يعقد مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، اجتماعه الفصلي بشأن أفغانستان عبر تقنية التواصل عن بعد، ومن المرجح أن تكون التطورات في عملية السلام الأفغانية، بما في ذلك تأثير الانسحاب المتوقع للقوات الأجنبية، محور التركيز الرئيسي للاجتماع. ومن المتوقع أن تقدم ديبورا ليونز, الممثلة الخاصة للأمين العام لأفغانستان ورئيسة بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما), خلال الاجتماع الذي تترأسه وزيرة خارجية جمهورية إستونيا, إيفا ماريا ليميتس, إحاطة بشأن تقرير الأمين العام الصادر في 15 يونيو عن بعثة الأممالمتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان. كما ستقدم غادة فتحي والي, المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة, وممثل المجتمع المدني إحاطة للمجلس. ومن المرجح أن تكون التطورات في عملية السلام الأفغانية, بما في ذلك تأثير الانسحاب المتوقع للقوات الأجنبية, محور التركيز الرئيسي للاجتماع. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن في 14 أبريل الماضي, أن الولاياتالمتحدة ستبدأ في سحب قواتها في 1 مايو, بهدف استكمال الانسحاب بحلول 11 سبتمبر. اقرأ أيضا: مجلس الأمن الدولي يتبنى قرارا لاتفاق السلام أفغانستان وأشارت تقارير إعلامية حديثة إلى أنه من المتوقع أن تغادر القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي أفغانستان بالكامل بحلول النصف الأول من يوليو. وفي سياق متصل, أشارت القيادة المركزية الأمريكية, في بيان صحفي صدر في 8 يونيو الجاري, إلى أنها سلمت بالفعل ستة منشآت إلى وزارة الدفاع الأفغانية وقدرت أنها أكملت أكثر من 50 في المائة من عملية إزالة المعدات. وكان لإعلان بايدن والتسريع المتوقع للانسحاب, تأثير تباطؤ كبير على مفاوضات السلام المتخلفة بالفعل, حيث يوجد عدم ثقة عميق بين الجانبين. وفي هذا السياق صرحت حركة طالبان أنها لن تحضر أي أحداث رفيعة المستوى, بما في ذلك المؤتمر المقترح في مدينة اسطنبول التركية والذي كان من المقرر أصلاً عقده في الفترة من 24 أبريل إلى 4 مايو, حتى اكتمال عملية الانسحاب. ومع ذلك, يبدو أن المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة استمرت, حيث ورد أن ممثلين عن الحكومة الأفغانية وطالبان اجتمعوا في الأيام الأخيرة لمناقشة قضايا إجرائية. وفي اجتماع اليوم, قد تناقش ديبورا ليونز, الممثلة الخاصة للأمين العام لأفغانستان ورئيسة بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما), مشاركتها مع الأطراف الأفغانية لدفع عملية السلام قدما. وقد عقدت ليونز مؤخرًا اجتماعات مع الرئيس الأفغاني, أشرف غني, ووزير الخارجية, محمد حنيف أتمار, ورئيس المجلس الاعلى للمصالحة, عبد الله عبد الله. كما حضرت اجتماعا في 5 يونيو مع مسؤولين في الحكومة الأفغانية وأعضاء من حركة "طالبان" لمناقشة التقدم المحرز في مفاوضات السلام. ومن المرجح أن يهتم أعضاء المجلس بمعرفة المزيد عن هذه المناقشات وقد يكونون مهتمين بشكل خاص بسماع تحليل ليونز لآفاق مفاوضات السلام بالنظر إلى الانسحاب المتوقع لقوات الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو). ==الوضع الأمني غير المستقر في أفغانستان محور رئيسي للاجتماع== ومن المرجح أن يكون الوضع الأمني غير المستقر في البلاد محور تركيز رئيسي آخر للاجتماع, حيث من المتوقع أن يعرب أعضاء المجلس عن قلقهم إزاء استمرار الهجمات ضد المدنيين والهجمات الأخيرة على العاملين في المجال الإنساني في أفغانستان. وفي 8 يونيو الجاري, قُتل عشرة عمال إزالة ألغام يعملون لدى منظمة غير حكومية "هالو تراست" في شمال أفغانستان, وأصيب 16 آخرون في هجوم تبناه تنظيم "داعش" الإرهابي في ولاية خراسان. و"هالو تراست", منظمة غير حكومية مقرها في المملكة المتحدة تعمل على إزالة الحطام الذي خلفته الحرب. اقرأ أيضا: أفغانستان: "أزمة حكم" جديدة وتأجيل لمفاوضات السلام مع حركة طالبان وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي, أدانوا بشدة في بيان صحفي صدر في 11 يونيو الجاري, هذا الهجوم وشددوا على ضرورة محاسبة الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وفي 14 يونيو, أدى هجوم على العاملين في المجال الإنساني في خمسة مواقع مختلفة في مقاطعة ننجرهار إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة أربعة آخرين. كان هؤلاء العمال جزءًا من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي أطلقتها وزارة الصحة العامة الأفغانية, بالتعاون مع منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية, في 13 يونيو, وأسفر الهجوم عن وقف الحملة. كما صعدت حركة طالبان بشكل كبير من هجماتها على الحكومة الأفغانية, حيث قُتل ما لا يقل عن 263 من أفراد قوات الأمن الأفغانية واستولت الحركة على 11 منطقة بين 4 و 10 يونيو الجاري. كما قُتل 56 مدنياً آخر في هجمات وقعت خلال نفس الفترة, بحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز. ونتيجة لهذا التصعيد الخطير للعنف, أشارت تقارير إعلامية إلى أن "القدرة العسكرية للحكومة الأفغانية ستتأثر بشكل كبير بالانسحاب, خاصة بالنظر إلى اعتمادها الكبير على المتعاقدين الذين تمولهم الولاياتالمتحدة لصيانة وإصلاح طائرات القوات الجوية الأفغانية". ومن المرجح أيضًا أن يناقش أعضاء المجلس تأثير جائحة كورونا, حيث تواجه أفغانستان حاليًا تفشيًا حادًا للفيروس.