توالت ردود الفعل العربية والدولية المرحبة بتشكيل حكومة كفاءات يمينة جديدة برئاسة معين عبد الملك, كخطوة مهمة في سبيل التوصل لتسوية سياسية شاملة للأزمة في هذا البلد. و أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الجمعة ب "صدور قرار جمهوري يقضي بتشكيل حكومة يمنية جديدة وتسمية أعضائها بناءا على مخرجات الحوار واتفاق الرياض", الموقع في 5 نوفمبر 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. وأعلنت الرئاسة اليمنية عن تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرا, مناصفة بين الشمال والجنوب, بموجب اتفاق الرياض. وجاء تشكيل هذه الحكومة وتسمية أعضائها استناداً إلى المرجعيات الثلاث: مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية, ومخرجات الحوار الوطني الشامل, وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وبصفة خاصة القرار رقم 2216. وقال رئيس الحكومة اليمنية الجديدة, معين عبد الملك, في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر" أن "الحكومة المعلنة أمام مسؤوليات تاريخية ومهام عاجلة وشاقة تستدعي العمل الجاد والحازم والرؤية الوطنية الواسعة والبرنامج السياسي والاقتصادي الواضح والسليم والإرادة الصلبة لاستكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار وبناء المؤسسات وتنمية الموارد ومواجهة الفساد وتحسين الخدمات". ورحب رئيس البرلمان العربي, عادل بن عبد الرحمن العسومي, بإعلان تشكيل حكومة الكفاءات السياسية اليمنية الجديدة, استكمالاً لتنفيذ بنود اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي, وذلك بعد أن تم تنفيذ الترتيبات العسكرية في الاتفاق. وأكد العسومي على "أهمية هذه الخطوة المحورية والتاريخية في استعادة الأمن والاستقرار بالجمهورية اليمنية, وتوحيد الصف اليمني وتفعيل مؤسسات الدولة, وتهيئة الأجواء أمام الحكومة الجديدة في تنفيذ المشروعات التنموية في المناطق المُحررة, بما يعود بالنفع على الشعب اليمني الشقيق والتخفيف من معاناته". وأشاد بحرص "الأطراف اليمنية مٌمثلة في الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي على تغليب المصلحة الوطنية وإعلاء مصلحة الشعب اليمني وتحقيق تطلعاته نحو إنهاء الأزمة الممتدة في البلاد سعيًا لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المنشودة". اقرأ أيضا : اليمن يطالب بوضع حد لجماعة الحوثي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن من جهتها, أعربت مصر عن ترحيبها بما تم الإعلان عنه من تشكيل حكومة كفاءات سياسية يمنية تنفيذًا لبنود اتفاق الرياض, وذلك في أعقاب الانتهاء من ترتيبات الشق العسكري منه, وبما يُمثله ذلك من خطوة مهمة في سبيل التوصل لتسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية. وثمن السفير أحمد حافظ, المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية - في بيان صحفي امس - جهود السعودية في رعاية تنفيذ اتفاق الرياض ومواصلة دعم جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية, مشيدا بحرص الأطراف اليمنية, مٌمثلة في الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي على إعلاء مصلحة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق نحو إنهاء الأزمة الممتدة في البلاد سعيًا لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المنشودة. المملكة العربية السعودية هي الاخرى, حييت تنفيذ الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لاتفاق الرياض وتشكيل حكومة كفاءات سياسية. وثمنت وزارة الخارجية السعودية في بيان "حرص الاطراف اليمنية على إعلاء مصلحة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه لاعادة الامن والاستقرار" مضيفة "أن تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الازمة اليمنية". كما اعربت الإمارات بدورها عن أملها في أن تكون هذه خطوة على طريق تحقيق حل سياسي وتسريع الدفع بمسارات إنهاء الأزمة اليمنية. وشددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية - في بيان لها على أهمية تكاتف القوى اليمنية وتعاونها وتغليب المصلحة الوطنية العليا للتصدي للمخاطر التي تتعرض لها اليمن. دوليا, رحب المبعوث الأممي مارتن غريفيث, بتشكيل الحكومة قائلا "هذه خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار وتحسين مؤسسات الدولة ورفع مستوى الشراكة السياسية" مضيفا أنه يجب القيام بمزيد من العمل لإشراك المرأة اليمنية في الحكومة ومناصب صنع القرار. واعتبرت الولاياتالمتحدة أنها خطوة "تساعد على تحقيق التقدم والسلام لجميع اليمنيين",وذلك في بيان مقتضب صادر عن السفير الأمريكي باليمن كريستوفر هنزل, نشرته سفارة واشنطن عبر حسابها بموقع فيسبوك. الصين بدورها وصفت الخطوة ب "الانجاز العظيم". وقالت السفارة الصينية لدى اليمن في تغريدة عبر تويتر :"نعتقد أن هذا الانجاز العظيم سيساهم في تحقيق السلام بجنوب اليمن واليمن ككل، ويعيد الامل للشعب اليمني". من جهتها أشادت منظمة التعاون الاسلامي بتشكيل حكومة كفاءات سياسية في اليمن. وثمن الأمين العام يوسف العثيمين وفق تغريدة نشرها حساب المنظمة حرص الاطراف اليمنية على تنفيذ اتفاق الرياض للوصول إلى حل سياسي وإنهاء الازمة اليمنية, بما يحقق مصلحة اليمن ويعيد الامن والاستقرار. ومنذ أسبوع, بدأت القوات الحكومية وقوات "الانتقالي" انسحابا متبادلا من خطوط التماس في أبين, تنفيذا للشق العسكري من اتفاق الرياض الموقّع بين الجانبين في نوفمبر 2019. وأودى الصراع في اليمن بحياة 233 ألف شخص, وبات 80 بالمئة من السكان, البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة, يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم, وفق الأممالمتحدة.