تشكل المؤهلات الطبيعية الهامة التي تزخر بها ولاية عين تموشنت، عامل جذب للاستثمار السياحي تعول عليها السلطات المحلية في كسب الرهانات الاقتصادية من خلال استغلالها وفق رؤية تسمح بخلق حركية تنموية واستحداث مناصب شغل جديدة. وتعد المنطقة مقصد سياحي بامتياز بالنظر الى القدرات الطبيعية التي تتوفر عليها فضلا عن رصيدها التاريخي على غرار ساحل يمتد على طول 84 كلم، مما يجعلها تشكل رافدا أساسيا للسياحة الشاطئية بها من خلال توفرها على 25 شاطئا من ضمنها 17 شاطئا مسموحا للسباحة، حسبما أبرزه مدير السياحة و الصناعة التقليدية، عبد الله بلوادي. إقرأ أيضا: عنابة: نشاطات سياحية تختفي و أخرى تحاول التأقلم مع الجائحة كما يعتبر البعد الحضاري للولاية الضارب في عمق التاريخ عاملا للترويج للسياحة الأثرية من خلال الضريح الملكي لسيفاكس مؤسس مملكة نوميديا الغربية التي جعلت من منطقة "سيقا" ببني صاف عاصمة لها، كما أضافه ذات المسؤول. وتتوفر عين تموشنت أيضا على عدد من المنابع المائية التي تشكل بدورها دعامة هامة لترقية السياحة الحموية بها عبر المحطة المعدنية لبلدية حمام بوحجر. وتضم الحظيرة الفندقية بالولاية حاليا 33 مؤسسة فندقية بقدرة استيعاب إجمالية تعادل 5511 سرير وتشكل الإمكانيات السياحية المتوفرة عامل استقطاب استثماري حيث يسجل القطاع 92 مشروعا استثماريا في المجال الفندقي من ضمنها 17 مؤسسة فندقية قيد الإنجاز ستسمح على المدى القصير بتوفير طاقة استقبال تقدر ب6953 سرير و استحداث نحو 973 منصب شغل جديد. و بالنظر إلى الأهمية التي توليها الدولة للقطاع السياحي، استفادت ولاية عين تموشنت من مشاريع لتهيئة عشر مناطق للتوسع السياحي تتوفر في مجموعها على مساحة تتعدى 1900 هكتار موزعة على طول الشريط الساحلي إضافة إلى منطقة التوسع السياحي ببلدية حمام بوحجر المتميزة بالسياحة الحموية. وتندرج مشاريع تأهيل مناطق التوسع السياحي ضمن آلية تحضير الأرضية المناسبة للاستثمار من خلال تزويد هذه المواقع بكل الضروريات الأساسية الخاصة بالربط بمختلف الشبكات (الكهرباء و الماء و الصرف الصحي) و فتح المسالك ضمن عمليات متكاملة تهدف إلى استقطاب المشاريع الاستثمارية في القطاع، حسبما أوضحه السيد بلوادي. الترويج السياحي...عامل أساسي في تنشيط القطاع يعد الترويج السياحي لمختلف المواقع السياحية التي تتوفر عليها ولاية عين تموشنت قاعدة أساسيا في تنشيط الحركية السياحية و أيضا عامل جذب يعمل على تجسيده الديوان السياحي من خلال الاعتماد على المنصات الرقمية على شبكات التواصل الاجتماعي و أيضا عبر جملة من الأنشطة ذات الصلة بالمجال على غرار استحداث جائزة أحسن صورة فوتوغرافية سياحية، مثلما أكده ممثل الديوان، أمين غالي. إقرأ أيضا: الحظيرة الوطنية بلزمة بباتنة: تنوع وأرز على مد البصر كما يتم الاعتماد أيضا على تنسيق العمل مع عدد من الوكالات السياحية والنوادي و الجمعيات الشبانية المهتمة بالمجال السياحي من خلال تنظيم الرحلات لفائدة الأفواج وأيضا لهواة التجوال السياحي لاكتشاف عدد من المواقع الجبلية منها و الشاطئية و الترويج أيضا لبعض أنواع الرياضات الاستجمامية على غرار التجذيف و القوارب الشراعية، وفق ما أوضحه ممثل الديوان السياحي بالولاية. و ذكر السيد غالي أن عملية الترويج السياحي تكتسي أهمية بالغة في المساهمة في الحركية الاقتصادية المحلية من خلال الاستغلال الأمثل للمؤسسات الفندقية و أيضا تنشيط عدة مجالات خدماتية بالولاية كالنقل والإطعام.