قرر رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في الاتحاد الأفريقي الذين اختتموا، يوم الأحد، أعمال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لقمة الاتحاد، التطبيق الفعلي للاستراتيجية القارية المشتركة لمكافحة جائحة كوفيد-19 من خلال تعزيز موارد الصندوق الإفريقي للجائحة وإنشاء منصة إفريقية لاقتناء المعدات الطبية وتسريع الاختبارات . وأكد الإعلان الختامي للقمة , التي استمرت يومين, قرارات وتوصيات من بينها توحيد الجهود في مواجهة التحديات المرتبطة بتفشي جائحة كورونا، كما تعهد زعماؤه بالعمل على مواجهة انتشار فيروس كورونا، وتقوية مؤسسات الاتحاد بالاضافة الى مواجهة التحديات الامنية لبناء إفريقيا قوية . وأعلن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، فيليكس أنطوان تشيسكيدي، خلال الجلسة الختامية للقمة عن المصادقة على تقرير يتعلق بنشاط المبعوثين الخاصين للاستجابة ل كوفيد-19 وعلى العمل الذي قامت به فرقة العمل الإفريقية المنشأة حديثا لاقتناء اللقاحات . كما تم الاتفاق على تعزيز موارد الصندوق الإفريقي لفيروس كوفيد-19، وإنشاء منصة إفريقية لاقتناء المعدات الطبية وتسريع الاختبارات. وأضاف تشيسكيدي أن القمة التي انعقدت تحت شعار "الفنون والثقافة والتراث ..روافع من أجل بناء إفريقيا التي نريد" تبنت مبدأ تعزيز وتمكين المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من خلال منح المشرفين عليها الصلاحيات والسلطات الضرورية. وبالإضافة إلى التقرير الخاص بالتقدم المحرز في استجابة الاتحاد الإفريقي لوباء فيروس كورونا، تدارس رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء تنفيذ الإصلاح المؤسسي للاتحاد مع التركيز على التقرير المؤقت للرئيس الرواندي، بول كاغامي، بصفته قائدا لهذا الإصلاح. وتعهد رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، فيلكس تشيسكيدي، بالعمل على توحيد جهود القارة لتوفير لقاح كورونا لجميع الدول الأعضاء بشكل منصف، وفي الوقت المناسب، كما دعا إلى تضافر الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب. وتنطبق مخرجات القمة من أجل التصدي الى الجائحة مع مطالب الجزائر التي رافعت من أجلها في هذا التجمع الاقليمي . فقد دعا الوزير الاول, السيد عبد العزيز جراد , الذي مثل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في القمة , إلى ضرورة تعزيز التضامن الافريقي والعالمي وتوحيد الجهود المشتركة من أجل التصدي لجائحة "كوفيد-19" مع التشديد على ضرورة وصول الدول الفقيرة إلى اللقاح ضد هذا الوباء والخروج من هذه الأزمة الصحية وتجاوز أثارها . وبخصوص الاستراتيجية القارية لمجابهة الجائحة , قال السيد جراد في كلمته أن "نجاحها مرتبط بشكل وثيق بتعزيز التعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين لدول القارة", كما شدد على ضرورة توفير اللقاح بصفة عادلة ومنصفة بين دول القارة الافريقية. وفي هذا السياق , سجل الوزير الاول حرص الجزائر الشديد على أهمية عمل المنظمة القارية مع الشركاء الدوليين لوصول اللقاحات إلى البلدان الإفريقية بشكل عادل ومنصف و بتكلفة ميسورة و في الوقت المناسب, من خلال تعزيز التعاون الدولي ودعم منظمة الصحة العالمية و انتهاج سياسة المواقف المشتركة و الموحدة. وبخصوص القضية الفلسطينية وتطورات الوضع في الشرق الأوسط , أكد القادة الافارقة على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل لقضية فلسطين وفقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، بما يؤدي إلى الإنهاء الكامل للاحتلال الصهيوني , واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية داخل حدود الرابع من يونيو 1967. وأدانت القمة الإفريقية سياسة الاحتلال الصهيوني وتدابيره التعسفية والأحكام الصادرة بحق المعتقلين والسجناء الفلسطينيين، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى الذين تحرمهم من الحد الأدنى من الحقوق التي يكفلها القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان. ودعا البيان الاحتلال الصهيوني للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين والأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال . اقرأ أيضا : انتخاب " فيليكس تشيسكيدي" رئيسا للاتحاد الافريقي لسنة 2021 مواجهة التحديات الأمنية لبناء إفريقيا قوية وقد تناولت القمة العادية الرابعة والثلاثين للاتحاد الأفريقي على مدى يومين من الاشغال , عددا من النزاعات بالقارة الافريقية والتحديات التي تواجهها خاصة على الصعيد الامني , حيث شدد القادة على ضرورة مواجهتها لانها تعطل الإجراءات المتخذة لبناء أفريقيا قوية البنيان. وعن هذا التحدي, قال الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي, فيليكس أنطوان تشيسكيدي، خلال الجلسة الختامية "خلال مناقشاتنا لوحظ في مرات عديدة أن الإرادة والجهود التي يتم حشدها حاليا لبناء أفريقيا قوية البيان، مهددة بالتقويض في مناطق مختلفة من القارة بسبب التحدي الأمني". وأشار إلى "انتشار الجماعات المسلحة المحلية والأجنبية ، فضلا عن ظهور الجماعات الإرهابية المسؤولة عن عمليات الاغتصاب والمذابح وتدمير النظم البيئية ونهب الموارد الطبيعية في وسط أفريقيا ، خاصة في جمهورية أفريقيا الوسطى وشرق وشمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ، وفي منطقة الساحل والصحراء ، وكذلك في جنوب القارة بموزمبيق". وحذر تشيسكيدي من أن هذه التحديات تمثل "تهديدا حقيقيا للسلم والأمن والاستقرار في القارة" ، مشيرا إلى أن المؤتمر أكد على ضرورة "استئصال هذه الظواهر وفرض السلام بأي ثمن".