انطلقت يوم الأربعاء الجزائر العاصمة قوافل تضامنية باتجاه ولاية تيزي وزو محملة بمختلف المساعدات من مواد غذائية وأدوية وأفرشة وغيرها من التجهيزات لفائدة العائلات المتضررة جراء حرائق الغابات التي اجتاحت الولاية منذ الاثنين المنصرم. و ساهم في تنظيم هذه المبادرات الخيرية التي تعكس قيم التضامن لدى الشعب الجزائري جمعيات المجتمع المدني ولجان الأحياء والمحسنين والمتعاملين الاقتصاديين في هبة تضامنية قوية حولت مختلف أحياء الجزائر العاصمة إلى خلية نحل نشيطة يؤطرها شباب مفعم بالحيوية وحب الوطن, حيث تندرج العمليات التضامنية هذه في سياق جهود التكافل والتضامن مع سكان ولاية تيزي وزو. وفي زيارة ميدانية لوأج باتجاه العديد من بلديات الجزائر العاصمة للوقوف على مختلف المبادرات التضامنية, لوحظ على مستوى شارع 11 ديسمبر 1960 بالأبيار (واد حيدرة) تخصيص نقطة لجمع مختلف التبرعات وذلك بعد توجيه مجموعة من الشباب لنداء للمتبرعين عبر صفحة الفايسبوك, أين أكد أحد الشباب المتطوع ل/وأج أن الإقبال على هذه النقطة منقطع النظير حيث توافد عدد كبير من المتبرعين محملين بمختلف المواد الغذائية والأفرشة والأدوية والمياه المعدنية والأغطية وكدا المعدات الطبية و المواد الصيدلانية وغيرها مباشرة بعد إطلاعهم على النداء. كما تم ملاحظة بعين المكان أن هؤلاء الشباب وبكل حيوية يقومون بتسيير عملية التضامن بكل إحترافية وتنظيم محكم مع تواجد قوات الأمن التي قامت بتسيير حركة المرور بذات المنطقة بغية تسهيل وصول المساعدات وتفريغها دون التأثير على انسيابية الحركة المرورية حيث يتوزع العمل هؤلاء المتطوعين من الشباب بين مجموعات لإفراغ حمولات الشاحنات والسيارات كمرحلة أولى ثم فرزها أين يتم فرز المواد الغذائية وحدها وكذا المواد الصيدلانية الخاصة بالحروق (مراهم) والمياه المعدنية ثم رصها داخل الشاحنات المقطورة وغيرها من الشاحنات ذات الأوزان المختلفة في إنتظار إشارة إنطلاق القافلة باتجاه ولاية تيزي وزو فور ملأها. من جهتها, بادرت وبصورة فردية متطوعة على مستوى حي "كليرفال" بالأبيار بفتح مستودع منزلها لعملية جمع التبرعات وذلك في التفاتة إنسانية وبمساعدة من شباب الحي وغيرهم ممن أرادو تقديم يد المساعدة, بعد أن وجهت نداءا عبر شبكات التواصل الاجتماعي للمحسنين بالعاصمة للمساعدة والتبرع بمختلف المواد الضرورية والشموع لفائدة ضحايا حرائق الغابات بتيزي وزو أين أكدت لواج أنها تنسق العملية التضامنية مع جمعيات بولاية تيزي وزو لتوزيعها على المتضررين, مؤكدة "التجاوب والإقبال الواسع" للمواطنين على تقديم المساعدات بكل عفوية, وهو ما يؤكد -- حسب المتحدثة -- "تشبع الجزائريين بقيم الأخوة والتضامن في أوقات المحن والكوارث الكبرى". اقرأ أيضا: مواطنون من مختلف جهات الوطن يهبون لمساعدة متضرري حرائق الغابات بتيزي وزو وفي هذا الإطار, أشار رئيس فرع جمعية " ايادي الخير" سامي رحماني على مستوى نقطة لجمع التبرعات بالبريد المركزي ببلدية الجزائر الوسطى أنه تم تسجيل توافد كبير للمواطنين منذ الصباح من أجل التبرع وتلبية إحتياجات المتضررين من الحرائق على غرار المياه المعدنية والحفاظات الخاصة بالأطفال ومختلف أنواع المراهم ,مبرزا أن قافلة ستتوجه يوم الجمعة القادم لتيزي وزو لتوزيع هذه التبرعات للتخفيف عليهم. بدوره أكد رئيس "جمعية حراء" لولاية الجزائر, عبد الكريم بلجود أنه تم إطلاق مبادرة تضامنية لجمع المساعدات لفائدة متضرري الحرائق بتيزي وزو على مستوى مكاتبها الموزعة عبر كل من بلديات بوروبة, باش جراح, براقي, الجزائر الوسطى, المرادية، دويرة, درارية, بالتنسيق مع "مؤسسة سعيد بويزري" بتيزي و وزو مشيرا إلى تفاعل و تجاوب المحسنين الكبير حيث تم توجيه قافلة أولى بحمولة من المياه المعدنية كما ستتبع بقوافل أخرى محملة بالمساعدات الغذائية والصيدلانية, لافتا أنه من خلال زيارته الميدانية للولاية فمواطنيها بحاجة أيضا إلى مولدات كهربائية, افرشة وبطانيات, مواد تنظيف, أدوية ومستلزمات الاسعاف, وجبات باردة وحليب الاطفال. كما تساهم جمعية "سنابل الخير" في المجهود المحلي للتضامن بالمساعدة بالمستلزمات الطبية, حيث نصب المنظمون خيمة على مستوى المركز الثقافي 11 ديسمبر ,بحي بلوزداد (بلكور) لجمع المساعدات العينية المكونة من أدوية وأغذية وأفرشة ومختلف اللوازم الأخرى تحضيرا لانطلاق القافلة التضامنية إلى ولاية تيزي وزو. من جهة ثانية تشهد مختلف بلديات العاصمة على غرار باب الوادي, درارية, السبالة, الحراش,ا لقصبة, حيدرة, حسين داي وغيرها هبات تضامنية واسعة من طرف المواطنين ولجان الأحياء. يذكر أن موجة حرائق اندلعت مساء الاثنين الماضي عبر 17 ولاية خلفت لحد اليوم وفاة 69 شخص ما بين عسكريين ومدنيين فيما تتواصل جهود فرق الحماية المدنية و مصالح الغابات بالإضافة الى مفارز الجيش الوطني الشعبي لإخماد هذه الحرائق.