احتضنت دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة اليوم الثلاثاء بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2971 العرض الشرفي لمسرحية "القربان الأخير لعروس المطر" للشاعر و الأديب عصام بن شلال الذي توج بجائزة "علي معاشي 2020" لرئيس الجمهورية الخاصة بالشباب المبدعين وسط حضور اقتصر على بعض الفنانين و الإعلاميين و السلطات المحلية المدنية و العسكرية بسبب التدابير الوقائية من تفشي جائحة كورونا . و وسط ديكور يرمز لحياة الفرد الأمازيغي قديما تروي هذه المسرحية التي أشرف على العرض الخاص بها علي عيساوي و أخرجها كريم بودشيش و تم إنتاجها من طرف دار الثقافة مالك حداد قصة الفتاة الأمازيغية "سيليا" (أدت دورها أمنية خالد محمد نوفل) التي تعيش هي و أمها و أخوها الصغير مع عمها الجشع (كريم بودشيش) الذي اتفق على تزويجها بمقابل مادي من أحد الكهنة الذي سيقدمها كقربان لإله المطر أنزار حتى ينزل الغيث. و بتوالي الأحداث تلتقي "سيليا" في اليوم الذي تم تحديده لتزف فيه عروسا للكاهن بالصياد الفينيقي الحكيم "قدموس" (تقمص دوره أسامة بودشيش) القادم إلى أرض الأمازيغ و روت له معاناة الفتيات الأمازيغيات اللواتي يقدمن كقرابين لإله المطر فقام بمساعدتها و تخليصها من ذلك المصير المشؤوم و كانت المفاجأة أن الغيث تساقط في تلك الليلة دون أن تقدم له أية قرابين. و أبرزت المسرحية التي استغرقت 40 دقيقة و عرضت وسط إنارة خافتة تخللتها إيقاعات موسيقية أمازيغية حملت توقيع الفنان و المغني و الكاتب المسرحي سليم سوهالي الذي هو أيضا محافظ مهرجان المسرح الأمازيغي بباتنة بأن تلك المعتقدات التي تقول بأن سقوط المطر مرتبط بتقديم القرابين ما هو إلا "نوع من الشعوذة و الخرافات". للإشارة لم يقتصر ديكور المسرحية على ركح دار الثقافة بل تم استخدام شاشة عملاقة كخلفية تبرز مشاهد تصويرية لممثلي العرض المسرحي في مواقع طبيعية تعطي انطباعا بأن الممثلين في الطبيعة وتضع المتفرج في حالة انسجام مع العرض.