أرجعت العديد من الاطراف الدولية يوم السبت, توتر الاوضاع في منطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية في اعقاب الاعتداء العسكري المغربي على المدنيين العزل في خرق لإتفاق وقف إطلاق النار, إلى تماطل الأممالمتحدة في تنفيذ مخطط السلام في المنطقة لا سيما الشق الخاص بتنظيم استفتاء تقرير المصير الذي اعتبروه الحل الوحيد للتسوية. وأثار العدوان المغربي السافر على المدنيين العزل في منطقة منزوعة السلاح الكركرات, استنكارا واسعا من دول وهيئات ومنظمات دولية حيث أعرب الاتحاد الافريقي على لسان رئيس مفوضيته موسى فقي محمد عن "انشغاله العميق" إزاء تدهور الأوضاع في الصحراء الغربية لا سيما في منطقة الكركرات والتهديدات الخطيرة بخرق وقف إطلاق النار الساري منذ عام 1991" الموقع بين طرفي الصراع جبهة البوليساريو والمغرب تحت إشراف الأممالمتحدة. كما أعربت جمهورية فنزويلا عن "بالغ انشغالها" من هذا العدوان ودعت على لسان وزير خارجيتها خورخي أريزا, إلى ايجاد حل سريع للنزاع بين الجمهورية العربية الصحراوية والمغرب", مشددة على ضرورة تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية والذي اعتبره "المخرج الوحيد للازمة ويجنب بالتالي المنطقة تداعيات الحرب". وذهب البرلمان الاوروبي من خلال سبعة عشر (17) برلمانيا للدعوة هو الآخر لضرورة ضمان تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية وتحمل مسؤولياته القانونية تجاه الشعب الصحراوي. كما أرجع من جهته رئيس منظمة "عدالة" البريطانية أحمد يداسي, التوتر في منطقة الكركرات الى تماطل الاممالمتحدة وتأخرها في تنفيذ قراراتها بشأن تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية" وهو الامر الذي دفع -حسبه- الشعب الصحراوي الى فقدان الامل في المنظمة الاممية, وإذ ترى المنظمة ان الحل الوحيد لتتدارك الاوضاع يكون من خلال تنفيذ قرارات الاممية ذات الصلة لا سيما ما تعلق منه بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. ومن السويد أدانت الرابطة الدولية للشباب الإشتراكي الديمقراطي العدوان المغربي على المتظاهرين السلميين وقالت"إن الشعب الصحراوي محبط وغاضب نتيجة استمرار الاحتلال الاستعماري للمنطقة وفشل الأممالمتحدة في تنفيذ القانون الدولي وتنظيم استفتاء على تقرير المصير, في مقابل ذلك يواصل المغرب نهب الموارد الطبيعية الصحراوية وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة". اما اسبانيا التي يحملها الطرف الصحراوي مسؤولية الاحتلال الذي يعاني منه اليوم, فلم تخف انشغالها ازاء التطورات رأت في العودة الى المفاوضات حلا للتوصل الى تسوية لقضية الصحراء الغربية. وبدورها دعت الجمهورية الإسلامية الموريتانية, إلى التحلي بضبط النفس وتغليب منطق الحكمة, كما أهابت بكل الفاعلين للسعي إلى الحفاظ على وقف اطلاق النار الموقع بين الطرفين, المغرب وجبهة البوليساريو تحت رعاية أممية, في سبتمبر 1991 والعمل على ايجاد حل توافقي عاجل للأزمة وفقا لآليات الأممالمتحدة, يحفظ مصالح الأطراف ويجنب المنطقة مزيدا من التوتر. هذا وكانت تطورات الاوضاع في الكركرات محل اهتمام كبير من الاعلام الدولي وسلطت في هذا الشأن صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية الضوء على الاوضاع في المنطقة مؤكدة في احد مقالاتها أن اطلاق المغرب لعملية عسكرية في منطقة عازلة تسيطر عليها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية, "يزيد من حدة التوتر" في المنطقة و "يهدد وقف إطلاق النار الموقع لما يقرب من ثلاثة عقود. اقرأ أيضا : الكركرات: غوتيريش يحذر من عواقب الأحداث على مستقبل عملية السلام في المنطقة التأكيد على مواصلة دعم نضال الشعب الصحراوي الى غاية استرجاعه كامل حقوقه شكل الاعتداء المغربي على منطقة الكركرات فرصة جديدة ليعبر احرار العالم على تضامنهم من جديد مع نضال الشعب الصحراوي المشروع. ومن الجزائر باعتبارها عضو مراقب في المفاوضات التي تجريها الاممالمتحدة بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) الى جانب موريتانيا والتي تدافع استنادا لعقيدتها عن حقوق الشعب في تقرير المصير والاستقلال عبرت من خلال الطبقة السياسية والمجتمع المدني عن استنكارها الكبير للعدوان المغربي على المنطقة مجددة تضامنها مع الشعب الصحراوي في المطالبة بحقوقه المشروعة. وسجل في هذا الاطار حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) اليوم, ب"استنكار كبير" الاعتداء المغربي على المدنيين الصحراويين بمنطقة الكركرات بالأراضي الصحراوية, معبرا عن قلقه "المتزايد" حول الوضع في الكركرات و"العدوان" على الجمهورية العربية الصحراوية أرضا وشعبا. كما استنكر رئيس حركة الاصلاح الوطني, فيلالي غويني, "بشدة " العدوان المغربي على المدنيين الصحراويين داعيا الى ضرورة الشروع الفوري في جدولة استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي, دعا الى التحرك في اطار الدبلوماسية البرلمانية والشعبية لفرض على الحكومات التحرك "لجدولة استفتاء تقرير المصير الذي سينهي المشكلة ويرجع الحقوق لاصحابها بشكل دائم. وجدد من جهته التحالف الوطني الجمهوري, التذكير بموقفه المبدئي المتمثل في دعمه "اللامشروط" لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره معربا عن مخاوفه من "الانعكاسات الخطيرة لهذه الانتهاكات واستمرار حالة الجمود الذي تعرفه بعثة المينورسو على أمن واستقرار منطقتنا على وجه التحديد, وكذا الأمن والاستقرار في حوض البحر الابيض المتوسط عموما". أما الجمعية الفرنسية لأصدقاء الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية جددت "دعمها التام" للشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الاستقلال داعية السلطات العليا في البلاد المقربة جدا من المملكة المغربية لتعديل موقفها لأنه الطريقة الوحيدة لإيجاد حل سياسي يحترم حق تصفية الاستعمار و يتجنب العودة الى الحرب". ومن جهته, استنكر اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي , استمرار المغرب احتلاله لأجزاء من الصحراء الغربية ومنعه الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير في خرق تام للقانون الدولي, داعيا كل المنظمات الشقيقة لتوعية شعوبها حول حقيقة هذا الاحتلال ومضاعفة التضامن مع قضية الصحراء الغربية. وأعرب الإتحاد في بيان له اليوم السبت, عن "استنكاره لاستمرار احتلال السلطات المغربية للصحراء الغربية والذي يمنع الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير في خرق واضح لقرارات الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي ذات الصلة" وذلك عقب العدوان العسكري المغربي يوم امس الجمعة على المتظاهرين السلميين في منطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية.