قال المؤرخ والكاتب الصحفي العراقي شامل عبد القادر، إن مخاطر التطبيع المغربي-الصهيوني "جسيمة" على استقرار المنطقة المغاربية، مؤكدا أن الجزائر "لن تنهزم أمام مخططات الكيان الاسرائيلي" وشعبها محصن "بشعور وطني عالي" ضد كل ما هو صهيوني. و أوضح عبد القادر شامل في تصريح ل/وأج بمناسبة مرور سنة على اتفاق الخزي و العار بين نظام المخزن و الكيان الصهيوني أن المغرب له علاقات "وطيدة و قديمة و عميقة الغور" مع اسرائيل, لذا "ليس غريبا أن يتم ابرام اتفاقيات امنية مشتركة بينهما". و اضاف : "الجميع يعلم أن المغرب اتخذ موقفا منعزلا من الصراع العربي-الاسرائيلي, كما احتضن في الكثير من المرات اللقاءات السرية التي كانت تتم بين زعماء عرب و قادة إسرائيليين". فالاتفاقات الامنية -حسب الدكتور شامل- هي نتيجة طبيعية للعلاقات بين المغرب و اسرائيل بعد عام 1948. و أشار في هذا الاطار الى أن الجالية اليهودية المغربية ترتبط بعلاقات "وشيجة و مهمة وذات تبادل نفعي" مع الكيان الصهيوني, كما اشار الى أنه بعد قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948, كان المغرب الدولة العربية الوحيدة التي تسمح لمواطنيها من اليهود المغاربة بزيارة إسرائيل علانية. و ابرز في هذا الصدد أن الملك المغربي السابق الحسن الثاني "هو عراب التطبيع الديني بين يهود المغرب و يهود اسرائيل". و في حديثه عن مخاطر الاتفاقيات الأمنية التي وقعها نظام المخزن مع الكيان الصهيوني في 24 نوفمبر الماضي خلال زيارة وزير الحرب الاسرائيلي الى الرباط, قال إنها "جسيمة" على الامن القومي الجزائري و المغاربي. و تابع يقول : "الكيان الصهيوني يعمل على خلخلة الوضع في الجزائر لكن لن تفلح الإمبريالية الصهيونية في تغيير بنيتها او تركيبتها السياسية و الاجتماعية, لأن الشعب الجزائري لديه شعور وطني قوي و عالي مضاد للهيمنة الصهيونية", مذكرا بمشاركة الجزائر في جميع الحروب و النزاعات العربية-الصهيونية. و وصف شامل عبد القادر, المطبعين ب "الكائنات المفرغة من الروح الوطنية و الشعور بمأساة الشعب الفلسطيني و حقوقه المهدورة", و استعرض في هذا الاطار ما تعرض له الفلسطينيون من جرائم, في وقت يهرول فيه المطبعون وراء الكيان الاسرائيلي طمعا في الأموال و المراكز و الشهرة, لكن حقوق الشعب الفلسطيني, يقول, "فوق هذه الكيانات الهزيلة". يشار الى ان النظام المغربي وقع بشكل رسمي على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني في 22 ديسمبر 2020, بعد اعلان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب في تغريدة له بتاريخ العاشر من نفس الشهر, على الاعتراف ب"السيادة" المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني. و لاقى القرار الرسمي المغربي رفضا شعبيا واسعا في المملكة, حيث يخرج المغاربة الى غاية اليوم في مظاهرات عارمة عبر مختلف انحاء البلاد للتنديد بخيانة القضية الفلسطينية و استقدام الكيان الصهيوني الى المغرب.