حل شهر رمضان الكريم على العالم الإسلامي هذا العام في أجواء استثنائية للعام الثاني على التوالي، فرضها استمرار جائحة كورونا، وقد اختلفت إجراءات الحد من انتشار الوباء من بلد لآخر بين تشديد و تخفيف القيود في وقت تسعى فيه الدول لتحصين أكبر عدد من الفيروس عبر حملات التطعيم. وبعد أن أغلقت أبوابها الموسم الماضي, جراء تفشي فيروس كورونا, تعود المساجد في دول عربية إلى استقبال المصلين يوم الثلاثاء, خاصة في صلاة التراويح, وسط إجراءات احترازية فرضتها عدة دول من بينها تحديد مدى زمني أقصى للتراويح, واستمرار غلق أماكن الوضوء, والتباعد الجسدي, وارتداء الكمامات, واصطحاب سجادة صلاة, ومنع الدروس الدينية والإفطارات الجماعية, والتطعيم ضد كورونا. ففي الجزائر, أعلنت اللجنة الوزارية للفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف, عن فتح المساجد المعنية بصلاة الجمعة والصلوات الخمس لأداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان الفضيل, على ألا يتجاوز وقتها 30 دقيقة, مشددة على احترام كل البروتوكولات الصحية. وفي هذا السياق, هنأ رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, في كلمة له مساء أمس الاثنين, الشعب الجزائري بحلول شهر مضان المعظم, داعيا إياه الى مضاعفة اليقظة والحذر واحترام البروتوكول الصحي الخاص بوباء كوفيد-19. وقال رئيس الجمهورية مخاطبا الجزائريات والجزائريين: "الحمد لله الذي من علينا هذا العام بتخفيف وطأة الوباء وأصبحنا نعيش وضعا مستقرا, فضلا من الله ثم بجهود أفراد السلك الطبي وشبه الطبي ووعي المواطنات والمواطنين, مما سمح بفتح أبواب المساجد للمصلين, خاصة لأداء صلاة التراويح التي حرمنا من أدائها العام الماضي بسبب الانتشار الواسع للوباء". اقرأ أيضا: رئيس الجمهورية يهنئ الشعب الجزائري بحلول شهر رمضان المعظم وفي السعودية, أعلنت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين, عن فتح المسجد النبوي لصلاة التراويح خلال شهر رمضان, مؤكدة أن "موسم هذا العام استثنائي في ظل جائحة كورونا, يتسم بالحضور النسبي وفق الإجراءات الاحترازية".وأوضح الشيخ عبد الرحمن السديس, الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين, أن خطة وكالة المسجد النبوي لشهر رمضان تتضمن "برامج ومستهدفات وبدائل وطوارئ وإدارة أزمات لشهري شعبان ورمضان", استعداداً له وأيام عيد الفطر. وبحسب الخطة, تكون الطاقة التشغيلية الإجمالية للمصلّين خلال شهر رمضان 60 ألف مصل في وقت واحد, حيث يستوعب المسجد النبوي في ظل الإجراءات الاحترازية وفق الطاقة التشغيلية القصوى 45 ألف مصل, ويضاف للطاقة التشغيلية الساحات الغربية الجديدة التي تستوعب 15 ألف مصل. ونصت الخطة أيضا, على إغلاق المسجد النبوي بعد صلاة التراويح بنصف ساعة, وفتحه قبل أذان الفجر بساعتين, باستثناء العشر الأواخر من شهر رمضان إذ يستمر فتح المسجد فيها على مدار الساعة. ووفرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أكثر من 70 كاميرا حرارية على أبواب المسجد الحرام يشرف عليها 500 موظف لرصد درجات الحرارة لدى المعتمرين وزوار البيت العتيق. وفي تونس , خلصت لجنة مختصة, الى تحديد ضوابط إقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان, و على رأسها إقامة صلاة العشاء مباشرة بعد الآذان, وعدم تجاوز صلاتي العشاء و التراويح معا 30 دقيقة, مع وجوب الالتزام بإجراءات الوقاية الفردية و تحقيق التباعد الاجتماعي. وأوصت اللجنة التي ضمت مختصين في المجالين الصحي والديني, وإطارات من وزارة الشؤون الدينية, وممثلين عن بعض الجمعيات والنقابات ذات الصلة, بضرورة, تهوية المعالم الدينية قبل كل صلاة و خلالها, والحرص على إقامة الصلاة في الفضاءات المفتوحة, مع تجنب اصطحاب الأطفال إلى المساجد, و الامتناع التلقائي عن ارتياد المسجد بالنسبة الى كبار السن أو عند ظهور أي أعراض مشابهة لأعراض فيروس كورونا. وأعلنت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في ليبيا السماح بإقامة صلاة التراويح في المساجد, مع تقليص مدتها إلى نصف ساعة, واشترطت الهيئة إحضار كل مصلٍ لسجادته الخاصة, وارتداء الكمامة, والالتزام بمختلف التدابير الوقائية, بينها مسافة التباعد الاجتماعي. من جهتها قررت الحكومة المغربية حظر التنقل الليلي على صعيد البلاد خلال شهر رمضان المبارك لمكافحة انتشار المرض. وقال بيان حكومي إنه سيتم تنفيذ حظر تجول ليلي على مستوى البلاد من الساعة 8 مساءً حتى الساعة 6 صباحًا بالتوقيت المحلي, بدءًا من أول يوم في شهر رمضان. وذكر البيان أن القرارات السابقة لاحتواء انتشار المرض ستظل قائمة, في إشارة إلى إغلاق كافة الأنشطة التجارية عند الساعة 8 مساء. وتبنت مصر, من جهتها, إستراتيجية قائمة على 10 إجراءات, لضمان عدم ارتفاع الإصابات بكوفيد-19 في الشهر الفضيل. وأكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال توجيهاته للمحافظين, بضرورة التطبيق الحاسم للإجراءات الاحترازية لمجابهة فيروس كورونا للعمل على منع تزايد حالات الإصابات, وذلك من خلال 10 توجيهات ومنها "عدم السماح بأداء صلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد, أو إقامة الموائد الرمضانية, الالتزام بأداء صلاة التراويح في وقت لا يتجاوز 30 دقيقة, السماح بأداء صلاة العشاء والتراويح للسيدات بالمساجد الكبرى". وأعلنت البحرين عن فتح المساجد لصلوات الجمعة والتراويح خلال الشهر الكريم أمام الأشخاص المطعمين ضد فيروس كورونا (شرط مرور أسبوعين على تلقيهم الجرعة الثانية) وفق وكالة الأنباء الرسمية, فيما أعلنت الكويت استمرار حظر التجوال الجزئي خلال رمضان, مع تعديل مواعيده ليبدأ من السابعة مساء حتى الخامسة صباحا, مع إقامة صلاة التراويح, بحيث يُسمح للراغبين بالذهاب سيرا على الأقدام إلى المساجد القريبة من منازلهم, وفق تصريح لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عيسى الكندري, مطلع أبريل الجاري. كما أعلنت الإمارات مجموعة من اللوائح والقرارات لضبط أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا خلال شهر رمضان المبارك, شملت "عدم السماح بإنشاء خيم الإفطار العائلي أو المؤسسي أو في مكان عام لتناول وجبات جماعية, أو تقديم وتوزيع وجبات الإفطار أمام المنازل والمساجد. ودعت الهيئة الاماراتية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الجميع إلى تجنب تجمعات المجالس في ليالي رمضان, والابتعاد عن الزيارات العائلية. من جهتها , أعلنت الحكومة الفلسطينية, السماح بأداء صلاة التراويح في المساجد, خلال شهر رمضان, مع الإبقاء على صلاة الجمعة في الساحات العامة. وقال المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم, في بيان, إن ذلك سيتم مع مراعاة التدابير الوقائية من فيروس كورونا. وفي لبنان , أعلنت دار الفتوى السماح بإقامة صلاة التراويح في المساجد, ضمن إجراءات وقائية من جائحة كورونا, أبرزها التباعد الجسدي وإلزامية ارتداء الكمامة. وأوضحت, في بيان, أنه ضمن تلك الإجراءات, إحضار كل مصلّ سجادة صلاة خاصة به, والتوقف عن استقبال الأطفال والنساء وكبار السن, وإغلاق أماكن الوضوء, وحظر الاعتكاف في المساجد. ولايزال القلق قائما خصوصا مع انتشار السلالات الجديدة وعدم الوصول للمناعة المجتمعية التامة, على الرغم من تخطي معظم دول العالم بما فيها الدول العربية مراحل انهيار المنضومة الصحية جراء انتشار الوباء.