تتسم العلاقات الجزائرية-الايطالية العريقة بالود و الاحترام المتبادل و هي مدعوة الى أن تتعزز أكثر تحسبا لزيارة الدولة المرتقبة لرئيس الجمهورية الايطالية سيرجيو ماتاريلا الى الجزائر. و يتعلق الأمر بالنسبة للبلدين بمواصلة الحوار السياسي القائم بينهما منذ سنوات مع تفضيل شراكة متينة و استراتيجية في مختلف المجالات و القطاعات بهدف التصدي للتحديات الاقليمية التي يواجهها البلدان. في هذا الصدد, وقع البلدان في ديسمبر 2020 على مذكرة تفاهم حول الحوار الاستراتيجي الخاص بالعلاقات الثنائية و المسائل السياسية و الامن الشامل خلال الزيارة التي قام بها الى الجزائر وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي الايطالي لويجي دي-مايو. و سمحت هذه المذكرة للبلدين بتعزيز الحوار الثنائي و التعاون الرامي الى تطوير شراكتهما مؤكدة بذلك التزام البلدين بالمضي قدما نحو تطوير التعاون في مختلف القطاعات. و في سنة 2003, تم تدعيم الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية بالتوقيع, بالجزائر, على معاهدة صداقة و حسن الجوار و التعاون بين البلدين مما سمح بترقية أكبر للحوار السياسي رفيع المستوى القائم بين الجزائر و ايطاليا. و شكلت هذه المعاهدة منعطفا حاسما في العلاقات بين البلدين كان متبوعا بسلسلة من اتفاقات التعاون في مختلف المجالات مع مواصلة الحوار السياسي. كما أن ايطاليا التي أشادت باستقلال الجزائر كانت أيضا من بين البلدان القلائل التي قدمت الدعم للجزائر عندما كانت وحيدة في مواجهة ويلات الارهاب خلال العشرية السوداء سنوات التسعينيات. وأعربت السلطات الجزائرية عن امتنانها للمستوى الرفيع من التفاهم والود و الصداقة الذي أبدته السلطات الإيطالية. كما يقيم البلدان حوارا استراتيجيا حول المسائل السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب، مما يشكل آلية تشاور مهمة. في إطار مكافحة الإرهاب، تعمل الجزائروإيطاليا على تطوير تعاون وصفه الطرفان بالممتاز، وتعتبر نتائجه مشجعة. وفي هذا الصدد، تعتبر إيطاليا التجربة الجزائرية في هذا المجال "قيّمة"، حيث أنها تعتمد على "مقاربة متعددة الأبعاد" تأخذ في الحسبان مختلف الجوانب، أي من خلال المكافحة وكذلك الوقاية من خلال استراتيجية تهدف إلى إضعاف التهديد، لا سيما الراديكالية الدينية. في هذا الإطار، وبفضل الزيارة التي قام بها وزير الداخلية الإيطالي إلى الجزائر في يوليو 2017، اتفق البلدان على تحسين وتحديث اتفاق التعاون لسنة 2009 في مجال مكافحة الإرهاب من خلال وضع مجموعتي عمل مختلطتين. أما بالنسبة للوضع في حوض البحر الأبيض المتوسط??، المُتميز بظاهرة الهجرة غير الشرعية، لطالما أكدت إيطالياوالجزائر رغبتهما في تعزيز تعاونهما لمواجهة مع هذه الآفة. وبخصوص الوضع في ليبيا، يلتزم البلدان بمواصلة تشاورهما وتعميقه، علما أن الجزائر تدعم دائما الحل السياسي والشامل للأزمة الليبية.