استقبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف, يوسف بلمهدي, يوم الثلاثاء بالجزائر, محمود صدقي الهباش, قاضي قضاة دولة فلسطين, مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية, حيث تم التأكيد على أهمية الانتقال من التعاون القائم بين الجانبين إلى مستوى الشراكة. وأكد الوزير بلمهدي خلال اللقاء الذي جرى بحضور وفدين عن البلدين, أن "القضية الفلسطينية, قضية مقدسة ولا يمكن أن تساوم فيها الجزائر بأي حال من الأحوال" , مذكرا في هذا الصدد بتصريح رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون, مؤخرا, حول فلسطين وقدسية القضية الفلسطينية والذي كان "مدويا في العالم أجمع" . وأبرز الوزير, للوفد الفلسطيني أن القضية الفلسطينية, "من القضايا التي تدعمها الجزائر بكل ما أوتيت من قوة, وتضع على رأس الأولويات أن تكون الدولة الفلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف". ولفت إلى أن "الجزائر ترافع من أجل ذلك في كافة المحافل الدولية", مشيرا في السياق, إلى ما جاء في كلمة الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان, الاثنين, خلال قمة دول عدم الانحياز ببلغراد, حيث أعاد التذكير بأن الجزائر لا تتوانى في خدمة القضايا العادلة بما فيها فلسطين والصحراء الغربية. واعتبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف, أنه "من العار أن تبقى في زمن الحريات وزمن التكنولوجيا وزمن الحضارة الإنسانية التي وصلت إلى أبعد ما يمكن أن يتصوره الإنسان, دول مستعمرة, وحقوق مسلوبة وشعوب مقهورة وأراض منهوبة وناس مهجرين منفيين". وبخصوص اجتماع اليوم مع الوفد الفلسطيني, أكد السيد بلمهدي, أن "العمل جار لتطوير التعاون بين الجانبين باتجاه إرساء أرضية عمل مشتركة حسبما ما تم الإعلان عنه خلال الملتقى الدولي للأوقاف الذي نظم منذ أشهر", موضحا أنه "تم تداول هذه الافكار في مصالح الوزارة والاتفاق على أن تكون هناك جلسات عمل كالتي جرت اليوم والتي تشكل بداية تجسيد هذه الخطوات". واستطرد الوزير يقول "نحن نبحث عن كل فضاء يمكن من خلاله دعم القضية الفلسطينية ونتلمس أي مشروع يمكن أن يكون قادما من الأرض الطاهرة أرض الشهداء". وأعاد التذكير في لقائه بالوفد الفلسطيني بعزيمة الشعب الجزائري وتصميمه على استرجاع حقه وبكل بطولة عبر الثورات الشعبية التي توجت بثورة التحرير المباركة التي تستعد الجزائر لإحياء ذكرى انطلاق شرارتها عن قريب, وهي المناسبة التي قال انها "تجدد فينا دائما عهد الثوار وعهد الشهداء". من جانبه تحدث فضيلة الدكتور محمود الهباش, عن كفاح الشعب الفلسطيني لاسترجاع أرضه المسلوبة, ورفع الاحتلال عنها ,الذي يشارف القرن من الزمن, وقال: "الجزائر نموذج نقتدي به ونسير على منواله لأن تضحيات الشعب الجزائري التي استمرت لما يزيد عن قرن من الزمن أثمرت في نهاية المطاف حرية واستقلالا ودولة وكرامة ورحيلا للمحتل". وشدد الهباش على أن "فلسطين تسكن قلب كل مسلم لأنها جزء من العقيدة وجزء من الدين وليس مجرد بلد له وضع سياسي , فقضية فلسطين هي قضية الجميع". وقال أنه يزور الجزائر التي كانت مهد العبارة "نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة " معتبرا أنه لا "يوجد تعبير عن تضامن مع فلسطين وكفاح شعبها من أجل التحرر, أكثر قوة من هذه العبارة". االدكتور الهباش , قال خلال اللقاء, إن "الغرض الأول من الزيارة هو دعم العمل المشترك في العديد من المجالات". وسيجري الوفد الفلسطيني خلال تواجده زيارته لقاءات مع المسؤولين الجزائريين, كما سيجري جولة في عدد من المدن الجزائرية.