تدرس وزارة السكن والعمران والمدينة، إمكانية إستعمال الخرسانة البيضاء في بناء السكنات والمرافق العمومية المدرجة في إطار البرنامج الخماسي الجاري، وحسب تصريح الأمين العام بوزارة السكن، السيد نصر الدين عازم، على هامش ملتقى تقني حول تكنولوجيات الخرسانة البيضاء، فإن الوزارة ترحب باستخدام الخرسانة البيضاء التي ينتظر تجريبها خلال المرحلة الأولى على بعض المرافق العمومية كمشاريع إنجاز المؤسسات العمومية. واعتبر الأمين العام بوزارة السكن، أن هذا النوع من مواد البناء الحديثة يعد "ثقافة جديدة في البناء يجب تطويرها لدى منفذي المشاريع عموما"، كونها تتوفر على نفس مواصفات ومعايير الجودة والأمان، والاستدامة المتوفرة في الإسمنت الرمادي. وركز المشاركون في هذه الندوة المنظمة من طرف مجمع "لافارج الجزائر" على مميزات هذه الخرسانة التي توفر الوقت وتقلّص التكاليف، وتمنح وجها جماليا للبنايات. ومن بين مزاياها أيضا أنها تضمن السرعة في البناء توفر على صاحب المشروع مراحل الدهن والتهيئة النهائية، كون الإسمنت الأبيض مادة قابلة للتلوين خلال تحويلها إلى خرسانة. وحسب المدير العام للخرسانة والملاط والشراكة بالمجمع، سفيان بن مغنية، فقد شرع في إنتاج الإسمنت الأبيض من طرف مجمع "لافارج الجزائر" سنة 2008، بمصنع عقاز بولاية معسكر، بقدرة إنتاجية تفوق ال500 ألف طن في السنة، منها 20 ألف طن موجهة للتصدير. وتشير دراسة أجراها المجمع حول قدرة هذه المادة على تحمّل التغيرات المناخية والظروف الطبيعية إلى أن الإسمنت الأبيض له قدرة على الصمود أمام الحرائق أكثر من الإسمنت الرمادي بنسبة تفوق ال60 في المائة، وترتفع نسبة صموده أمام الظروف الطبيعية بنسبة 20 في المائة. من جانبه أوضح رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين جمال شرفي، أن استغلال الإسمنت الأبيض سيساهم في التقليص التدريجي من اللون الرمادي في النمط العمراني الجزائري، ويقدم أسلوبا فنيا جديدا عصري ومبتكر. وحسب الخبير بمجمع "لافارج" أنطونيو فروستو، يجب تحسين نوعية الإسمنت والخرسانة في الجزائر، كونها من بين الدول المعرضة لخطر الزلازل، مشيرا إلى أن الخرسانة البيضاء يمكن أن تستخدم سواء في تهيئة الفضاءات الداخلية أو بناء الهيكل الخارجي للبناية دون الحاجة إلى مواد أخرى في الأشغال النهائية،كما تساعد أيضا على تحسين الإضاءة الطبيعية داخل البناء مما يوفر الطاقة. ويذكر أن "مجمع لافارج" الجزائر ينتج 8,5 مليون طن سنويا من كافة أنواع الإسمنت، وينتظر أن يدعم بوحدات جديدة على غرار مصنع للإسمنت ببسكرة، الذي سيدخل الإنتاج في جويلية 2016، بقدرة تناهز ال2,7 مليون طن في السنة. ويمتلك المجمع -علاوة على مصنع الإسمنت بمعسكر- مصنعا آخر بالمسيلة، كما يسير بالشراكة مع مجمع إسمنت الجزائر مصنع للإسمنت الواقع بمفتاح (البليدة).