد وطني. و في هذا الخصوص، قال السيد برمضان أن ولاية تيبازة التي ينتظرها مستقبل اقتصادي زاهر و واعد لا يمكن له أن يتحقق بدون إشراك المجتمع المدني المطالب بالتجند أكثر لمرافقة تجسيد المشروع الاستراتيجي المتمثل في الميناء التجاري الحمدانية بشرشال مؤكدا أن رئيس الجمهورية يتابع شخصيا الافاق الاقتصادية الواعدة لولاية تيبازة. و تخلل اللقاء مناقشات ثرية نشاطها اعضاء المجتمع المدني بولاية تيبازة تمحورت إجمالا حول مشكل التواصل مع الإدارات و المسؤولين و كذا عدم الاستفادة من مقرات و ثقل وتيرة الحصول على الاعتمادات بالنسبة للجمعيات قيد التأسيس إلى جانب تقديم بعض الرؤى و الاقتراحات الخاصة بمستقبل عمل المجتمع المدني.