عرضت يوم الاثنين بولاية تبسة وبصفة رسمية مذكرات المجاهد الراحل "محمد حسن" (1934-2020) الذي يعد أحد صناع معركة جبل الجرف بعنوان "سيرة وشهادات المجاهد الراحل محمد حسن عن الثورة التحريرية ومنطقة الأوراس". وتم عرض، خلال ندوة تاريخية احتضنتها قاعة المحاضرات بمتحف المجاهد بعاصمة الولاية بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيله، هذه المذكرات التي تضم بين طياتها شهادات حية للمجاهد الراحل "محمد حسن" المدعو "حمة حسن" بين أصدقاءه وعائلته والأسرة الثورية. ويتضمن هذا الكتاب الذي ألفه الأستاذ طارق عزيز فرحاني في 324 صفحة محطات هامة من تاريخ هذه الشخصية الثورية خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر ومشاركته في عدة معارك ضد العدو لاسترجاع السيادة الوطنية والمطالبة باستقلال الجزائر. من جهته، ذكر رئيس قسم التاريخ بجامعة العربي التبسي، الدكتور فريد نصر الله في مداخلته أن المجاهد الراحل قد أفنى حياته طيلة فترة الاحتلال وإلى غاية استرجاع السيادة الوطنية في محاربة العدو وشارك في عدة معارك وساهم في إلحاق أضرار جسيمة بجيش العدو. وقد شارك المجاهد الراحل - حسب السيد نصر الله- في تنظيم أفواج جيش التحرير الوطني وتقسيمهم وتموين المجاهدين بالمؤونة والعتاد التي يتبرع بها سكان الأرياف آنذاك وساهم إلى جانب قائد الملحمة شيحاني بشير وعاجل عجول وعباس لغرور وشريط لزهر والوردي قتال وغيرهم من الثوار في إنجاح معركة جبل الجرف رغم قلة الإمكانات. بدوره، اعتبر أستاذ التاريخ بوبكر حفظ الله أن "حمة حسن" أحد مهندسي تلك المعركة التي استمرت على مدار ثمانية أيام "يعد مثالا للرجل الثوري الشهم الذي يتميز بالغيرة على وطنه والذي يضحي بكل ما يملك من أجل استرجاع السيادة الوطنية،" مشيرا إلى مشاركته في عدة معارك أخرى من بينها معركة أم الكماكم وكمين فج المول ومعركة الجبل الأبيض وغيرها. وقد عرج الأستاذ شنتي أحمد المختص في تاريخ الجزائر المعاصر بذات الجامعة على فترة اعتقال المجاهد الراحل محمد حسن من طرف السلطات الاستعمارية منذ سبتمبر 1957 إلى غاية يونيو 1962منتقلا بين أكبر السجون بكل من تبسة وقسنطينة وباتنة وسطيف. وفي سياق متصل، طالب الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، محمد الشريف ضوايفية بإماطة اللثام عن أم المعارك وإعادة الاعتبار لها باعتبارها من أقوى محطات الثورة التحريرية في عامها الأول وإقامة ملتقيات وندوات تاريخية يحضرها من عايشها من مجاهدين ما زالوا على قيد الحياة وهم 6 من بينهم المجاهد نصر بوعبيدة. وفي ختام اللقاء، تم تكريم الفائزين في المسابقة التاريخية التي أطلقتها مديرية المجاهدين حول أحسن بحث تاريخي يتعلق بمعركة جبل الجرف (22 سبتمبر 1955) التي ستحيي ولاية تبسة ذكراها ال 66 لها بعد غد الأربعاء إلى جانب عائلة المجاهد الراحل التي سلمت بدورها سلاحه الخاص لوالي الولاية، محمد البركة داحاج ليتم إدراجه ضمن الأسلحة المعروضة بمتحف المجاهد.