ستعرف مختلف مشاريع المنشآت الرياضية الجاري إنجازها بوهران تحسبا للدورة التاسعة عشرة للألعاب المتوسطية التي ستستضيفها المدينة الصيف المقبل ديناميكية جديدة بعد الاجتماع الذي عقد مؤخرا على مستوى وزارة المالية وجمع ممثلين عن مختلف القطاعات المتدخلة. وجاء هذا الاجتماع لرفع العوائق التقنية والمالية بشكل خاص التي تواجه استكمال انجاز المركب الرياضي الأولمبي والقرية المتوسطية, وهما مرفقان مهمان مخصصان للألعاب المتوسطية, ما سيمكن من الرفع من وتيرة الأشغال في القريب العاجل, وفق ما أكدته اللجنة المحلية لتنظيم التظاهرة الرياضية الجهوية التي يقودها بطل السباحة الجزائري السابق سليم إيلاس. وطمأن سفيان بن شقور, رئيس اللجنة الخاصة المكلفة بمتابعة مشاريع المنشآت الرياضية على مستوى لجنة تنظيم الألعاب في تصريح ل/وأج بأنه "لا داعي للقلق كثيرا بشأن تقدم انجاز المرافق الرياضية المختلفة الخاصة بالألعاب المتوسطية. صحيح أن ثمة بعض العوائق التي تعطل استكمال أشغالها, ولكن تجند السلطات العمومية لمعالجتها سيسمح بعودة الأمور إلى نصابها". وأضاف هذا المسؤول أن الاهتمام الخاص الذي تمنحه أعلى سلطة في البلاد, ممثلة برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, لملف الألعاب المتوسطية يمثل مصدر ارتياح بالنسبة للجنة تنظيم هذا الحدث الرياضي ويجعلها متفائلة بتحقيق الأهداف المسطرة في هذا المجال. وتشرف مديريتان محليتان على مشاريع المرافق الرياضية المخصصة لألعاب البحر الأبيض المتوسط ??في وهران, وهما مديرية التجهيزات العمومية ومديرية الشباب والرياضة, لكن الأنظار موجهة بصفة خاصة نحو المديرية الأولى, نظرا لأنها الهيئة المشرفة على المركب الرياضي الأولمبي الذي ستستفيد منه عاصمة الغرب قريبا بمناسبة هذه الألعاب. و انطلقت الأشغال في هذا المرفق الهام, التي أُسندت إلى شركة صينية, في أوائل العشرية الماضية, ولكنها تعطلت كثيرا قبل أن تعود الروح إلى مختلف الورشات بعد اختيار ترشيح مدينة وهران لاستضافة النسخة التاسعة عشرة من الألعاب المتوسطية في عام 2015. ومنذ ذلك الحين, عرفت أشغال انجاز المركب الأولمبي انطلاقة جديدة حتى يصبح جاهزا لاستضافة الحدث الرياضي الإقليمي, الذي كان مقررا سلفا في صيف 2021 قبل تأجيله لمدة عام بسبب الأزمة الصحية العالمية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا. وزارة الشباب والرياضة تبدد المخاوف لكن هذا النفس الجديد الذي أعطي لمختلف ورشات المركب, الذي يضم ملعبا لكرة القدم (40 ألف مقعد) وقاعة متعددة الرياضات (6000 مقعد) وملعبا لألعاب القوى (4000 مقعد) ومركزا مائيا به ثلاثة مسابح, فضلا عن مرافق أخرى, غالبا ما أعاقته القيود التقنية والمالية. كما كان للأزمة الصحية العالمية تأثيرها على سير الأشغال, مما أجبر المصالح المعنية على مراجعة الجدول الزمني لتسليم الوحدات المختلفة في هذا المركب في كل مرة. و لكن اقتراب الموعد المتوسطي المقرر في الفترة من 25 يونيو إلى 5 يوليو 2022, دفع بالمختصين لدق ناقوس الخطر. وتولدت منذ فترة مخاوف من سحب اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية من الجزائر شرف تنظيم الطبعة المقبلة, قبل أن يدلي مؤخرا وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق بتصريحات صحفية بدد من خلالها هذه المخاوف, مؤكدا أن الحكومة تعطي أولوية قصوى لهذا الحدث المتوسطي. و انعكس هذا الاهتمام الحكومي بالتحديد من خلال تنصيب الوزير الأول, وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن للجنة المتابعة مهمتها تذليل جميع العقبات المتعلقة بتنظيم الألعاب المتوسطية, وهي اللجنة المشكلة من قطاعات الشباب و الرياضة, السكن والعمران والمالية إضافة إلى السلطات المحلية لولاية وهران. ويترأس اللجنة المدير العام للميزانية حيث عقدت اجتماعها الأول في 8 سبتمبر, تم خلاله التطرق بالتفاصيل لمختلف العراقيل التي تواجه استكمال أشغال المشاريع الرياضية الكبرى بوهران والتي نجمت بشكل خاص عن مطالبة الشركة الصينية بإعادة تقييم تكلفة تنفيذ المشاريع, وفق مسؤوليها. وبالإضافة إلى الإجراءات التي قامت بها الحكومة لرفع وتيرة الأشغال بالمركب الأولمبي في وهران وكذلك القرية المتوسطية, وكلاهما يقعان في بلدية بئر الجير, قررت السلطات المحلية المساهمة من جهتها في هذا المسعى من خلال تخصيص المجلس الشعبي الولائي, خلال دورته الأخيرة, ما قيمته 790 مليون دج لاستكمال المشاريع المعنية. كل ذلك من شأنه أن يسمح باستلام هذه المشاريع في الآجال المحددة, والتي قال بشأنها مدير التجهيزات العمومية لوهران, فؤاد عايسي, في تصريح سابق ل/وأج أنها ستكون في نهاية السنة الجارية 2021. ورشات مديرية الشباب والرياضة في الطريق الصحيح وبخصوص العمليات الأخرى التي تنفذها مديرية الشباب والرياضة, وعددها 13, أشار مدير هذه الهيئة, ياسين سيافي, إلى أن غالبيتها ستنتهي في ديسمبر المقبل. وقال ل/وأج في هذا الشأن : "لقد برمجنا ما لا يقل عن 13 عملية على مستوى المرافق الرياضية المختلفة التابعة لنا. الأشغال تسير بوتيرة جيدة ونرتقب استلام أغلبية تلك الهياكل في ديسمبر المقبل". و أضاف: "يختلف معدل تقدم الأشغال من مرفق إلى آخر, لكن المعدل العام يقدر بحوالي 80 بالمائة. يتبقى فقط رفع بعض القيود التقنية البسيطة لاستلام المرافق التي تشهد بعض التأخر وذلك في أجل أقصاه نهاية الثلاثي الأول من عام 2022". وتعنى الأشغال التي باشرتها المديرية المحلية للشباب والرياضة بإعادة تهيئة المرافق التابعة لها وعصرنتها بمناسبة الألعاب المتوسطية, علما و أن هذه المرافق لم تشهد مثل هكذا أشغال منذ فترة معتبرة, حسب نفس المسؤول. ومن بين هاته الهياكل الرياضية الهامة, يمكن ذكر قصر الرياضات ''حمو بوتليليس'' بوسط وهران, والمسبح الأولمبي بالحديقة العمومية ومركب التنس بحي "السلام", إضافة إلى المعهد الوطني لتكوين الإطارات العليا للشباب والرياضة بعين الترك, و التي اكتست كلها حلة جديدة.