حاول عشرات الشباب المغاربة من مدينة "الفنيدق" الفرار الى جيب سبتة الاسباني, هربا من الخدمة العسكرية التي فرضتها السلطات المغربية, لإجبارهم على المشاركة في الحرب بالصحراء الغربية, خاصة في ظل ما يتكبده الجيش الملكي المغربي من خسائر على يد الجيش الصحراوي منذ استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر 2020. و نقلت وسائل اعلام مغربية اليوم السبت ان سلطات مدينة "الفنيدق" عاشت أوقاتا "عصيبة" مساء امس الجمعة وصباح اليوم السبت, بسبب "توافد اعداد كبيرة من الشباب المغربي, الراغبين في اختراق أسوار جيب سبتة الاسباني, و أظهرت مقاطع فيديو مطاردة عناصر الأمن المغربية لعدد من الشباب في أزقة مدينة الفنيدق, بعد محاولتهم الوصول إلى معبر باب سبتة, مما أسفر عن اعتقال عدد منهم". وكانت مندوبية الحكومة الاسبانية لمدينة سبتة, أديلا نييتو, قد اشارت في تصريحات نقلتها الصحيفة الاسبانية "إلفارو دي ثيوتا" في وقت سابق, الى ان التوافد الكبير للشباب المغاربة "راجع إلى إصدار الحكومة المغربية لقانون الخدمة العسكرية الإجبارية منذ أواخر شهر اغسطس الماضي". و اضافت الصحيفة الاسبانية أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين شهدت زيادة بنسبة 54 في المائة, منذ تاريخ إعلان المغرب العودة إلى فرض الخدمة العسكرية على الشباب, معبرة عن انزعاجها من أن تتحول سبتة إلى "بقعة" لإيواء الفارين من الجيش المغربي. و لا يتعلق الامر بجيب سبتة الاسباني فقط, حيث حاول عشرات الشباب المغربي دخول جيب مليلية أيضا, بشكل غير قانوني, هربا من الخدمة العسكرية, لأنهم لا يريدون المشاركة في الحرب بالصحراء الغربية, حسب ما افادت به وسائل إعلام اسبانية. و ذكرت ذات المصادر أن أجهزة الأمن في جيب مليلية الإسباني واجهت تدفقا هائلا لأنواع جديدة من المهاجرين يوم الأربعاء الماضي. و كانت الحكومة المغربية قد الغت الخدمة العسكرية الإجبارية في عام 2006 لكنها اضطرت إلى إعادتها في 2018, لمواجهة نقص المتطوعين للانضمام إلى الجيش المغربي, و توقف العمل بنظام التجنيد خلال عام 2020, بسبب جائحة كوفيد-19, قبل أن تضطر الى فتح باب التجنيد مجددا, لتدعيم صفوف الجيش, الذي يخوض حربا ضروسا في الصحراء الغربية, رغم تكتمه على الخسائر المادية و البشرية.