أنهى نائبا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عبد الله اللافي و موسي الكوني، مساء يوم الخميس، زيارتهما الرسمية إلى الجزائر، والتي كانت "فرصة لاستعراض آخر تطورات الشأن الليبي، لاسيما تسيير المرحلة الانتقالية وفق خارطة الطريق المتفق عليها، و ملف المصالحة الوطنية في ليبيا". وكان في توديعه في مطار الجزائر الدولي هواري بومدين، كلا من الوزير الاول عبد العزيز جراد، و وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم. وحل رئيسا المجلس الرئاسي الليبي، امس الاربعاء، بالجزائر في زيارة رسمية حيث كان في استقبالهما السيد عبد العزيز جراد، بحضور كل من السيد بوقدوم و وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، كمال بلجود. وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد استقبل، مساء امس،السيدين عبد الله اللافي وموسى الكوني، حيث شكل اللقاء، حسب بيان رئاسة الجمهورية، "فرصة لاستعراض آخر تطورات الشأن الليبي، لاسيما تسيير المرحلة الانتقالية وفق خارطة الطريق المتفق عليها". وأكد الرئيس تبون بالمناسبة "دعم الجزائر اللامحدود للإخوة الليبيين في إعادة بناء الدولة الليبية بما يحفظ سيادتها ووحدتها"، مجددا "استعداد الجزائر لاحتضان لقاءات المصالحة الوطنية، استجابة لطلب الأشقاء الليبيين". من جانبهما، "شكر أعضاء الوفد الليبي رئيس الجمهورية على موقف الجزائر واستعدادها الدائم لتقديم يد العون للشعب الليبي الشقيق". وعبر نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عبد الله اللافي في تصريح اعلامي عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، ان زيارة المجلس الرئاسي للجزائر تأتي تأكيدا على عمق العلاقات الليبية- الجزائرية و التاريخية بين البلدين، مشيرا الى ان ما يجمع الشعبين الجزائري و الليبي اكبر من مجرد علاقات سياسية بل علاقات اخوة و مصير مشترك يستند الى تاريخ نضالي كبير وملاحم بطولية سطرها الاباء والاجداد في الدفاع عن الارض و مقاومة الاستعمار طيلة حقبة الزمن الماضي . كما شكر السيد عبد الله اللافي، رئيس الجمهورية و الحكومة و الشعب على المواقف الداعمة لاستقرار ليبيا، و على النهج الذي اتبعه طوال السنوات الماضية في رفض دولة الجزائر للحلول العسكرية، و تأكيدها على الحلول المدنية، و أن تبقى دولة ليبية ذات سيادة. وأكد المسؤول الليبي، أن ليبيا تتطلع الى دعم دولة الجزائر، و مساعدتها في حل المشاكل في ليبيا، مردفا، "أيضا دور الأشقاء الجزائريين في مسار السلام، خاصة في الفترة القريبة القادمة". وقال في هذا الصدد، "نتطلع الى دور الجزائر في مساعدتنا في المسارات القادمة في الحوار السياسي خاصة في الفترة القريبة القادمة إنشاء الله، تمهيدا لمرحلة الانتخابات القادمة، نهاية ديسمبر من هذه السنة". يشار إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أكد في مقابلة مع قناة "الجزيرة "القطرية، أول أمس الثلاثاء، على أن الجزائر رفضت أن تكون طرابلس "أول عاصمة مغاربية وافريقية تقع بين أيدي مرتزقة، ولو حدث ذلك لكنا تدخلنا بصفة أو بأخرى، ولما كنا لنظل مكتوفي الأيدي"، مردفا "لما قلنا طرابلس خط أحمر حقيقة هي كذلك، ووصلت رسالتنا ولم يتم احتلالها". وأوضح السيد تبون، أن الجزائر بعد ان غابت لسنوات عن الساحة الدبلوماسية عادت اليوم بفعالية، قائلا أنها طالبت في مؤتمر برلين بتنظيم انتخابات عامة في ليبيا، تحت إشراف الأممالمتحدة لتكون بمثابة انطلاقة لدولة عصرية. وأشار الرئيس تبون، إلى أن الأشقاء الليبيين "طلبوا رسميا أن تتم عملية المصالحة الليبية في الجزائر، وهذا ما أكده رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، في زيارته الأخيرة، وهو أمر يشرفنا، لان الأشقاء الليبيين يعون جيدا أن الجزائر ليست لديها أي مطامع، ما عدا رد الجميل للشعب الليبي الذي وقف معنا أثناء الثورة المقدسة".