لقي بدء سريان وقف اطلاق النار في قطاع غزة, بعد 11 يوما من الاعتداءات الوحشية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة, و سلسة الهجمات الصاروخية المكثفة , ترحيبا دوليا واسعا, فيما توالت الدعوات الى ضرورة التوصل الى حل سياسي من شأنه انهاء النزاع في الشرق الاوسط, و الحفاظ على استقرار طويل الامد". و أعلنت الفصائل الفلسطينية المتمثلة في حركة المقاومة الاسلامية /حماس/ و الجهاد الاسلامية في بيان مشترك, التوصل لاتفاق "متزامن" لوقف النار مع الكيان الصهيوني, وذلك قبل دخوله حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة الثانية فجر اليوم (بتوقيت فلسطين). و حذر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من أن إعلان وقف لإطلاق النار في قطاع غزة "لا يكفي لتخفيف التوترات" القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. و اعتبر المالكي أن إعلان هدنة في قطاع غزة "خطوة إيجابية ستتيح لمليوني فلسطيني النوم بهدوء, لكنه لا يكفي إطلاقا, ويجب على العالم حاليا التعامل مع المسائل المعقدة المتعلقة بمستقبل مدينة القدس وقيام دولة فلسطينية مستقلة". و رحب الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, باتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول, داعيا كافة الأطراف المعنية إلى الالتزام به. من جهته, اعتبر الرئيس الأمريكي, جو بايدن, إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يمثل "فرصة حقيقية لإحراز تقدم", مؤكدا التزامه بالعمل في سبيل ذلك". ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية, أورسولا فون, بالاتفاق مناشدة الطرفين على "تحقيق الاستقرار في الوضع في الأجل الطويل", فيما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي, شارل ميشيل, أن الاتفاق المعلن "فرصة تحقيق السلام والأمن للمواطنين ينبغي استغلالها" من جهتها, قالت الخارجية الروسية, إن الهدنة المعلنة تعد "خطوة مهمة, ولكنها غير كافية لمنع التصعيد", مضيفة أن"هناك حاجة لبدء مفاوضات مباشرة. ان موسكو تحض على مواصلة العمل الجماعي لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية". بدوره, رحب وزير الخارجية الألماني, هايكو ماس, بوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية, مؤكداً "ضرورة معالجة أسباب النزاع". و دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب جميع الأطراف الى العمل لجعل وقف إطلاق النار دائماً , وإنهاء العنف وفقدان أرواح المدنيين, مؤكدا مواصلة بلاده لدعم الجهود لإحلال السلام في المنطقة". و قال وزير الخارجية الفرنسي, جون إيف لو دريان, إن "التهدئة تبرز ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة". اقرأ أيضا : التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة كما تعهدت كندا على لسان وزير خارجيتها,مارك غارنو, بدعم الجهود الرامية إلى حل الدولتين , داعية جميع الأطراف إلى زيادة تهدئة التوترات. ورحبت الجامعة العربية على لسان أمينها العام, أحمد أبو الغيط, باتفاق وقف إطلاق النار المتزامن بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية, محملة الكيان الصهيوني المسؤولية عن ما ارتكبته من "جرائم" في القطاع. نفس الموقف عبرت عنه تركيا بعد ترحيبها بالهدنة, حيث قالت,"ينبغي محاسبة إسرائيل دوليا حيال الجرائم التي ارتكبتها كما يجب رفع الحصار الوحشي الذي تفرضه على غزة. نتوقع من المجتمع الدولي التحرك لضمان وقف هذا الظلم (ضد الفلسطينيين) بشكل كامل". تحذير فلسطيني من انتهاك الاقصى و المطالبة بإصلاح الأضرار في غزة و حذرت حركة /حماس/ من أن يدها ما زالت "على الزناد", وطالبت الكيان الصهيوني بوقف العنف في القدسالمحتلة, وإصلاح الاضرار التي لحق بقطاع غزة جراء "أسوأ" قتال منذ سنوات. وقال سامي أبو زهري-القيادي في الحركة-,"نعتبر أن هذه المعركة أثبتت تفوق المقاومة الفلسطينية وانتصارها على الاحتلال الاسرائيلي (..) العدو اضطر في النهاية للرضوخ لوقف العدوان على شعبنا وعلى القدس". من جهته, قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي ل/حماس/ ,إن على إسرائيل "أن توقف انتهاكاتها ب"القدس", وتصليح الأضرار الناجمة عن قصف قطاع غزة بعد بدء وقف إطلاق النار" , محذرا من أن يد الحركة ما زالت "على الزناد". و قال الرشق ,"نقول لنتانياهو وجيشه إن عدتم عدنا", مضيفا إن "مطالب الحركة تتضمن أيضا حماية المسجد الأقصى والكف عن إخراج الفلسطينيين من ديارهم بالقدس الشرقية" وهو ما وصفه بأنه "خط أحمر". وأوضح ان, "ما بعد معركة /سيف القدس/ ليس كما قبلها, فشعبنا الفلسطيني التف حول المقاومة ويعلم أن المقاومة هي التي سوف تحرر أرضه وتحمي مقدساته". و شهدت العديد من الأحياء في قطاع غزة والضفة الغربية احتفالات واسعة لا سيما في شوارع حي "الشيخ جراح" بالقدسالمحتلة, ابتهاجاً بما وصفوه ب"انتصار المقاومة" على الكيان الصهيوني. و خلف العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يوما متتاليا خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات و دمارا واسعا في البنية التحتية في قطاع غزة على وجه الخصوص. و بلغ عدد الضحايا 232 شهيدا, و أكثر من 1900 بجروح مختلفة, صُنفت 90 منها ب"شديدة الخطورة", حسب مصادر فلسطينية رسمية, علاوة على نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني من مساكنهم.