تميز اليوم الثالث من فعاليات الطبعة الثانية لصالون البنايات الحديثة و التكنولوجيات الجديدة بقسنطينة بإقبال كبير للجمهور على ابتكارات الطاقات المتجددة و الرسكلة التي يتم استعمالها في مجال البناء، لاسيما ابتكاري الخرسانة المضيئة و الممهل الذكي اللذين شكلا محل اهتمام لافت من قبل زائري هذه التظاهرة. و قد أبدى زوار هذه التظاهرة, التي أشرف على افتتاحها يوم الأحد المنصرم والي قسنطينة, مسعود جاري, اليوم الثلاثاء اهتماما كبيرا بهذين الابتكارين نظرا لكونهما ''أول منتجين من نوعهما في الجزائر'' تم تطويرهما من طرف المؤسسة الناشئة "هارموني للخرسنة'' بقسنطينة, المتخصصة في التخطيط و التهيئة العمرانية باستعمال التكنولوجيات الحديثة. و في تصريح لوأج, أفاد مدير مؤسسة "هارموني للخرسنة", أنيس سليماني, أن مهندسي هذه المؤسسة قاموا بابتكار خرسانة مضيئة و ذلك بتطوير المكونات التي تحتوي عليها بطريقة تجعلها قادرة على امتصاص أشعة الشمس في النهار و تحويلها إلى إضاءة ملونة في الليل, و كذا بابتكار ممهل ذكي مدعم بمادة الخرسانة المضيئة لتمكين السائقين من رؤيتها ليلا, له القدرة على توفير الأمن و السلامة للمواطنين بفضل مرونته التي تسمح بتقليل صدمة عجلات المركبة به. و تتم صناعة الخرسانة المضيئة من عدة مكونات على غرار الرمل, الحصى و نسبة قليلة من الإسمنت, يضاف إليها خليط مبتكر من مادة أطلق عليها مهندسو هذه الشركة اسم "فيراليا" يتم استخراجها من مسحوق قارورات الزجاج المركسلة و تمر بعدة مراحل حيث تخلط بمواد مثبتة ليتم استعمالها كبديل لمادة الإسمنت, حسب ما أفاد به نفس المتحدث, مشيرا إلى أن هذا الابتكار سيدخل ''قريبا'' حيز الإنتاج و التسويق المحلي في مرحلة أولى, على أن يتم تسويقه إلى دول أخرى ''على المدى المتوسط''. اقرأ أيضا: و بإمكان هذا المنتوج أن يوفر نسبة 30 بالمائة من الإسمنت المستعمل في صنع الخرسانة, حسب ما كشف عنه السيد سليماني, مضيفا أن هذه المادة "ستساهم في المحافظة على البيئة من خلال تقليل الغازات التي تفرزها مصانع إنتاج الإسمنت", حيث أن الأبحاث المنجزة في هذا الصدد أثبتت أن كمية 1 طن من مسحوق ''فيراليا'' من شأنه اجتناب 1 طن من المواد المتسببة في الاحتباس الحراري التي تفرزها المصانع. من جهته, أكد السيد محمد سيف الدين صالحي, مدير مؤسسة "ميديا سمارت" المنظمة لهذا الصالون, أنه حرص على جلب عارضين يقدمون حلولا ذكية و حديثة في قطاعي السكن و الأشغال العمومية و البناء, و ذلك من أجل تشجيع إنتاج و تسويق مواد إيكولوجية و اقتصادية على غرار هذين المنتجين اللذين يهدفان إلى ترشيد استهلاك الكهرباء و التقليل من تكلفة فواتير الإنارة العمومية, بالإضافة إلى إضفاء أريحية حضرية للمواطنين و تفادي التلوث الضوئي في المدن, خاصة لمن يفضلون المشي على الأقدام ليلا, إذ أنه يضفي زخرفا و نمطا تزيينيا حديثا على الساحات العمومية, الأرصفة, الطرقات و حتى الجدران. و تعرف الطبعة الثانية لصالون البنايات الحديثة و التكنولوجيات الجديدة, التي ستختتم يوم غد الأربعاء, مشاركة 45 عارضا يمثلون عديد قطاعات النشاط ذات الصلة بالسكن و التكنولوجيات الحديثة قدموا من مختلف أنحاء الوطن من بينهم مرقون عقاريون و مخابر التجارب و المراقبة و مكاتب دراسات و كذا ممثلون آخرون لبنوك و شركات تأمين بالإضافة إلى مؤسسات مختصة في مجالات الرقمنة و المعلوماتية و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال.