فيما يحاول المغرب التستر عما يجري في الكواليس تجسيدا لتطبيعه مع الكيان الصهيوني، مخافة الانتفاضة الشعبية التي تتهدده، يأتي ساسة اسرائيل ووسائل اعلامه ليكشفوا عن التطورات الحاصلة، كالزيارة المرتقبة لبعثة عسكرية مغربية إلى الكيان الصهيوني لإجراء تدريبات مشتركة وصفقة بيع الاسلحة بين الجانبين وغيرها من المبادرات. فغالبا ما يتم الاعلان عما يقترفه المغرب من تجاوزات في حق شعبه وبحق القضية الفلسطينية في اطار "تطبيع العار"، عبر مصادر من الكيان الصهيوني، فيما يعم الصمت الجانب المغربي ووسائل اعلامه، بعد ان تأكد من فشل محاولاته "تجميل" تقاربه مع الكيان الصهيوني ودعايته البائسة لإيهام الرأي العام. وأظهرت آخر التقارير، اصرار النظام المخزني على المضي قدما في تجسيد صور التطبيع، رغم الغليان الخطير المنذر بالانفجار الذي يعم المملكة. وبأدق التفاصيل، كشفت مواقع اعلام صهيونية بأن المغرب يتفاوض مع اسرائيل لشراء منظومة دفاع جوي صهيونية "باراك-8"، التي تحدثت عنها الصحافة الاسرائيلية في نهاية نوفمبر الماضي، وذكرت انها بدأت خلال زيارة وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس الى المغرب، بهدف توقيع اتفاق امني بين الطرفين. ونقل موقع "يسرائيل ديفنس" الأمني الصهيوني، عن مصادر خاصة قولها أن "هناك مفاوضات مستمرة بين المغرب والصناعات الجوية الإسرائيلية حول شراء المنظومة الدفاعية الجوية باراك-8"، مشيرة الى أن المنظومة "طورت بالتعاون بين إسرائيل والهند مع تطبيقات تتلاءم مع الساحة البحرية (السفن) والبرية (أنظمة أرضية)". وكان وزير الدفاع الصهيوني وقع نهاية نوفمبر الماضي، مع المغربي عبد اللطيف لوديي، على اتفاقية في المجالات الأمنية والاستخباراتية، تقضي بعقد صفقات أمنية وبيع معدات أمنية وعسكرية وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين الكيان الصهيوني والمغرب، قوبلت باستياء كبير داخل المملكة وخارجها. من جانب آخر، نقل عن مسؤول أمني صهيوني أن بعثة عسكرية مغربية ستصل قريبا إلى الكيان المحتل، وبحسب تقديراته ستجري بالمناسبة تدريبات مشتركة بين الطرفين. وبالأمس، كشفت تقارير اسرائيلية عن استجابة نظام الرباط لرغبة الكيان الصهيوني في استقدام ممرضات وممرضين من المغرب، لسد احتياجاته في هذا المجال. يأتي ذلك في الوقت الذي يعيش فيه الكيان الصهيوني من خصاص كبير في العاملين في مجال رعاية الأشخاص المتقدمين في السن، سواء في المنازل أو في دور الرعاية، وفق ما جاء في نقاشات أعضاء البرلمان. ويأتي سعي الكيان الصهيوني لجلب الممرضين من المغرب للعمل لديه، في وقت تعاني فيه المستشفيات بالمملكة من خصاص مهول في الاطر الطبية وشبه الطبية والممرضين والتجهيزات، استنادا لتقارير رسمية محلية. وهو ما اعترف به وزير الصحة، خالد آيت الطالب، الذي اكد أن المنظومة الصحية ببلاده "تعاني من خصاص كبير في الموارد البشرية وهو ما يعيق عمل المستشفيات خاصة في المناطق البعيدة". إلى ذلك، نقل موقع "الجزائر الآن" تصريحات وزير خارجية الكيان الصهيوني المحتل، يائير لابيد، لصحيفة "لوموند" الفرنسية، كذب فيها أقوال مسؤولي النظام المغربي التي أكدوا فيها عدم حصول المخزن على برنامج التجسس "بيغاسوس" من قبل شركة اسرائيلية، للتجسس على المعارضين المغاربة والمسؤولين الجزائريين وغيرهم. وأكد الوزير شراء المغرب لبرنامج "بيغاسوس"، وشدد على أنه "لا يمكن استخدام البرنامج إلا لمحاربة المنظمات الإرهابية والجرائم الخطيرة"، مضيفا : "إذا أساء أي شخص استخدام هذا السلاح الإلكتروني أو كذب، فيجب معاقبته بالعدالة"، وذلك في اشارة منه إلى استعمال نظام المخزن المغربي لهذا البرنامج الإلكتروني.