أكدت الجزائر أن الصحراء الغربية هي "حالة تصفية استعمار طال أمدها" تتطلب مساهمة حقيقية من المجتمع الدولي للتوصل الى تسوية النزاع، مجددة تأكيد عزمها على دعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ، لإطلاق حوار مباشر بين جبهة البوليساريو والمغرب. و قد شددت البعثة الدائمة للجزائر لدى الأممالمتحدة ، بقيادة سفيان ميموني، امس الاثنين خلال المناقشة العامة للجنة الأممالمتحدة الرابعة المكلفة بالمسائل السياسية الخاصة وبتصفية الاستعمار، على أن "الحوار المباشر بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، في روح من الاحترام والالتزام الصادق، هو وحده الكفيل بفتح الطريق أمام أمل حقيقي في بناء سلام دائم في المنطقة". إقرأ أيضا: الصحراء الغربية/الأممالمتحدة: الجزائر ترافع من أجل حوار مباشر بين طرفي النزاع و ذكر السيد ميموني في مداخلته بان الصحراء الغربية، التي تعد آخر مستعمرة في أفريقيا، "هي حالة تصفية استعمار طال أمدها تتطلب مساهمة حقيقية من المجتمع الدولي للتوصل الى تسوية عادلة ودائمة ومقبولة للطرفين تنص على حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير". وأكد في هذا السياق قائلا: "إنها ليست نزاعًا إقليميًا، ولا حالة استرجاع السلامة الترابية وبالتأكيد الامر لا يتعلق بمسألة مساومات سياسية. إنها حالة تصفية استعمار من إقليم غير مستقل، معترف به على هذا النحو من قبل الاممالمتحدة ". وتأسف السيد ميموني قائلا: بالفعل المسار السياسي للنزاع في الصحراء الغربية "واجه المزيد والمزيد من العراقيل" التي أدت حاليًا "إلى التدهور الحاد للوضع في الميدان لا سيما مع انتهاك وقف إطلاق النار واستئناف المواجهات" (بعد الاعتداء المغربي بالكركرات). و ذكر الدبلوماسي ان مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي، الذي عقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات في مارس 2021، أعرب عن "قلقه" إزاء استمرار الانسداد في المسار السياسي، ودعا المملكة المغربية و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهما دولتان عضوان في المنظمة القارية، الى "الوقف الفوري للاقتتال و توفير مناخ ملائم لإجراء محادثات مباشرة وصريحة دون أي شروط مسبقة". و في ذات السياق اشار سفيان ميموني الى التقرير الأخير للسيد غوتيريش الذي نشر هذا الشهر قائلا: "إنني قلق للغاية من التطورات في الصحراء الغربية خلال الفترة المذكورة". وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد اشار إلى أن "استئناف المواجهات بين المغرب وجبهة البوليساريو يشكل انتكاسة كبيرة لتحقيق حل سياسي لهذا النزاع طويل الأمد". وقال الممثل الدبلوماسي لدى الأممالمتحدة "إننا نتقاسم هذا الانشغال وننضم إلى دعوة الأمين العام التي تدعو الأطراف إلى تسوية الموقف واستئناف المسار السياسي بحسن نية". واسترسل ذات المصدر، أن الجزائر "تأمل في أن تؤدي جهود غوتيريش ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا إلى استئناف فعال لمسار تسوية هذا النزاع " في الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب منذ سنة1975. وأكد الوفد الجزائريبنيويورك بأن صيغة "الموائد المستديرة" لاستئناف المفاوضات حول الصحراء الغربية والتي يشير اليها مشروع لائحة حول تمديد المينورسو هي "غير مجدية". إقرأ أيضا: الصحراء الغربية : جلسة في مجلس الامن غدا الاربعاء لبحث مشروع قرار تجديد ولاية بعثة المينورسو وأوضح الوفد أن "هذه +الموائد المستديرة+ أثبتت عدم فعاليتها كما أنها غير مجدية بحكم استغلالها من طرف السلطات المغربية للتهرب من مسؤولياتها وتشويه واقع النزاع في الصحراء الغربية كمسألة تصفية الاستعمار". دميستورا يحظى بالدعم مجددا اغتنمت الجزائر الفرصة، باعتبارها بلدا جارا وملاحظا لعملية تسوية النزاع في الصحراء الغربية، لتجديد دعمها لجهود ستافان دميستورا الرامية إلى إنهاء النزاع. وقال في هذا الصدد السيد ميموني "ستواصل الجزائر، كما عهدت عليه، إسهامها في التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية، ولن تدخر جهدا في مرافقة جهود المبعوث الخاص الجديد من أجل إنهاء هذا النزاع المطول الذي لن يجدي نفعا دون تحقيق آمال شعب الصحراء الغربية في ممارسة حقهم في تقرير المصير بكل حرية". إقرأ أيضا: الصحراء الغربية/الأممالمتحدة: الجزائر تؤكد مجددا دعمها لجهود ستافان دي ميستورا واستطرد قائلا "يضم بلدي صوته لنداء الأمين العام الأممي، أنطونيو غوتيريش في تقريره الأخير حول الصحراء الغربية، ويدعو أعضاء مجلس الأمن وأصدقاء الصحراء الغربية وكل الأطراف المعنية بتشجيع المغرب وجبهة البوليساريو على اغتنام الفرصة ومواصلة مشاركتهم بنية حسنة ودون شروط مسبقة في العملية السياسية". كما اعتبر ذات المتحدث أن تعيين ستافان دميستورا بصفته مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية "هي مرحلة إيجابية نحو تحقيق هذا الهدف". وتدعو الجزائر، من جهة أخرى، "المجتمع الدولي إلى إنهاء الممارسات الاستعمارية غير الشرعية (في الأقاليم الصحراوية) وضمان حماية الشعب الصحراوي ودعمه". وعلى الصعيد الإنساني، قال الممثل الدائم في الأممالمتحدة بأن الجزائر ثمنت عمل الوكالات الإنسانية ودعمها للاجئين الصحراويين وأعربت عن استعدادها "لمواصلة التعاون مع كافة الشركاء الإنسانيين المتواجدين على أرض الميدان لدعم اللاجئين والمساهمة في ضمان راحتهم إلى أن تتسنى لهم العودة إلى ديارهم بشرف". وبالنسبة للجزائر، يضيف السيد ميموني، فإن الحل الأنجع لتسوية وضعية اللاجئين الصحراويين يكمن في "التصدي للأسباب العميقة التي أدت إلى نشوب النزاع في الصحراء الغربية".