تعمل السلطات المحلية لولاية البليدة منذ بداية التقلبات الجوية في شهر نوفمبر الفارط على بذل جهود حثيثة للتكفل بالأشخاص بدون مأوى ونقلهم لمراكز مختصة، حيث جندت لهذا الغرض كافة الوسائل المادية والبشرية المتاحة، حسبما أفادت به رئيسة مصلحة العائلة والتلاحم الاجتماعي على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي. و أوضحت السيدة آمال حميدان أن عدد الأشخاص بدون مأوى الذين تكفلت بهم مديرية النشاط الاجتماعي منذ بداية شهر نوفمبر المنصرم فاق 150 شخصا (رجال ونساء), مشيرة إلى أن هذه العملية (التكفل) تندرج في إطار الحملة الولائية للتكفل بالأشخاص بدون مأوى المتواجدين في الشارع التي تم إطلاقها في نفس الشهر حيث تم نقلهم نحو مركز استقبال الأشخاص بدون مأوى بأولاد يعيش وكذا دار الرحمة ببلدية الشريعة. و أشارت السيدة حميدان أن أغلبية الأشخاص الذين تم التكفل بهم قصدوا الولاية إما للبحث عن عمل أو بسبب مشاكل عائلية أجبرتهم على الخروج للشارع لافتة إلى إيلاء القائمين على هذه الحملة أهمية بالغة لضمان التكفل النفسي بهذه الفئة المتواجدة في وضعية اجتماعية صعبة. اقرأ أيضا: المرافقة النفسية والادماج الاجتماعي للتكفل بالأشخاص دون مأوى و بهدف جمع كافة الأشخاص الذين يبيتون في الشوارع, كثفت مديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع شركائها المتمثلين في كل من مصالح الحماية المدنية والأمن والدرك الوطنيين والهلال الأحمر الجزائري وكذا ممثلي المجتمع المدني, من خرجاتها الليلية منذ بداية الاضطرابات الجوية لمساعدة هذه الفئة وتوفير المبيت والإطعام لها. و يتم نقل هؤلاء الأشخاص بعد موافقتهم إلى مركز استقبال الأشخاص بدون مأوى بأولاد يعيش الذين يمكثون فيه لمدة ثلاثة أيام فقط , طبقا لما ينص عليه القانون لتقوم خلالها مديرية النشاط الاجتماعي بإجراء تحقيق اجتماعي للتأكد من المعلومات التي أدلوا بها وهذا بالتنسيق مع مديريات النشاط الاجتماعي التابعة للولايات التي ينحدرون منها. -- وساطة اجتماعية في محاولة لإعادة الاشخاص لعائلاتهم -- و عقب تلقي نتائج هذا التحقيق يتم مباشرة القيام بالوساطة الاجتماعية ما بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل أسرية و عائلاتهم والتي تكلل بالنجاح في بعض الأحيان ويعود المعني إلى مقر إقامته وفي حال فشل عملية الوساطة يتم بعدها نقلهم إلى دار الرحمة الواقعة ببلدية الشريعة أعالي مدينة البليدة والتي يرفض العديد منهم التنقل إليها. و في هذا السياق, تطرق ممثل المديرية في هذه الحملة عبد القادر العيشي إلى إشكالية رفض نسبة كبيرة من الأشخاص بدون مأوى الذين تعرض عليهم المساعدة الالتحاق بالمراكز التابعة للمديرية التي خصصتها الدولة للتكفل بهذه الفئة من المجتمع التي تتواجد خاصة بوسط مدينة البليدة و بعض البلديات الأخرى على غرار الشفة وموزاية (غرب). و أرجع السيد العيشي أسباب ذلك إلى امتهان العديد منهم, لاسيما النساء التسول بحيث يفضلون المبيت في الشارع و تحمل برودة الطقس على التواجد بهذه المراكز التي "تقيد حريتهم" بحسب اعتقادهم, مشيرا إلى أن المصالح المعنية لا يمكنها إجبارهم على مرافقتها بالقوة. و من جهة أخرى, يعتبر الهلال الأحمر الجزائري شريكا هاما للسلطات الولائية للتكفل بفئة الأشخاص بدون مأوى لا سيما خلال فصل الشتاء وهذا من خلال انخراطه في هذه العملية التي ستتواصل إلى غاية نهاية فصل الشتاء. و في هذا الصدد, أكد لوأج رئيس المكتب الولائي طاهر لحرش تسطير برنامج خاص بمساعدة هذه الفئة من خلال مشاركته في الخرجات الليلية المنظمة من قبل مصالح النشاط الاجتماعي التي تبدأ في حدود الساعة الثامنة مساء والتي تستهدف الساحات العمومية وكذا محطات الحافلات ووسط المدينة خاصة. و يقوم ممثلو هذه المنظمة الإنسانية بتوزيع الوجبات الساخنة وكذا الأفرشة والألبسة على هؤلاء الأشخاص بالإضافة إلى التكفل بهم نفسيا من طرف مختصين متطوعين , حسب السيد لحرش الذي أشار إلى إحصاء نحو 12 شخصا ممن لا مأوى لهم موزعين عبر أماكن متفرقة وسط مدينة البليدة خاصة.